أُطلِق على القهوة (حليب المُفكرين), حيث بدأ الأدباء والمُثقفون والمُفكرون يشربون القهوة ليلًا ونهارًا, حتى أصبحت لها أوقاتًا خاصة تُشرَب بها, وأصبح الناس يُعبرون عن مزاجيتهم من خلال القهوة. والبُن الأخضر من السلع الأكثر مبيعًا في العالم كُله, حيث يأتي النفط الخام في المرتبة الأولى, ويليه البُن في المرتبة الثانية, وتتم زراعته في أكثر من 70 دولة في العالم, باختلاف طُرق الزراعة.
التعريف بالقهوة العربية
القهوة العربية هي مشروب مُنبِّه, يُشرَب ساخنًا, ويشتهر به أهل شبه الجزيرة العربية ومصر وبلاد الشام والعراق, وتتميز بلونها الأصفر المُتدرج إلى البني ثم الأسود, حسب درجة تحميص البُن. كما أنها خالية من السكر. وتندرج في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) لعام 2015.
تاريخ القهوة العربية
هناك العديد من الحكايات التي تتعلَّق بأول ظهور للقهوة وأول شخصٍ استخدمها, حيث سجَّل القرن الخامس عشر الميلادي في اليمن أول استعمال غير دوائي (غير طبي) للبُن, وعملوا على تحميص بذور البُن الذي كان ينبت بريًّا في الحبشة واليمن.
دخلت القهوة إلى اليمن في منتصف القرن الخامس عشر على يد رجل دين مُتصوّف اسمه (جمال الدين أي عبد الله محمد بن سعيد الذبحاني), نسبةً إلى (ذبحان) وهي بلدة معروفة في اليمن, وكان يتولى رئاسة الإفتاء في عدن, وكان على علاقة جيدة بتُجَّار الحبشة ويتردد عليها, حيث يُصنع مشروب القهوة. جاء الذبحاني بالقهوة من الحبشة وقدَّمها إلى ضيوفه وأهل بيته لمساعدتهم في التعافي من الإجهاد وتحسين المزاج. ثم انتشرت في الأديرة الصوفية في اليمن بدافع إبقاء الصوفيين مستيقظين أثناء الولاءات الليلية.
في البداية, كانت القهوة مُعارَضة من قِبل مشايخ اليمن, حتى أن بعضهم اعتبر القهوة تنتقص من المروءة. إلى أن انتشرت زراعة البُن بين مزارعي الطبقة العُليا, ثم العامة, وأصبحت بعدها عادة يومية في مجتمعهم. ثم انتقلت إلى (مصر) عن طريق طُلاب يمنيين بالأزهر الشريف, جاءوا بها إلى مصر لتُساعدهم على المذاكرة والسهر, وعارضها الناس في مصر أيضًا في البداية. ثم انتقلت وانتشرت في (مكة) إلى أن عمَّت الحجاز. وفي مكة, عارضها رجال الدين أيضًا معارضة شديدة, بل وحرَّمها البعض واعتبروها من المُسكرات, وطال النزاع طويلًا, لكن المعارضة كانت أشد وطأةً من مُعارضتها في مصر. إلى أن وصلت القهوة إلى (تركيا), ومنها إلى (إيطاليا), ثم إلى (إنجلترا), وذلك بعد أن سافر بها (باسكا روسي) إلى (لندن), وهو رجل تُركي, فتح أول محل لبيع القهوة في شارع (لومبارد) بلندن عام 1652.
ثم انتقلت القهوة في الوطن العربي من النقيض إلى النقيض, فبعد أن كانت مرفوضة ومُعارَضَة, أصبحت تُقدَّم في المساجد وفي شهر رمضان بجانب التمور. والآن تنتشر في كل مكان, بل ويتفنن الناس في صُنعها.
مكانة القهوة العربية عند العرب
تحظى القهوة بالكثير من الاحترام عند العرب, خاصةَ بالجزيرة العربية (السعوديين, الخليجيين, اليمنيين). واشتهرت القهوة العربية في بيوت العرب بأنها من رموز الكرم, أو مثال الترحيب بالضيوف عند تقديمها إليهم, فقد حلَّت محل لبن الإبل, ويُقدمون معها التمر عادةً, حتى أنهم أصبحوا يعقدون لها المجالس الخاصة, وأطلقوا على هذه المجالس (القهوة) أو (الديوانية). وتُقدَّم القهوة بطقوسٍ خاصة, حيث تُقدَّم في أداة تُسمى (الدلّة) بأنواعها (القرشية, العمانية, الحساوية, البغدادية), وغيرهم. وسُميت بهذا الاسم من (الدَلَة) وهو (الأُنس) الذي يُصاحب الجلسة.
بعض العادات المُتبَعَة في جلسات القهوة العربية
للقهوة عادات وتقاليد وطقوس في شُربها مُتعارَف عليها بين القبائل. فمثلًا:
يجب أن يكون صابّها واقفًا وهو يُمسك الدلة باليد اليُسرى ويُقدمها للضيف باليد اليمنى. ويجب أن يبدأ التقديم للحضور من اليمين, أو يبدأ بالضيف مُباشرةً, أو بكبار السِّن, أو الأمير, أو الشيخ, أو كبير القوم. ويظل واقفًا لا يجلس حتى ينتهي الحضور من شرب قهوتهم, بل ويسكب للضيف فنجانًا آخر عندما ينتهي, وهذا قمة الكرم, حتى يقوم الضيف بهَزِّ الفنجان أو يقول (بَس). ويُسلَّم الفنجان إلى القهوجي (الصَّاب) باليَد اليُمنى أيضًا. وفي السعودية يشترطون عدم ملء الفنجان إلى نهايته, بل ويعتبرون ذلك إن حدث إهانة, وبعض الدول يعدون عدم ملء الفنجان إلى آخره إهانة.
كما أن للقهوة مهارات خاصة في شربها وصَبِّها. فمثلًا: في شربها يَهز الشارب الفنجان يمينًا ويسارًا حتى تبرد قهوته, ثم يرتشفها بسرعة. وفي صَبِّها, يجب أن تُحدث صوتًا خفيفًا في الفناجين التي تُصَبّ بها في الأفراح وجلسات القهوة, بينما في العزاء, يُشترط عدم إصدارها أي صوت ولو كان خفيفًا.
وكل هذا يدل على أن القهوة عند العرب لها فنون في كل شيء, بدايةً من تحميصها, مرورًا بصَبِّها, وحتى شُربها, فهي تمثل الذوق والكيْف.
أنواع البُن في العالم
أنواع البُن في العالم
يوجد نوعين رئيسيين من حبوب البُن:
- حبوب (روبوستا – Robusta ), وهي نوع من القهوة مصنوع من نبات (كوفي كانيفورا – Coffea Canephora)، وتُشكّل ٤٠٪ من إنتاج البُن في العالم. وتكون على هيئة حبوب دائرية مُجففة صغيرة الحجم, مُميزة بمذاقها المُر.
- حبوب (آرابيكا – Arabica)، الذي يتميز بحموضته العالية ومذاقه اللذيذ, بالإضافة إلى نسبة الكافيين التي تُعد أقل من نسبته في الروبوستا. كما تتم زراعته في المناطق الجبلية الوعرة. وهو ما تُصنَع منه القهوة العربية.
وفيما يلي نذكر أفضل أنواع البُن العربي…
- قهوة شبه الجزيرة العربية (صافية):
تُصنع هذه القهوة من حبوب قليلة التحميص, تحتوي على الزعفران والقرفة والهيل والقرنفل, فتتميز بلونها الذهبي, وتُقدَّم مع التمر وبعض الحلوى. وتنتشر في شبه الجزيرة العربية (المملكة العربية السعودية, الإمارات العربية المتحدة, العراق, اليمن).
- القهوة العربية الشامية (قاتمة):
تُصنع من البُن المُحمَّص الغامق, تُقدَّم في (الدلة), وتُصَب في الفناجين الصغيرة, ويُضاف إليها الهيل عادةً, ولكن كثيرًا تكون خالية من الإضافات.
هو نوع من أنواع البُن, يُزرع في (أثيوبيا) في ولاية (هراري), ويُعد من أشهر أنواع البُن في دول الخليج العربي وأقدمها وأكثرها استهلاكًا. ويُقسَّم عادةً إلى 3 فئات:
لونجبيري: وتُعد الأكبر حجمًا بين الأنواع.
شورتبيري: وهي أصغر حجمًا من لونجبيري.
موكا: تتميز باحتوائها على حبة واحدة لكل كرز قهوة بدلًا من حبتين لكل كرز كالمعتاد. وتشتهر بحبوبها الثمينة من التوت ونكهاتها من الشوكولاتة والحمضيات والتوابل المُعقدة.
البُن اليمني:
شجرة البُن اليمني الجبلي: يتراوح طول هذه الشجرة من 5 إلى 6 أمتار, وهي من الأشجار الخضراء دائمًا, وتتميز ثمارها عند نضجها باللون الأحمر.
ويتنوع البُن اليمني إلى عدة أنواع, منها:
- القهوة الخولانية: تُعد الأعلى مبيعًا في دولة اليمن, حيث يعتبرها اليمنيون أفضل أنواع القهوة في العالم, وتُرزع في المناطق الجبلية, وتُزرع أيضًا في جبال (جازان) بالمملكة العربية السعودية. وتعود تسميتها إلى (خولان) في اليمن.
- قشر البُن اليمني: من أقدم أنواع البُن اليمني, ويتميز بمذاقه المختلف, وينتشر في المناطق الريفية. ويُسمى أيضًا بقهوة القشر.
- البُن المطري: يتم إنتاجه في (مديرية بني مطر) في صنعاء, ويُعد أفضل أنواع القهوة اليمنية, ويُزرع في الوديان والجبال على ارتفاع 1700 – 2800 متر فوق سطح البحر.
- البُن الاسماعيلي: ويتم إنتاجه في صنعاء, بعزلة (بني إسماعيل), أو في (مناخة).
- البُن البرعي: يتم إنتاجه في محافظة (الحديدة) بمنطقة (برع), ويُزرع على مدرجات الجبال. ويتميز بارتفاع نسبة الدهون والسكريات بشكلٍ كبير, وانخفاض نسبة الكافيين.
- البُن الآنسي: ويتم إنتاجه في مديرية آنس, بمحافظة دمار. يتميز بجودته العالية.
- البُن الحرازي: يتم إنتاجه في محافظة صنعاء بمناخة.
- البُن اليافعي: من أغلى أنواع البُن اليمني, ويتم إنتاجه في (يافع), وتقع منطقة يافع في شمال شرق عدن, حيث تتميز هذه المنطقة المناخ الدافئ الرطب البعيد عن الرياح الجافة والجو الحار.
- البُن الحفاشي: يُزرع في منطقة (حفاش اليمنية), ويعتبر من أفخر وأجود أنواع البن العربي.
- البُن العديني: يتميز بلون أوراقه الخضراء الداكنة, وثمرته متوسطة الحجم, كما يتميز بقوة النمو والإنتاجية العالية.
تحميص القهوة العربية:
بعض الأشخاص يُفضّلون القهوة المتوسطة أو الغامقة, والبعض الآخر يُفضلون القهوة الصفراء (الشقراء), حيث يتم تحميص حبوب البُن الخضراء الجافة الطازجة بواسطة (المحماسة), وهي أداة معدنية خاصة يُربَط بها سيخ حديدي أشبَه بالملعقة الطويلة, تُقلّب حبّات البُن وتُحرِّكه حتى تأخذ اللون المراد. ثم تُرفع عن النار وتوضَع في أداة لطحنها تُسمى (النجر). بعدها تُوضَع بالقمقوم, ويُضاف إليها القرنفل والهيل (الحبهان) ويُصَب عليها الماء. وفي النهاية نضعها في (الدلة).
بالطبع هذه الأدوات قديمة جدًا في تحميص القهوة العربية, إلا أن بعض المناطق –تحديدًا في المملكة العربية السعودية- لا زالوا يستعملونها, وذلك لمذاقها المختلف الذي تُعطيه للقهوة في رأيهم. الآن أصبح لدينا المطحنة الكهربائية والمحمصة الكهربائية, والرامس (محل الدلة).
- معايير تصنيف حبوب القهوة في العالم:
أولًا/ من حيث الحجم.
- صغير جدًا: 4.76 مم.
- صغير: 5.16 مم.
- صغير: 5.55 مم.
- متوسط: 5.95 مم.
- جيد: 6.35 مم
- كبير بما يكفي: 6.7 مم
- كبير: 7.1 مم.
- كبير جدًا: 7.5 مم.
ثانيًا/ من حيث للجودة.
- النخبة: AA أو A.
- الجيد: AB.
- المتوسط: B أو VA.
- المنخفض: BB أو C.
- معايير تصنيف القهوة العربية:
هناك معايير تُصنَّف على أساسها جودة القهوة العربية, فمثلًا:
- نشأة الحبوب وزراعتها: يمكن أن يكون أصل القهوة العربية مزيجًا إندونيسيًا بين أرابيكا وروبوستا, لذلك لا يهم أصل القهوة ومنشأها بالنسبة للقهوة العربية.
- درجة تحميص البُن: تختلف درجة التحميص حسب المنطقة, فيمكن أن يكون تحميص البُن قويًا فيظهر لونه غامقًا أو خفيفًا فيظهر اللون فاتحًا, أو متوسطة التحميص فيظهر لونها متوسطًا, لذلك لا تهم درجة تحميص البُن العربي.
- البهارات والتوابل: يمكن تقديم القهوة العربية مع البهارات كالهيل أو القرنفل أو القرفة, ويمكن تقديمها بدون إضافات.
- السكر: يمكن أن تُقدم القهوة العربية مضبوطة السكر أو خفيفة أو سادة. ويعتقد البعض أنها يجب أن تُقدم سادة بلا سكر.
أفضل أنواع القهوة العربية
فيما يلي سنتعرف على أهم وأفضل أنواع القهوة العربية, وطُرق تحضير بعضٍ منها…
(1) القهوة السعودية: تُقدَّم القهوة السعودية في إناء يُعرَف باسم (الدلة), وتُقدَّم معها أنواع مختلفة من التمور. ويتم تحضيرها عن طريق مزج حبوب البُن المُحمَّص مع الماء البارد, وتسوية القهوة على نار هادئة, ويمكن إضافة بعض النكهات أو السكر.
(2) القهوة الذهبية الحجازية: تُحضَّر القهوة الذهبية عن طريق التخمير, حيث يُضاف إليها البهارات مع القرنفل والقرفة والهيل, حتى تأخذ لونًا ذهبيًا.
(3) القهوة اليمنية: يتم تحضيرها من أشهر وأجود أنواع البُن, ومن أنواعها:
- قهوة القشر: هي قهوة مسائية, حيث اعتادوا تناولها كمشروبٍ مسائي, ويتم تحضيرها من القشور الخارجية لثمرة البُن.
- القهوة البيضاء: هذه القهوة بيضاء دون استخدام الحليب أو المُبيضات المعروفة, وتُعتبر من الأنواع الخفيفة جدًا, حيث يتم تحميص البُن في درجة حرارة 325 درجة فهرنهايت, وهو أقل من المعتاد, للحفاظ على لونها الفاتح المُميز, ويمكن إضافة القليل من حبوب الهيل. يُشبه طعمها طعم الجوز إلى حدٍ كبير, مع درجة من الحموضة والمرارة البسيطة, ومع ذلك فهي غير مُنتشرة بشكلٍ كبير.
- القهوة الصباحية اليمنية: قام اليمنيون بتحضير قهوة صباحية خاصة لتُساعدهم على بدء اليوم, ويتم إعدادها من البُن المطحون متوسط التحميص, مع إضافة الزنجبيل والسكر حسب الرغبة.
(4) القهوة الحلبية: تُقدَّم القهوة في سوريا عن طريق إضافة كمية كبيرة من الماء –أكثر من المُستخدمة في تحضير القهوة السعودية واليمنية- ثم يُغلى الماء مع السكر, وبعدها تُضاف ملعقة صغيرة من البُن في كل فنجان, ثم تُترك على نارٍ هادئة حتى تنضج.
(5) القهوة اللبنانية: يُخلَط فيها البُن الفاتح والداكن معًا, ويُطحنوا إلى مسحوقٍ ناعم, وتُحضر في إبريق (ركوة), وتُصَب مباشرةً في الفنجان الصغير.
(6) القهوة الأردنية (قهوة السادة): تُحضَّر القهوة مُضافًا إليها الهيل, وتُعد دليلًا على الاحترام وطريقة من طُرق جمع الناس.
(7) القهوة المغربية: تنتشر القهوة المغربي في الأماكن التي يحب سكانها إضافة الكثير من التوابل إلى القهوة, حيث نضع ملعقة من القهوة في كوبٍ من الحليب حتى تذوب مع التقليب.
وبطريقةٍ أُخرى, يمكن أن نُذيب القهوة في الماء, ثم نُضيفها إلى الحليب, فيُصبح الكوب نصفين, نصف من القهوة ونصف من الحليب.
(8) القهوة التركية: تنتشر بشِدة في أغلب الدول العربية, وتُحضّر من نفس مكونات القهوة, لكن يتم إضافة حبوب البُن المطحونة الناعمة بعد غليان الماء مع السكر ورفعهم عن النار.
وبطريقةٍ أُخرى, نمزج البُن مع كل المكونات, ونتركه يغلي على النار. كما يمكن إضافة الحليب إليها.
(9) القهوة الخضراء: وتكون عبارة عن حبوب البُن العربي قبل تحميصها, وتُحضَّر بالطريقة التالية:
- نضع كوبًا من الماء في إناء حتى يغلي على نارٍ متوسطة.
- نُضيف ملعقة كبيرة من القهوة الخضراء عندما يغلي, ونتركها ربع ساعة تقريبًا حتى تغلي مجددًا.
- وتُقدَّم القهوة كما في أنواع القهوة العربية الأخرى مع الحلوى أو التمر.
(10) القهوة السادة (المُرَّة): تنتشر في فلسطين, وتُقدَّم في الصباح خاصةً وطوال اليوم. ويتم صَبها في أكواب صغيرة من إناء نحاسي.
(11) القهوة الشمالية (البُن الشمالي): تتميز بلونها الداكن, وذلك لاستغراق حبوب البُن وقتًا طويلًا في التحميص. تُحضَّر وتُقدَّم في إبريق (دلة), ودائمًا تُقدَّم مع التمر, ويمكن إضافة الحليب المبخر إليها.
- أشهر أسماء القهوة العربية عند العرب:
- البُن: نسبة إلى المادة الأساسية التي تُصنع منها القهوة.
- الكيُف: يدل هذا الاسم على التلذذ بالقهوة, وانشراح الصدر وارتياح البال, ويُعد الاسم الأكثر شهرة عند العرب.
- المُر: نسبةً إلى طعم مذاق القهوة الأصلي الذي يميل إلى المرار.
- الطبخة: نسبةً إلى كونها تُطبَخ على النار.
- البرية: نسبةً إلى أحد أنواع البُن اليمني.
- الشاذلية: يقولون أن سبب التسمية نسبةً إلى (عمر الشاذلي), وهو أول مَن شرب القهوة. ورأي آخر يقول أن الاسم نسبةً إلى أحد أنواع البُن اليمني ذو الجودة العالية.
- أفضل أنواع القهوة العربية في السعودية (الرياض):
تتجمّع معظم أنواع القهوة في السعودية بمدينة الرياض باعتبارها عاصمة المملكة. ويوجد في الوطن العربي الكثير من الأسماء التي تتفنَّن في صناعة البُن, وتحتوي الرياض على أجود وأفضل هذه الأسماء, ومنها:
- قهوة كيف المسافر: من أشهر أنواع القهوة العربية, حيث تتميز بالطعم والجودة العالية. ولكنها ليست مُنتشرة بشكلٍ كبير.
- قهوة باجة: ما يُميز هذا النوع هو انتشاره في الكثير من المدن والقرى السعودية.
- قهوة أجيال: لم تلقَ هذه الشركة شهرةً واسعة على الرغم من أنها أقدم الشركات المُنتجة للقهوة, وذلك لقلة فروعها وتوزيعها.
أغلى أنواع حبوب القهوة في العالم:
أما عن أغلى أنواع حبوب القهوة في العالم:
– حبوب قهوة أسود العاج:
هي أغلى أنواع الحبوب في العالم, حيث يبلغ سعر الكيلو جرام منها 1100 دولار. وذلك لكونها تمر بالجهاز الهضمي للفيل في إحدى مراحلها, نظرًا لما تحتويه معدة الفيل من الأحماض التي تكسر البروتينات في حبوب البُن وتزيل المرارة, ولذلك فهي نادرة ومُكلفة جدًا.
يبلغ سعر الرطل الواحد منها 500 دولار, حيث تُزرع في منطقة هوهوتنانغو وغواتيمالا, وتتميز بنكهتها المختلفة وصغر حجم الحبوب.
- حبوب قهوة مزرعة لا إزميرالدا:
يبلغ سعر الرطل الواحد منها 350 دولار, بسبب مذاقها غير العادي, حيث تنمو تنحت ظلال أشجار الجوافة القديمة في Hacinda La خاصةً في بوكيتي, بنما.
يبلغ سعر الرطل الواحد من هذه الحبوب 160 دولار, حيث يتم تخميرها داخل حيوان الزباد (كوبي لواك), وأثناء عملية الهضم يفرز إنزيمات تغير طعم الحبوب.
يبلغ سعر الرطل الواحد منها 79 دولار. وهي عبارة عن حبوب تُزرع في جزيرة سانت هيلينا, حيث حرص نابليون بونابرت على زراعتها هناك.
يبلغ سعر الرطل الواحد من هذه الحبوب 51 دولار, حيث تتميز بروائح الزهور وطعم الكراميل والأعشاب. وتُزرع في الولايات المتحدة في هاواي التي تتميز بتربتها المناسبة ومناخها المناسب لزراعة البُن.
- حبوب قهوة فازندا سانتا إينيس:
يبلغ سعر الرطل الواحد من هذه الحبوب 50 دولار. حيث تتم زراعتها في شركة عائلية بأساليب زراعة تقليدية, وتتم معالجتها طبيعيًا, كما تُروى من ينابيع المياه المعدنية الطبيعية.
- حبوب قهوة الجبال الزرقاء:
استطاعت هذه الحبوب أن تتصدّر قائمة أغلى أنواع حبوب القهوة في العالم, حيث يصل سعر الرطل الواحد منها إلى 49 دولار. كما تُنتَج منها كميات صغيرة نسبيًا كل عام, لأنها تُزرع في المنحدرات الجبلية في جامايكا على ارتفاع عالٍ, ويستغرق ذلك 10 أشهر.
حصلت هذه الحبوب على المركز الثاني في كأس 2006 للتميز, حيث يبلغ سعر الرطل الواحد منها 40 دولار. تنشأ هذه الحبوب في السلفادور و Citala في عمق المنطقة الجبلية.
يبلغ سعر الرطل الواحد من هذه الحبوب 34 دولار. وتنمو في كونا وهي أكبر جزيرة في هاواي, في مناخ يتمتع بمزيجٍ من الشمس والأمطار والتربة البركانية.
- طُرق تحضير القهوة العربية في السعودية:
القهوة العربية هي القهوة المُفضلة في المملكة العربية السعودية, وتتميز بتعدد فنون (التحويجة) الخاصة بها أثناء التحضير مما يعطيها المذاق الرائع, وهنا سنتناول بعض الطرق لتحضير أشهر مشروبات القهوة في المملكة العربية السعودية…
أولًا/ القهوة العربية.
المقادير:
- 3 ملاعق كبيرة من القهوة العربية المطحونة.
- ملعقة كبيرة من الهيل المطحون.
- 3 أكواب من الماء.
- القليل من الزعفران (ملعقة متوسطة).
- 3 حبَّات من القرنفل.
طريقة التحضير: نضع الماء في وعاء التحضير, ونتركه على النار حتى يغلي, وبعد أن يغلي الماء نُضيف البُن العربي ونُقلبه حتى يغلي على نار هادئة لمدة ربع ساعة تقريبًا.
بعد أن يغلي, نرفعه عن النار حتى تركد القهوة.
نضع الزعفران والهيل المطحون في وعاء آخر, ثم نُضيف القهوة إلى الخليط بعدما نُصفِّيها من الشوائب, ونُغطيها لمدة دقيقتين, ثم تُقدَّم.
ثانيًا/ القهوة العربية الأصيلة:
المقادير:
- 3 ملاعق قهوة عربية.
- كوب من الماء.
- 2 ملعقة من الهيل المطحون.
- ملعقة هيل خشن.
طريقة التحضير: نضع الماء في وعاء التحضير, ونتركه على النار حتى يسخن, ثم نُضيف القهوة العربية, ونُقلِّب الخليط, ثم نتركه يغلي مرةً أُخرى على نار هادئة, وبعد أن يغلي الخليط نُضيف إليه الهيل الخشن, ونتركه يغلي مرة أخرى.
نرفع الوعاء عن النار, ونتركه جانبًا لعدة دقائق, ثم نُصفي الخليط ونضعه في الفناجين مع الهيل المطحون الناعم.
ثالثًا/ القهوة العربية المُرَّة:
المقادير:
- 4 ملاعق كبيرة من البُن العربي المطحون الخشن.
- 4 أكواب من الماء.
- فنجان من الهيل المطحون الخشن.
طريقة التحضير: نُضيف البُن العربي المطحون الخشن, ونتركه يغلي على نار هادئة لمدة نصف ساعة مع التقليب. وبعد أن يغلي نُصفي الخليط من الرواسب. ثم نضع الماء على الرواسب المُتبقية ونغليها مرة أخرى على نار هادئة.
بعد أن تغلي مجددًا نَصبّها على القهوة المُصفّاة, ونرفعها على نار هادئة لتغلي مرة أخرى, ثم نضيف لها الهيل المطحون الخشن, ونتركها تغلي لمدة ربع ساعة, ثم تُقدَّم في الفناجين.
- عوامل تؤثر في مشروب القهوة:
توجد عوامل تؤثر في مشروب القهوة أيًا كان نوعه, وتختلف أسبابها, فمثلًا:
- تخزين القهوة بشكلٍ خاطئ: المكان الأصلح لتخزين القهوة يكون بعيدًا عن الهواء والرطوبة والضوء, فالقهوة لا تُخَزَّن في مكانٍ بارد –كالثلاجة-, لأن هذا يتسبَّب في امتصاصها للروائح المُحيطة بها.
- نوع القهوة ليس جيدًا: قد تكون القهوة غير طازجة, فمع تخزين القهوة لأكثر من شهر بعد التحميص تفقد مذاقها, لذلك يجب تناول القهوة بعد شهرٍ فقط من التحميص قبل تقدّمها في العُمر.
- درجة حرارة الماء: حيث يجب أن تتراوح درجة حرارة الماء المُستخدم في صُنع القهوة بين 91 : 96 درجة مئوية.
- القهوة الخشنة: إن طحن القهوة باستخدام المطاحن الكهربائية ذات الشفرات يُدمِّر القهوة, حيث أن الحبوب لا تُطحَن مُتساوية, وستصعب مُقارنتها بنفس حجم البُن المطحون جاهزًا.
- القهوة المطحونة: لا يتم طحن القهوة على الفور بعد شراء الحبوب, حتى لا تفقد مذاقها بمرور الوقت. لذلك تُطحن القهوة قبل تناولها مباشرةً, أو كمية قليلة سيتم استخدامها لمدة قصيرة.
- عوامل عامة لاكتشاف أفضل نوع من القهوة:
- تاريخ التحميص:
أصبحت أجهزة تحميص البُن الحديثة تُتيح لنا معرفة تاريخ التحميص بمنتهى الدقة, لذا فأفضل أنواع البُن هو المُحمَّص حديثًا, حيث أن القهوة تحتفظ بطعمها الأصلي لمدة تتراوح بين 8 : 20 يومًا بعد التحميص.
تُعطي الحموضة للقهوة نكهتها الطبيعية, فالقهوة حمضية بطبيعتها, ولكن بعض الناس لديهم حساسية كبيرة من الحموضة, لذا يرتبط اختيار حمضية القهوة بذوق الناس.
حبوب القهوة خفيفة التحميص تحتوي أعلى نسبة من الكافيين مقارنة بمتوسطة التحميص وشديدة التحميص, وهذا على عكس ما يعتقده معظم الناس.
فوائد القهوة العربية
للقهوة قدرتها على تحسين المزاج والتخلص من الإجهاد, بالإضافة إلى زيادة القدرة على تحمّل الضغوطات والمزيد من الأعباء, وزيادة التركيز والانتباه عن طريق تنشيط الجهاز العصبي. كما أكدت بعض الدراسات أن شرب القهوة يؤدي إلى تقوية الجهاز المناعي والحد من ظهور بعض الأعراض للعديد من الأمراض الُزمنة, مثل:
- أمراض القلب, حيث تساعد على الوقاية من الإصابة بالنوبات القلبية عن طريق التخلص من الدهون الموجودة على الشرايين.
- أمراض الجهاز العصبي, كالزهايمر والخرف.
- مرض السكر (من النوع الثاني), حيث تُنظّم مُعدل السكر في الدم, وتساعد في زيادة حساسية الجسم للأنسولين.
- تحتوي على مضادات الأكسدة التي تساعد الجسم على الوقاية من الأمراض, خاصةً الأمراض السرطانية.
- التقليل من نسبة القلق والتوتر, وتخفيف أعراض الاكتئاب.
كما أن تناول القهوة العربية يساعد على تقليل الألم الناتج عن ممارسة التمرينات الرياضية, وتجديد خلايا البشرة, وتقليل التجاعيد وعلامات الشيخوخة.
أضرار القهوة العربية
لا تُسبب القهوة أضرارًا إلا عند الإفراط في تناولها, فمثلًا:
- عند الإفراط في تناول القهوة يتسبب ذلك في بعض المشاكل بالجهاز الهضمي, كقُرحة المعدة والحموضة.
- عند الإفراط في تناول القهوة يتسبب ذلك في الإصابة بضيق الأوعية الدموية, مما يُسبب الارتفاع في ضغط الدم. خاصةً مع الأشخاص الذين يُعانون من خللٍ جيني لا يمكنهم من التخلص من الكافيين بسهولة.
- عند الإفراط في تناول القهوة يتسبب ذلك في زيادة الكوليسترول في الدم.
- كما يتسبب الإفراط في تناول القهوة باصفرار الأسنان وتكوين طبقة جيرية فوقها.
بالإضافة إلى أن شرب القهوة بشكلٍ غير منتظم وبكميات كبيرة يؤدي إلى ظهور بعض الأعراض الجانبية, كالقلق, وسرعة الغضب, والأرق, والصداع, وزيادة معدل ضربات القلب, والقيء, والإسهال, والغثيان.
كما تُسبب القهوة زيادة الوزن إذا تم تناولها مع كمية كبيرة من السكر أو التمور.
بعد أن انتهينا من الحديث عن تاريخ القهوة العربية وأفضل أنواعها وأجود أنواع البُن العربي, وطُرق تحضير القهوة العربية, وعلمنا الفوائد والأضرار, نُذكر أن معشوقتنا السمراء مُختلفة الأشكال والأنواع والألوان, لكننا نتفق على حُبها, وهذا ما لن تُغيره طريقة.