صفات اولياء الله

ما المقصود بأولياء الله؟

أولياء الله تعالى هم أهل التقوى والإيمان وأهل الصلاح والاستقامة على الدين وكلّ ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد ذكر الله سبحانه وتعالى أولياءه الصالحين في عدد من الآيات الكريمة قال تعالى في سورة يونس: {أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ}^[١]}، وأولياء الله هم مَن تركوا الشرك والمعاصي والشهوات وطريق الضلالة واللغو، وأولياء الله تعالى واجب حبهم على المسلمين جميعًا ولكن لا يجوز الاستغاثة بهم ولا دعائهم أو التوسّل إليهم ولا البناء على قبورهم كما جاء في الحديث النبوي الشريف عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: [إِنَّي أبرأُ إلى اللهِ، أنْ يكونَ لي منكم خليلٌ، فإِنَّ اللهَ قدِ اتخذني خليلًا ، كما اتخذَ إبراهيمَ خليلًا، ولو كنتُ متُخِذًا مِنْ أمتي خليلًا، لاتخذْتُ أبا بكرٍ خلِيلًا، ألَا وإِنَّ مَنْ كان قبلَكم كانوا يتخذونَ قُبورَ أنبيائِهم وصالحيهم مساجِدَ، ألَا فلا تتخِذوا القبورَ مساجِدَ ، إِنَّي أنهاكم عن ذلِكَ]^[٢])، فهذا نهي صريح عن اتخاذ المساجد على قبور الأولياء أو الأنبياء والصّالحين، ولكن يجوز زيارة المسلم لقبر الولي للسلام عليه والدعاء له دون أن يطلب منه المدد والنصرة أو الشفاء لأنه نوع من أنواع الشرك بالله، أما زيارة الأولياء الأحياء فهو جائز أن يزورهم ليسلّم عليهم ولأنه يحبهم في الله وليتذاكروا في الخير والعلم دون اعتقاده أنه يضر أو ينفع أو يتصرّف في الكون أو يغيّر الأقدار فهذا نوع من الجهل والكفر والشرك،^[٣] والولاية ليست حكرًا على أحد دون غيره وليست علامة مميزة لطبقة معينة من الناس، ولا تُنال بالوراثة والأوسمة، بل هي رتبة ربانيّة تبدأ بالقلب بمحبة الله وتعظيمه والخوف من سخطه وتترجم إلى واقع عملي يكسب صاحبها حب الله تعالى وولايته.^[٤]

صفات أولياء الله

توجد العديد من الصفات التي يمكن التمييز بينها بين أولياء الله وغيرهم من الناس، فأهم صفات أولياء الله ما يلي:^[٥]

• أولياء الله هم أهل التقوى والأمن والبُشرى: فأولياء الله هم من أهل الأمن والسكينة، وقد نالوا هذه الدرجة بتقواهم وخشيتهم لله تعالى، لذلك فقد استحقوا الفوز والنجاح والنجاة.
• أولياء الله هم أهل التقرّب إلى الله بما يحب ويرضى: إذ يتقربوا إليه بالمحافظة على الفرائض والتزوّد بالنوافل من صيام وقيام الليل وقراءة القرآن الكريم والصدقات والابتعاد عن كلّ محرّم من معاصٍ وشهوات.
• أولياء الله هم الذين إذا رآهم الناس ذَكروا الله: فهذه من الصفات العظيمة لأولياء الله فهم قوم يجتمعون على طاعة الله ويتفرقون على طاعته ويتعاونون على البرّ والتقوى، روحهم إيمانيّة خالصة ومجالسهم مجالس وعظ وذكر وتلاوة للقرآن.
• أولياء الله يُجري الله على أيديهم الخوارق والكرامات: ويُعطي الله تعالى لأوليائه معجزات وكرامات لا تكون لغيرهم من الناس مثال ذلك مريم عليها السلام وأصحاب الكهف.
• أولياء الله دعوتهم مستجابَة: فهذا كرم رباني منجه الله لأوليائه وهي درجة إجابة الدعاء وتسخير جنود يتولوا أمرهم.
• أولياء الله يُبشرهم في الدنيا والآخرة: أما البشرى في الدنيا فهي الثناء الحَسَن والمودة والمحبة في قلوب المسلمين، والبشرى في الآخرة هي الجنة والرضوان من الله عز وجل، والبُشرى عند الموت فتبشرهم الملائكة بالجنة عند لحظة الاحتظار.
• أولياء الله يُيَسِر الله لهم الأسباب التي تقرّبهم للجنة: فأولياء الله يقرّبهم من الصواب والتوفيق لمحبته ويبعدهم عن المعاصي كلما يتقربون إلى الله بالطاعات، وهذا نوع من التوفيق الإلهي.

درجات الولاية

ودرجات الولاية متفاوتة بحسب إيمان العبد وتقواه، فكلّ المؤمنين لهم نصيب من ولاية الله ومحبته وقربه، ولكن يتفاوت هذا النصيب حسب الأعمال الصالحة التي يتقرّب بها العبد من الله تعالى، ودرجات الولاية ثلاثة أقسام هي:^[٤]

• درجة الظالم لنفسه: وهو المؤمن العاصي بترك مأمور أو فعل محظور، فهذا له من الولاية بقدر إيمانه وأعماله الصالحة التي يتقرّب بها من الله تعالى، والظالم لنفسه معه من الولاية بقدر إيمانه وتقواه، ومعه ضدّ ذلك بقدر فجوره ومعاصيه، فقد يجتمع بالشخص الخير والشر وفعل الحسنات والسيئات في نفس الوقت.
• المُقتَصِد: وهو المؤمن الذي يحافظ على أوامر الله تعالى ويجتنب معاصيه، وهو المؤدي للواجبات والتارك للمحرمات، ولكنه لا يجتهد في آداء النوافل التي ترفع من درجة الولاية، ودرجة الولاية هذه هي أعلى من سابقتها.
• السابق بالخيرات: وهو المؤمن الحق التقي الذي يأتي بالفرائض والنوافل معًا والمُتقرّب إلى الله عز وجل بما يقدر عليه من كل فعل واجب مستحب والتارك لكل محرّم ومكروه، ويبلغ درجة كبيرة وعالية بالعبادات، والسابق بالخيرات هي أعلى درجات الولاية، والنبوة هي أعلى وأرقى درجات الولاية لله عز وجل، وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم درجتي الولاية وهم المقتصدون والسابقون في حديثه الشريف قال: [يقولُ اللهُ تعالى: من عادى لي وليًا فقد بارزني بالمحاربةِ ، وما تقرب إليّ عبدي بمثلِ أداءِ ما افترضته عليه ، ولا يزالُ عبدي يتقربُ إليّ بالنوافلِ حتى أحبَّه ، فإذا أحببتُه كنتُ سمعَه الذي يسمعُ به وبصرَه الذي يُبصِرُ به ويدَه التي يَبطشُ بها ورجلَه التي يمشي بها ، فبي يسمعُ وبي يُبصرُ وبي يَبطشُ وبي يمشي ، ولئن سألني لأُعطينه ولئن استعاذني لأُعيذنه ، وما ترددت في شيءٍ أنا فاعلُه ترددي في قبضِ نفسِ عبدي المؤمنِ يكرهُ الموتَ وأكرهُ مساءتَه ولابدَّ له منه]^[٦].

قد يُهِمُّكَ

قد يتبادر إلى ذهنكَ إذا كُنت قادرًا على أن تًصبح وليًّا، وقد أجاب الله سبحانه وتعالى عن هذا التساؤل في أيتين كريمتين وهما: {أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ اللَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ}^[٧]، فالصفتان الرئيستان التي يجب أن تتوفرا في الأولياء الصالحين هما صفتا الإيمان والتقوى، وصفة الإيمان تشمل على جميع أركانها من الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره، أما التقوى فهي عبادة الله كأنك تراه واستشعار وجوده في كل كبيرة وصغيرة تقوم بها والتقوى، وصفة الإيمان والتقوى ليست من الأمور السهلة، فقد يكون نطقها سهلًا ولكن تطبيقها واقعًا يحتاج لمجهود عظيم للوصول إليها، لذلك إذا منّ الله تعالى على العبد بهاتين الصفتين فقد أصبح من أولياء الله تعالى، فتركك للمعاصي صغيرها وكبيرها مهما كانت المغريات حياءً من الله تعالى فإذا فعلت ذلك فأنت من أولياء الله، وإكثارك من الطاعة واجتنابك للنواهي تجعلك من أولياء الله، فعلى قدر تقواك لله تعالى ستكون منزلتك في التقوى وينشرح صدرك وييسر الله لك أمرك ويجعل لك من وليه نصيرًا.^[٨]

المراجع

1. ↑ سورة يونس، آية: 62.
2. ↑ رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن جندب بن عبدالله، الصفحة أو الرقم: 2445.
3. ↑ "من هم أولياء الله وما علاماتهم؟"، binbaz، اطّلع عليه بتاريخ 22-5-2020. بتصرّف.
4. ^ ^{أ ب} "من هم الأولياء ، وما هي درجاتهم؟"، islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 22-5-2020. بتصرّف.
5. ↑ "حتى تكون وليًا لله "، islamway، اطّلع عليه بتاريخ 22-5-2020. بتصرّف.
6. ↑ رواه ابن تيمية، في مجموع الفتاوى، عن أبو هريرة ، الصفحة أو الرقم: 25/316.
7. ↑ سورة يونس، آية: 62:63.
8. ↑ موافي عزب، "كيف نكون من أولياء الله الصالحين؟"، islamweb، اطّلع عليه بتاريخ 22-5-2020. بتصرّف.