أبيات شعر عن العلم

أبيات شعر عن العلم
أبيات-شعر-عن-العلم/

قصيدة: العلم زين فكن للعلم مكتسبًا

قال علي بن أبي طالب:[١]

العِلمُ زَينٌ فَكُن لِلعِلمِ مُكتَسِبًا

وَكُن لَهُ طالِبًا ما عِشتَ مُقتَبِسا

أركِن إِلَيهِ وَثِق بِاللَهِ وَاَغنِ بِهِ

وَكُن حَليمًا رَزينَ العَقلِ مُحتَرِسا

لا تَأثَمَنَّ فَإِمّا كُنتَ مُنهَمِكًا

في العِلمِ يَومًا وَإِمّا كُنتَ مُنغَمِسا

وَكُن فَتىً ماسِكًا مَحَضَ التُّقى وَرِعًا

لَلدّينِ مُغتَنِمًا لِلعِلمِ مُفتَرِسا

فَمَن تَخلَّقَ بِالآدابِ ظَلَّ بِها

رَئيسَ قَومٍ إِذا ما فارَقَ الرُؤَسا

وَاَعلَم هُديتَ العِلمَ خَيرٌ صَفا

أَضحى لِطالِبِهِ مِن فَضلِهِ سَلِسا

قصيدة: يا أيها الرجل المعلم غيره

قال أبو الأسود الدؤلي:

يَا أَيُّهَا الرَّجُلُ المُعَلِّمُ غَيْرَهُ

هَلَّا لِنَفْسِكَ كَانَ ذَا التَّعْلِيمُ

تَصِفُ الدَّوَاءَ لِذِي السِّقَامِ وَذِي الضَّنَى

كَيْمَا يَصِحُّ بِهِ وَأَنْتَ سَقِيمُ

وَأَرَاكَ تُصْلِحُ بِالرَّشَادِ عُقُولَنَا

أَبَدًا وَأَنْتَ مِنَ الرَّشَادِ عَقِيمُ

لَا تَنْهَ عَنْ خُلُقٍ وَتَأْتِيَ مِثْلَهُ

عَارٌ عَلَيْكَ إِذَا فَعَلْتَ عَظِيمُ

ابْدَأْ بِنَفْسِكَ فَانْهَهَا عَنْ غَيِّهَا

فَإِذَا انْتَهَتْ عَنْهُ فَأَنْتَ حَكِيمُ

فَهُنَاكَ يُقْبَلُ مَا تَقُولُ وَيُقْتَدَى

بِالعِلْمِ مِنْكَ وَيَنْفَعُ التَّعْلِيمُ

قصيدة: اطلب العلم ولا تكسل

قال ابن الوردي:

اطلبِ العلمَ ولا تكسلْ فما

أبعدَ الخيرَ على أهلِ الكسلْ

واحتفلْ للفقهِ في الدينِ ولا

تشتغلْ عنهُ بمالٍ أوْ خَوَلْ

واهجرِ النومَ وحصِّلْهُ فَمَنْ

يعرفِ المطلوبَ يحقرْ ما بذلْ

لا تقلْ قدْ ذهبَتْ أربابُهُ

كلُّ مَنْ سارَ على الدربِ وصلْ

في ازديادِ العلمِ إرغامُ العِدى

وجمالُ العلمِ يا صاحِ العملْ

جمِّلِ المنطقَ بالنَّحوِ فَمَنْ

يُحرمِ الإعرابَ في النطقِ اختبلْ

وانظمِ الشعرَ ولازمْ مذهبي

فاطراحُ الرفدِ في الدنيا أقلْ

قصيدة: كن عالما في الناس أو متعلما

قال ابن الوردي:

كنْ عالمًا في الناسِ أو متعلّمًا

أو سامعًا فالعلمُ ثوبُ فخارِ

منْ كلِّ فنٍّ خذْ ولا تجهلْ بهِ

فالحرُّ مطَّلعٌ على الأسرارِ

وإذا فهمتَ الفقهَ عشتَ مصدَّرًا

في العالمينَ معظَّمَ المقدارِ

وعليكَ بالإعرابِ فافهمْ سرَّهُ

فالسرُّ في التقديرِ والإضمارِ

قِيَمُ الورى ما يحسنونَ وزينُهُمْ

ملَحُ الفنونِ ورقةُ الأشعارِ

واعملْ بما علَّمْتَ فالعلماءُ إنْ

لم يعملوا شجرٌ بلا إثمارِ

والعلمُ مهما صادفَ التقوى يكنْ

كالريحِ إذْ مرَّتْ على الأزهارِ

قصيدة: ليس الجمال بأثواب تزيننا

قال علي بن أبي طالب:

لَيسَ الجَمالُ بِأَثوابٍ تُزَيِّنُنا

إِنَّ الجَمالَ جَمالُ العَقلِ وَالأَدَبِ

لَيسَ اليَتيمُ الَّذي قَد ماتَ والِدُهُ

إِنَّ اليَتيمَ يَتيمُ العِلمِ وَالأَدَبِ

قصيدة: رأيت العلم صاحبه كريم

قال الإمام الشافعي:

رَأَيتُ العِلمَ صاحِبُهُ كَريمٌ

وَلَو وَلَدَتهُ آباءٌ لِئامُ

لَيسَ يزالُ يَرفَعُهُ إِلى أَن

يُعَظِّمَ أَمرَهُ القَومُ الكِرامُ

وَيَتَّبِعونَهُ في كُلِّ حالٍ

كَراعي الضَأنِ تَتبَعُهُ السَوامُ

فَلَولا العِلمُ ما سَعِدَت رِجالٌ

وَلا عُرِفَ الحَلالُ وَلا الحَرامُ

قصيدة: قم للمعلم وفه التبجيلا

قال أحمد شوقي:

قُم لِلمُعَلِّمِ وَفِّهِ التَبجيلا

كادَ المُعَلِّمُ أَن يَكونَ رَسولا

أَعَلِمتَ أَشرَفَ أَو أَجَلَّ مِنَ الَّذي

يَبني وَيُنشِئُ أَنفُسًا وَعُقولا

سُبحانَكَ اللَهُمَّ خَيرَ مُعَلِّمٍ

عَلَّمتَ بِالقَلَمِ القُرونَ الأولى

أَخرَجتَ هَذا العَقلَ مِن ظُلُماتِهِ

وَهَدَيتَهُ النورَ المُبينَ سَبيلا

وَطَبَعتَهُ بِيَدِ المُعَلِّمِ تارَةً

صَدِئَ الحَديدُ وَتارَةً مَصقولا

أَرسَلتَ بِالتَوراةِ موسى مُرشِدًا

وَاِبنَ البَتولِ فَعَلِّمِ الإِنجيلا

وَفَجَرتَ يَنبوعَ البَيانِ مُحَمَّدًا

فَسَقى الحَديثَ وَناوَلَ التَنزيلا

عَلَّمتَ يونانًا وَمِصرَ فَزالَتا

عَن كُلِّ شَمسٍ ما تُريدُ أُفولا

وَاليَومَ أَصبَحَتا بِحالِ طُفولَةٍ

في العِلمِ تَلتَمِسانِهِ تَطفيلا

مِن مَشرِقِ الأَرضِ الشَموسُ تَظاهَرَت

ما بالُ مَغرِبِها عَلَيهِ أُديلا

قصيدة: تعلم فليس المرء يولد عالمًا

قال الإمام الشافعي:

تعلم فليسَ المرءُ يولدُ عالمًا

وَلَيْسَ أخو عِلْمٍ كَمَنْ هُوَ جَاهِلُ

وإنَّ كَبِير الْقَوْمِ لاَ علْمَ عِنْدَهُ

صَغيرٌ إذا الْتَفَّتْ عَلَيهِ الْجَحَافِلُ

وإنَّ صَغيرَ القَومِ إنْ كانَ عَالِمًا

كَبيرٌ إذَا رُدَّتْ إليهِ المحَافِلُ

اصبر على مرِّ الجفا من معلمٍ

فإنَّ رسوبَ العلمِ في نفراتهِ

ومنْ لم يذق مرَّ التعلمِ ساعة ً

تجرَّعَ ذلَّ الجهل طولَ حياته

ومن فاتهُ التَّعليمُ وقتَ شبابهِ

فكبِّر عليه أربعًا لوفاته

وَذَاتُ الْفَتَى ـ واللَّهِ ـ بالْعِلْمِ وَالتُّقَى

إذا لم يكونا لا اعتبار لذاتهِ

قصيدة: بقوة العلم تقوى شوكة الأمم

قال محمود سامي البارودي:

بِقُوَّةِ الْعِلْمِ تَقْوَى شَوْكَةُ الأُمَمِ

فَالْحُكْمُ فِي الدَّهْرِ مَنْسُوبٌ إِلَى الْقَلَمِ

كَمْ بَيْنَ مَا تَلْفِظُ الأَسْيَافُ مِنْ عَلَقٍ

وَبَيْنَ مَا تَنْفُثُ الأَقْلامُ مِنْ حِكَمِ

لَوْ أَنْصَفَ النَّاسُ كَانَ الْفَضْلُ بَيْنَهُمُ

بِقَطْرَةٍ مِنْ مِدَادٍ لا بِسَفْكِ دَمِ

فَاعْكِفْ عَلَى الْعِلْمِ تَبْلُغْ شَأْوَ مَنْزِلَةٍ

فِي الْفَضْلِ مَحْفُوفَةٍ بِالْعِزِّ وَالْكَرَمِ

فَلَيْسَ يَجْنِي ثِمَارَ الْفَوْزِ يَانِعَةً

مِنْ جَنَّةِ الْعِلْمِ إِلَّا صَادِقُ الْهِمَمِ

لَوْ لَمْ يَكُنْ فِي الْمَسَاعِي مَا يَبِينُ بِهِ

سَبْقُ الرِّجَالِ تَسَاوَى النَّاسُ فِي الْقِيَمِ

وَلِلْفَتَى مُهْلَةٌ فِي الدَّهْرِ إِنْ ذَهَبَتْ

أَوْقَاتُهَا عَبَثًا لَمْ يَخْلُ مِنْ نَدَمِ

قصيدة: إلا إن ليل الجهل أسود دامس

قال جميل صدقي الزهاوي:

ألا إن ليلَ الجهلِ أسودُ دامسُ

وإن نهارَ العلمِ أبيضُ شامسُ

تشقُ حياةً ما لها من مدربٍ

وتشقى بلادٌ ليسَ فيها مدارسُ

قصيدة: وليس الغنى إلا غنى العلم

قال معروف الرصافي:

وليس الغنى إلاّ غنى العلم أنهُ

كنور الفتى يجلو ظلام افتقارهِ

ولا تحسَبنّ العلم في الناس مُنْجيًا

إذا نكَّبَت أخلاقهم عن منارهِ

وما العلم إلاّ النور يجلو دجى العمى

ولكن تَزوغ العين عند انكسارهِ

فما فاسد الأخلاق بالعلم مُفْلِحًا

وإن كان بجرًا زاخرًا من بحارهِ

سل الفلك الدوّار عن حركاته

فهل هو فيها دائر باختيارهِ

قصيدة: فلله در العلم

قال حمد بن خليفة أبو شهاب:

فلله درُّ العلمِ كيفَ ارتقتْ بهِ

عقولُ أناسٍ كنَّ بالأمسِ بلّها

غذاها نميرُ العلمِ من فيضِ نورهِ

جلتْ عن محياها المتوجِ بالبها

تخيرتْ من ليلايّ أسمى عقودهِ

فرائدُ درٍّ ما تشظى وَلا وهي

قصيدة: بالعلم ساد الناس

قال أحمد شوقي:

يا ناشِرَ العِلمِ بِهَذي البِلاد

وُفِّقتَ نَشرُ العِلمِ مِثلُ الجِهاد

بانِيَ صَرحِ المَجدِ أَنتَ الَّذي

تَبني بُيوتَ العِلمِ في كُلِّ ناد

بِالعِلمِ سادَ الناسُ في عَصرِهِم

وَاِختَرَقوا السَبعَ الطِباقَ الشِداد

أَيَطلُبُ المَجدَ وَيَبغي العُلا

قَومٌ لِسوقِ العِلمِ فيهِم كَساد

قصيدة: ما الفضل إلا لأهل العلم

قال علي بن أبي طالب:

ما الفَضلُ إِلا لِأَهلِ العِلمِ إِنَّهُمُ

عَلى الهُدى لِمَنِ اِستَهدى أَدِلّاءُ

وَقَدرُ كُلِّ اِمرِئٍ ما كاَن يُحسِنُهُ

وَلِلرِجالِ عَلى الأَفعالِ اسماءُ

وَضِدُّ كُلِّ اِمرِئٍ ما كانَ يَجهَلُهُ

وَالجاهِلونَ لِأَهلِ العِلمِ أَعداءُ

وَإِن أَتَيتَ بِجودٍ مِن ذَوي نَسَبٍ

فَإِنَّ نِسبَتَنا جودٌ وَعَلياءُ

قصيدة: هو العلم فاركب فلك تياره العذب

قال ابن شهاب: [٢]

هو العلمُ فاركبْ فلكَ تيارهِ العذبُ

وعص فيه لاستخراجِ لؤلؤهِ الرطبِ

فما بسوى العلمِ ارتقى فاضلٌ إلى

مغاني المعالي وانثنى عاليَ الكعبِ

هو العلمُ للدنيا جمال ورفعةٌ

وللدين منجاةٌ من الريبِ في الربِّ

وخيرُ علومِ الدينِ تفسير وحيه

تعالى وأخبار المنزّه عن عيبِ

هو الضامنُ الفوز المبين لأهلهِ

فبذلُ المساعي فيهِ محمودةُ الغبِّ

قصيدة: بالعلم يدرك أقصى المجد

قال خليل مطران:

بِالعِلْمِ يُدْرِكُ أَقصَى المَجْدِ مِنْ أَمَمٍ

وَلا رُقِيَّ بِغَيْرِ العِلْمِ لِلأُمَمِ

يَا مَنْ دَعَاهُمْ فَلَبَّتْهُ عَوَارِفُهُمْ

لِجُودِكُمْ مِنْهُ شُكْرُ الرَّوْضِ لِلدِّيَمِ

يَحْظَى أُولُو الْبَذْلِ إِنْ تَحْسُنْ مَقَاصِدُهُم

بِالبَاقِيَاتَ مِنَ الآلاءِ وَالنِّعَمِ

فَإِنْ تَجِدْ كَرَمًا فِي غَيْرِ مَحْمَدَةٍ

فَقَدْ تَكُونُ أَدَاةُ المَوْتِ فِي الْكَرْمِ

مَعَاهِدُ العِلْمِ مَنْ يَسْخُو فَيَعْمُرُهَا

يَبْنِي مَدَارِجَ لِلْمُسْتَقْبلِ السَّنِمِ

وَوَاضِعٍ حَجَرًا فِي أُسٍّ مَدْرَسَةٍ

أَبْقَى عَلَى قَوْمِهِ مِنْ شَائِدِ الْهَرَمِ

شَتَّانَ مَا بَيْنَ بَيْتٍ تُسْتَجَدُّ بِهِ

قُوَى الشُّعُوبِ وَبَيْتٍ صَائِنِ الرِّمَمِ

لَمْ يُرْهِقِ الشَّرْقَ إِلاَّ عَيْشُهُ رَدَحًا

وَالجَهْلُ رَاعِيهِ وَالأَقْوَامُ كَالنَّعَمِ

فَحَسبُهُ مَا مَضَى مِنْ غَفْلَةٍ لَبِثَتْ

دهرًا وَآنَ لَهُ بَعْثٌ مِنَ الْعَدَمِ

الْيَوْمَ يُمنَعُ مِنْ وِردٍ عَلَى ظَمأٍ

مَنْ لَيسَ بِاليَقِظِ المُستَبْصِرِ الْفَهِمِ

اليوْمَ يُحرمُ أَدْنَى الرِّزْقِ طَالِبُهُ

فأَعْمِلِ الفِكْرَ لا تُحْرَمْ وَتَغْتنِمِ

وَالجَمْعُ كَالْفَرْدِ إِنْ فَاتَتْهُ مَعْرِفَةٌ

طَاحَتْ بِهِ غَاشِيَاتُ الظُّلْمِ وَالظُّلَمِ

فَعَلِّمُوا عَلِّمُوا أَوْ لا قَرَارَ لَكُمْ

وَلا فِرَارَ مِنَ الآفَاتِ وَالغُمَمِ

ربُّوا بَنِيكُمْ فَقَدْ صِرْنَا إِلَى زَمَنٍ

طَارَتْ بِهِ النَّاسُ كَالْعِقْبَانِ والرَّخَمِ

إِن نَمْشِ زَحْفًا فَمَا كَزَّاتُ مُعْتَزِمٍ

مِنَّا هُدِيتُمْ وَمَا مَنْجَاةُ مُعْتَصِمِ

يا رُوحَ أَشْرَفَ مَنْ فَدَّى مَوَاطِنَهْ

بِمَوْتِهِ بَعْدَ طُولَ الْجُهْدِ وَالسَّقَمِ

كَأَنَّنِي بِكِ فِي النَّادِي مُرَفْرِفَةً

حِيَالَنَا وَكَأَنَّ الصَّوْتَ لَمْ يَرِمِ

فَفِي مَسَامِعِنَا مَا كُنتِ مُلْقِيَةً

فِي مِثْلِ مَوْقِفِنَا مِنْ طَيِّبِ الكَلِمِ

وَفِي القلوب اهْتِزَازٌ مِنْ سَنَاكِ وَقَدْ

جَلاهُ وَرْيٌ كَوَرْيِ الْبَرْقِ فِي الظُّلَمِ

تُوصِينَنَا بِتُرَاثٍ نَامَ صَاحِبُهُ

عَنْهُ اضْطِرارًا وَعَيْنُ الدَّهْرِ لم تَنَمِ

سَمْعًا وَطَوْعًا بِلا ضَعَفٍ وَلا سَأمٍ

لِلْهَاتِفِ المُسْتَجَابِ الصَّوْتِ مِن قِدَمِ

الدَّارُ عَامِرَةٌ كَالْعَهْدِ زَاهِرةٌ

وَالْقَوْم عِنْدَ جَمِيلِ الظَّنِّ بِالْهِمَمِ

هُمْ نَاصِرُوهَا كَمَا كَانُوا وَمَا بَرِحَتْ

ظِلًّا وَنُورًا لِمَحْرُومٍ وَذِي يَتَم

إِنَّ الْفَقِيرَ لَهُ فِي قَوْمِهِ ذِمَمٌ

وَالْبِرُّ ضَرْبٌ مِنَ الإِيفَاءِ بِالذِّمَمِ

تِجَارَةٌ فِي سَبِيلِ اللهِ رابِحَةٌ

يشْرِي السَّخِيُّ بِهَا عَفْوًا مِنَ النَّقَمِ

وَيَسْتَزِيدُ النَّدَى مِنْ فَضْلِ رازِقِهِ

وَيَسْتَعِينُ عَلَى الْعِلاّتِ وَالأُزُمِ

دَامَتْ لِمِصْرَ عَلَى الأَيَّامِ رِفْعَتُها

وَدَرَّهَا كُلُّ فَيَّاضٍ وَمُنْسَجِمِ

لَوْ أَنَّهَا بَاهَتِ الأَمْصَارَ قَاطِبةً

بِالْفَضْلِ حَقَّ لَهَا فَلْتَحْيَا وَلْتَدُمِ

قصيدة: كفى بالعلم للظلمات نورًا

قال معروف الرصافي:[٣]

كفى بالعلمِ في الظُّلمات نورًا

يُبيّن في الحياةِ لنا الأمورا

فكَم وجد الذَّليلُ به اعتزازًا

وكم لبِس الحزينُ بهِ سُرورا

تزيدُ بهِ العقولُ هدًى ورشدًا

وتَستعلي النُّفوسُ به شعورا

إذا ما عَقّ موطنَهم أناسٌ

ولم يَبنوا به للعلمِ دورا

فإنَّ ثيابَهم أكفانُ موتى

وليس بُيوتهم إلاّ قبورا

وحُقَّ لمثلِهم في العيشِ ضنكٌ

وأن يدعوا بدنيَاهُم ثُبورا

أرى لبّ العلا أدبًا وعلمًا

بغيرهما العُلا أمسَت قشورا

أأبناءُ المدارسِ أنّ نفسي

تؤمّلُ فيكمُ الأملَ الكبيرا

فسَقيًا للمدارسِ من رياضٍ

لنا قد أنبَتَت منكُم زهورا

ستكتسبُ البلادُ بكم عُلُوًّا

إذا وجدَت لها منكم نصيرا

فإن دجتِ الخُطوب بجانبيها

طلعتُم في دُجُنَّتها بدورا

وأصبحتُم بها للعزِّ حِصنًا

وكنتم حولها للمجدِ سورا

إذا ارتوتِ البلادُ بفيضِ علمٍ

فعاجز أهلها يُمسى قديرا

ويَقوَى من يكونُ بها ضعيفًا

ويَغنَى من يعيشُ بها فقيرا

ولكن ليس مُنتَفِعًا بعلم

فتًى لم يُحرز الخُلُق النضيرا

فإنَّ عمادَ بيتِ المجدِ خُلْق

حكى في أنفِ ناشفهِ العبيرا

فلا تَستنفِعوا التعليِمَ إلاّ

إذا هذّبتم الطبعَ الشَرِيرا

إذا ما العلمُ لابسَ حُسنَ خُلْق

فَرَجِّ لأهله خيراً كثيرا

وما أن فازَ أغزرنا علومًا

ولكن فازَ أسلمُنا ضميرا

أأبناءُ المدارسِ هل مصيخٌ

إلى من تسألونَ بهِ خبيرا

ألا هل تسمعونَ فإن عندي

حديثًا عن مواطنكم خطيرا

ورأيًا في تعاوُنكم صوابًا

وقلبًا من تخاذُلكم كسيرا

قد انقلب الزمان بنا فأمست

بُغاث القوم تحتقر النُسورا

وساءَ تقلُّب الأيَّام حتى

حمِدنا من زعازِعها الدَبورا

وكم من فأرةٍ عمياءَ أمست

تسمّى عندنا أسدًا هَضورا

فكيف نرومُ في الأوطانِ عزًّا

وقد ساءت بساكِنها مصيرا

ولم يكُ بعضُنا فيها لبعضٍ

على ما نابَ من خطبٍ ظهيرا


لقراءة قصائد عن المعلم، يمكنك الاطّلاع على هذا المقال: أبيات شعر عن المعلم.

المراجع[+]

  1. "علي بن أبي طالب"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 2020-11-08.
  2. "قصيدة: هو العلم فاركب تياره العذب"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 2020-11-08.
  3. "كفى بالعلم في الظلمات نورا"، www.aldiwan.net، اطّلع عليه بتاريخ 17-03-2020.