من هم أصحاب السبت وما قصتهم ؟
يسأل الكثير من الناس عن من هم أصحاب السبت وما قصتهم ؟ فأجاب الشيخ عطية صقر رحمه الله وقال قال تعالى فى حق اليهود { ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم فى السبت فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين } البقرة :65. حرم الله عليهم صيد السمك يوم السبت عقابا وامتحانا لهم ، فكثر السمك يوم السبت فلم يطيقوا الصبر على الامتحان ، فتحايلوا وحبسوه إلى أن ينتهى اليوم فيصطادوه بعد ذلك . قال تعالى { واسألهم عن القرية التى كانت حاضرة البحر إذ يعدون فى السبت إذ تأتيهم حيتانهم يوم سبتهم شرعا ويوم لا يسبتون لا تأتيهم كذلك نبلوهم بما كانوا يفسقون } الأعراف :
163 فمسخ الله المعتدين قردة وخنازير، أى جعل أخلاقهم كأخلاقها، وقيل : بل مسخهم الله شكلا وموضوعا، فكانوا قردة وخنازير، ثم قيل : إن الله أهلكهم بعد ذلك حتى لا يتناسلوا، وقيل : بل بقوا وتناسلوا، وتوضيح ذلك فى مكان آخر من هذه الفتاوى .
والقرية قيل : هى " أيلة " أو هى " مدين " بين أيلة والطور، وقيل "طبرية " وقيل : هى من سواحل الشام . وذلك لا يهم .
وذكر المفسرون أن هذه القصة كانت فى زمن داود عليه السلام ، وأن إبليس أوحى إليهم فقال : إنما نهيتم عن أخذها يوم السبت ، فاتخذوا الحياض ، فكانوا يسوقون الحيتان إليها يوم الجمعة فتبقى فيها فلا يمكنها الخروج منها لقلة الماء، فيأخذونها يوم الأحد . وبهذه الحيلة كثر صيد الحيتان ، ورأى الناس أن من صنع هذا لا يبتلى ، فعمرت الأسواق بها، وأعلن الفسقة بصيدها، فقامت فرقة من بنى إسرائيل ونهت وجاهرت بالنهى
ويكفى هذا القدر للإجابة على السؤال ، وفى كتب التفسير متسع لمن أراد أن يستزيد . والمهم أن نأخذ العبرة فلا نعصى أوامر الله ، ولا نسكت عن النهى عن المنكر حتى لا نجازى بما يجازى به العاصون . قال تعالى عن هذه القصة { فجعلناها نكالا لما بين يديها وما خلفها وموعظة للمتقين } البقرة : 66 وقال { فلما نسوا ما ذكروا به أنجينا الذين ينهون عن السوء وأخذنا الذين ظلموا بعذاب بئيس بما كانوا يفسقون . فلما عتوا عن ما نهوا عنه قلنا لهم كونوا قردة خاسئين } الأعراف : 165 ، 166.