مظاهر قدرة الله في خلق الانسان

مظاهر قدرة الله في خلق الانسان

مظاهر قدرة الله في خلق الإنسان في بطن الأم

أورد الله عز وجل في القرآن الكريم الكثير من الآيات التي تتحدث عن سلالة الإنسان ومراحل تطوره، وفيما يلي سنتطرق للتحدث عن مظاهر عظمة المولى في خلق الإنسان وتطوره في بطن أمه[١][٢]:

  • النطفة، بعد مرحلة خلق الله أول أنثى وأول رجل ونفخ الروح فيهما، تأتي مرحلة النطفة وهي: خليط من ماء الرجل وماء المرأة يمتزجان معًا خلال عملية الجِماع، وقد أورد الله كلمة نطفة في القرآن في 12 آية منها قوله تعالى: {قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا}[الكهف:37]، ومن عجائب قدرة الله بأن الحيوانات المنوية التي تخرج من خصيتي الرجل يصل عددها في الدفعة الواحدة بين 200ـ300 حيوان منوي، واحد فقط منها يتمكن من الوصول إلى بويضة المرأة ليتم التخصيب، ثم تبدأ البويضة بالانقسام وهي في طريقها للرحم.
  • العلقة، وهي: قطعة من الدم الجامد، وقد أورد الله ذكرها في كتابه الكريم في خمس آيات منها قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ثُمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخًا ۚ وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّىٰ مِنْ قَبْلُ ۖ وَلِتَبْلُغُوا أَجَلًا مُسَمًّى وَلَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ}[غافر:67]، فبعد أن تصل البويضة إلى الرَّحم، وبعد انقسامها تصبح كتلة من الخلايا الصغيرة تُعرف باسم التوتة وهي شبيهة بالثمرة، بعدها تلتصق بجدار الرحم وتستمر مُلتصقة به مدة 24 ساعة، وتتميز العلقة من طبقتين وهما طبقة خارجية تُمد الجنين بالغذاء، وطبقة داخلية منها يُخلق الجنين.
  • المضغة، وقد ذُكر لفظها في القرآن الكريم ثلاث مرات مرة في سورة الحج ومرتين في سورة المؤمنون ويُقصد بها قطعة صغيرة بحجم ما يُمضغ، ويبدأ هذا الطور في الأسبوع الثالث، وتمر بمرحلتين وهما:
  • مضغة غير مُخلَّقة، وتستمر من الأسبوع الثالث حتى الأسبوع الرابع، وخلالها لا يكون قد نما أي عضو أو جهاز في الجنين.
  • مضغة مُخلَّقة، وتبدأ هذه المرحلة من الحمل بعد نهاية الأسبوع الرابع وتستمر حتى نهاية الشهر الثالث تقريبًا، خلالها يمر الجنين بمرحلة من التغيرات المُدهشة إذ تبدأ الخلايا بالنمو والتطور، ليكون بها الإنسان في أجمل وأحسن صورة.
  • العظام، وفي هذه المرحلة من الحمل  تتحول المضغة (قطعة اللحم) إلى هيكل عظمي، قال تعالى:{فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا}[المؤمنون:14].
  • كساء العظام باللحم، قال تعالى: {فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا}[المؤمنون:14]، فقد أشارت الآية أنه بعد تشكل العظام يلتف حولها اللحم والعضلات لكسوتها.
  • الخلق الآخر،  في هذا الطور تُنفخ الروح ويكون ذلك بعد مرور ما يقارب 4 أشهر على تَكونِ العلقة، قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (إنَّ أحدَكم يُجْمَعُ خَلْقُهُ في بطنِ أمِّه أربعينَ يومًا نطفةً ، ثم يكونُ علقةً مثلَ ذلك ، ثم يكونُ مضغةً مثلَ ذلك ، ثم يبعثُ اللهُ إليه ملَكا ، ويُؤمرُ بأربعِ كلماتٍ ، ويُقالُ له : اكتبْ عملَه ، ورزقَه ، وأجلَه ، وشقيٌّ أو سعيدٌ)[صحيح الجامع| خلاصة حكم المحدث: صحيح].
  • تَكون السمع والبصر، بعد النفخ بالروح تبدأ حاستي السمع والبصر بالتَكون، قال تعالى: {وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ ۙ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [النحل:78].، وقد أثبتت الدراسات العلمية بأن السَّمع يتكون أولًا ثم البصر، ليستمر بعدها نمو الجنين في جوف أمه يومًا بعد يوم إلى أن يصبح طفلًا كامل النمو.


مظاهر قدرة الله في خلق الإنسان الأول

خلق الله عز وجل الإنسان في أحسن صورة، وأوجد فيه العجائب الدالة على قدرته وعظمته، وفيما يلي مراحل خلق الله للإنسان الأول[٢][٣]:

  • الطين، ويكون هذا الطين نتيجة مزج التراب والماء معًا، ما يعني بأنّ الطين هو المركّب الذي تكون منه جسد الإنسان، قال تعالى: {الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ ۖ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ}[السجدة:7].
  • حمأ مسنون، بعد أن ترك الله الطين تغيّر وأسود لونه وبسبب تركه لفترة طويلة مع الماء أصبح حمًأ مسنونًا، والمسنون: هو المصوَّر أو المصبوب لييبس، قال تعالى: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ}[الحجر:26]
  • الصلصال، بعد أن جف الطين واشتد قوامه أصبح صلصالًا يُشبه الفخار ولكنه ليس فخار، والصلصال: هو الطين اليابس الذي يُسمع صوت يُبسه إذا طُرِقَ بشيء، ما دام لم تمسه النار، فإذا وصلته النار تحول إلى فخار، وهذا القول هو إجماع أكثر المُفسرين، وهذه المرحلة هي الأخيرة في خلق الإنسان، ولكن لم يبدأ آدم في الحياة بعد.ومن الجدير بالذكر أن المدة بين المراحل الثلاث سابقة الذكر لم تُحدد في القرآن أو في الأحاديث الصحيحة.
  • نفخ الروح، بعد أن خلق الله آدم نفخ الله به من روحه، أما عن كيفية النفخ، فإنّ هذا الأمر من أمور الغيب التي لا يعلمها إلا الله.


آثار تربوية من دراسة مظاهر خلق الله الإنسان

تُحقق دراسة مظاهر خلق الله للإنسان عدة آثار تربوية نذكر منها[٢]:

  • أنّ الطاعة المُطلقة لا تكون إلا لله وحده وينبني عليها الانقياد لأوامره والاستسلام لقدره، ومن وسوس له الشيطان بالاعتراض، فهو ملعون ومطرود من رحمته.
  • أنّ الله خلق الإنسان في عدة أطوار وتدرج فيها حتى جعله في أجمل صورة، لذلك على المُسلمين أخذ هذا التدرج كنهج في تربية الإنسان، وأنّ التربية لا يمكن أن تكون دفعة واحدة.
  • أنّ حفنة التراب التي خلق الله منها آدم من كانت جميع الأرض؛ لذلك نجد ذُريته متنوعة فمنهم القصير والطويل، ومنهم الصالح والطالح، ومنهم الأبيض والأسود، وهذا يُبرر وجود فروق فردية بين النّاس جماعاتٍ كانوا أم أفراد، مما يوجب على المربِّين أن ينوّعوا من أساليب التربية حسب الحاجة.
  • أنّ الله خلق الإنسان في أحسن تقويم، قال تعالى: {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ}[التين:4]، لذلك توجب عليه شكره بالإيمان به وفعل الأعمال الصالحة التي يرضاها.
  • أنّ هذا الإنسان الذي خلقه الله من طين أكرمه بأن جعل الملائكة الطائعون العابدون المَخلوقون من نور، بأن يسجدوا له ـ سجود الطاعة لله وليس سجود العبادة لآدم ـ قال تعالى: {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ}[ُالبقرة 34].

المراجع

  1. "أطوار خلق الإنسان في القرآن (بين الإعجاز التربوي والإعجاز العلمي"، طريق الإسلام، 1/1/2014، اطّلع عليه بتاريخ 16/12/2020. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت محمد سلامة الغنيمي (13/11/2013)، "أطوار خلق الإنسان في القرآن بين الإعجاز التربوي والإعجاز العلمي "، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 16/12/2020. بتصرّف.
  3. "خلق الإنسان"، كلام طيب، اطّلع عليه بتاريخ 16/12/2020. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :