ما هي عاصمة الصين

عاصمة الصين بكين

عاصمة الصين الوطنية هي بكين وهي العاصمة الأكثر ازدحاماً بالسكان في العالم، حيث يبلغ عدد سكانها أكثر من 21 مليون نسمة داخل منطقة إدارية مساحتها 16,410.5 كم²، تقع في شمال جمهورية الصين الشعبية وتحكم كبلدية تحت الإدارة المباشرة لمجلس الدولة مع 16 ضاحية ومنطقة حضرية وريفية. وتُحيط مقاطعة خبي ببكين من جميع الجهات باستثناء الجهة الجنوبية الشرقية التي تُطل على مدينة تيانجين؛ وتُشكل الأقسام الثلاثة معاً منطقة جينغ-جين-جي الكبرى (منطقة العاصمة الوطنية).

تعتبر مدينة عالمية وواحدة من المراكز الرائدة عالمياً في الثقافة والدبلوماسية والسياسة والأعمال والاقتصاد والتعليم واللغة والعلوم والتقنية. وهي مدينة ضخمة، تأتي في المرتبة الثانية كأكبر مدينة صينية من حيث عدد السكان الحضريين بعد مدينة شانغهاي وهي المركز الثقافي والتعليمي والسياسي للشعب الصيني.

فهي موطن للمقرات الرئيسية لمعظم الشركات الصينية المملوكة للدولة وتضم أكبر عدد من الشركات المدرجة على قائمة فورتشن غلوبال لأكبر 500 شركة في العالم، بالإضافة إلى احتوائها على أكبر أربع مؤسسات مالية في العالم من حيث إجمالي الأصول.

وتُعرف بأنها “عاصمة المليارديرات”، نظراً لإقامة أكبر عدد من المليارديرات في العالم، حيث يوجد بها (144 ملياردير في 2022م) تليها مدينة شنغهاي بـ 121 ملياردير ثم مدينة شينزين بـ 113 ثم مدينة نيويورك بـ 100 ملياردير ( وفقاً لقائمة Hurun Global Rich List ).

كما أنها مركزاً رئيسياً للطرق الوطنية والطرق السريعة وشبكات السكك الحديدية عالية السرعة. ويُعد مطار بكين الدولي ثاني أكثر المطارات ازدحاماً حول العالم من حيث حركة المسافرين منذ عام 2010م. واعتباراً من 2016م، أصبحت شبكة مترو الأنفاق في المدينة الأكثر ازدحاماً والأطول في العالم، ويحوي مطار بكين داشينغ الدولي وهو ثاني مطار دولي في المدينة، على أكبر صالة مطار في العالم.

تجمع بكين بين الهندسة المعمارية الحديثة والتقليدية، كواحدة من أقدم المدن في العالم، بتاريخ غني يرجع إلى أكثر من ثلاثة آلاف عام. وباعتبارها آخر عواصم الصين القديمة الأربعة، وكانت المركز السياسي للبلاد لمعظم القرون الثمانية الماضية واعتبرت أكبر مدينة في العالم من حيث عدد السكان لمعظم الألفية الثانية بعد الميلاد.

وَوَضعت الجبال المحيطة بالمدينة الداخلية من ثلاث جهات، بالإضافة إلى أسوار المدينة الداخلية والخارجية القديمة، بكين في مركز استراتيجي مركزي وتطورت المدينة لتصبح مقر إقامة الإمبراطور وبالتالي كانت الموقع المثالي للعاصمة الإمبراطورية. وتشتهر المدينة بقصورها الفخمة والمعابد والحدائق والمتنزهات والمقابر والأسوار والبوابات.

ولديها سبعة مواقع مُسجلة في التراث العالمي لليونسكو: المدينة المُحرمة ومعبد السماء والقصر الصيفي وأضرحة أسرة مينغ وكهوف تشوكوديان وأجزاء من سور الصين العظيم والقناة الكبرى وكلها مواقع سياحية شهيرة. يعتبر طراز منزل الفناء الصيني، المعروف بأنه نمط السكن التقليدي للمدينة، بجانب الأزقة الضيقة الموجودة بين هذه النوعية من المنازل، مناطق جذب سياحي رئيسية وهي شائعة في المناطق الحضرية فيها.

وتحتل العديد من جامعات بكين البالغ عددها 91 جامعة مراكز متقدمة بين أفضل الجامعات في منطقة آسيا والمحيط الهادئ والعالم. وهي موطن لأفضل جامعتين في “تحالف الجامعات التسع”، هما (تسينغ-هوا وبكين) في منطقة آسيا والمحيط الهادئ والبلدان الناشئة. وتأسس حي الأعمال المركزي فيها كمركز للتوسع الاقتصادي في المدينة، مع استمرار بناء ناطحات السحاب المتعددة الوظائف. وتعتبر منطقة تشونغ قوان تسون في عاصمة الصين مركزاً عالمياً رائداً للابتكار العلمي والتكنولوجي وكذلك في ريادة الأعمال.

وقد احتلت بكين المرتبة الأولى في العالم من حيث إنتاج البحث العلمي وفقاً لمؤشر نيتشر منذ 2016م واستضافت المدينة العديد من الأحداث الرياضية الدولية والوطنية، لعل من أبرزها دورة الألعاب الأولمبية الصيفية لعام 2008م والألعاب البارالمبية الصيفية لعام 2008م. و

تستضيف المدينة 175 سفارة أجنبية بالإضافة إلى مقار العديد من المنظمات الدولية، بما في ذلك البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية ومنظمة شنغهاي للتعاون وصندوق طريق الحرير والأكاديمية الصينية للعلوم والأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية وجمعية الصليب الأحمر الصينية.

 

أصل تسمية عاصمة الصين

على مدى 3000 سنة الماضية، أُطلق على مدينة بكين العديد من الأسماء. أُطلق اسم بيجينغ، الذي يعني “عاصمة الشمال” (من الأحرف الصينية 北 للشمال و 京 للعاصمة)، على المدينة في 1403م خلال عهد أسرة مينغ لتمييز المدينة عن نانجينغ (عاصمة الجنوب). وتعتمد تهجئة الاسم “بيجينغ” في اللغة الإنجليزية على الكتابة الحكومية الرسمية بالحروف اللاتينية (التي تم تبنِّيها في الثمانينيات) للحرفين (北 – 京) كما يُنطقا في اللغة الصينية القياسية.

والاسم “بيكينغ” هو تهجئة إنجليزية قديمة، من نظام التهجِّي البريدي (نظام بينيين البريدي) بالحروف اللاتينية لنفس الحرفين كما يُنطقا باللهجات الصينية المنطوقة في مدن الموانئ الجنوبية التي زارها التجار والمبشرون الأوروبيون لأول مرة.

وتحافظ هذه اللهجات على النطق الصيني الأوسط لحرف (京) بنطقه (كجينغ) وذلك قبل التحول الصوتي في اللهجات الشمالية إلى النطق المعاصر. وعلى الرغم من أن اسم “بيكينغ” لم يعد الاسم الشائع للمدينة، إلا أن بعض المواقع والمرافق القديمة في المدينة، مثل مطار العاصمة بكين الدولي، الذي يستخدم كود الاتحاد الدولي للنقل الجوي (PEK) وجامعة بيكينغ التي لا تزال تحتفظ بالحروف اللاتينية السابقة لاسم بيكينغ. تاريخياً، عَرَف العرب عاصمة الصين باسم “خان بالق” (دادو) خلال حكم سلالة يوان المغولية للصين.

الاختصار الصيني للحرف الفردي لبكين هو (京) والذي يظهر على لوحات ترخيص السيارات في المدينة، أما الاختصار الرسمي للأبجدية اللاتينية لها هو (BJ).

اعتُمدت تهجئة “بيجينغ-بكين” للاستخدام داخل جمهورية الصين الشعبية في 11 فبراير 1958م، خلال الدورة الخامسة للمجلس الوطني الأول لنواب الشعب. وأصبح إلزامياً لجميع المطبوعات الأجنبية التي تصدرها الجمهورية الشعبية في 1 يناير 1979م. وقد تبنَّتها تدريجياً العديد من المؤسسات الإخبارية والحكومات والوكالات الدولية على مدى العقد التالي.

الأسماء التاريخية لمدينة بكين
السنة الاسم السلالة - الأسرة - الجمهورية
حوالي 1045 ق.م. مدينة جي حقبة الممالك المتحاربة
221 ق.م. سلالة تشين
106 ق.م. - 318 م
مدينة جي يوتشو
أسرة هان، مملكة تساو واي، سلالة جين الشرقية
319 أسرة تشاو السابقة
350 سلالة جين الشرقية
352 - 357 سلالة يان السابقة
370 سلالة تشين السابقة
385 سلالة يان اللاحقة
397 السلالات الحاكمة الشمالية
607 تشوجن سلالة سوي
616 يوتشو سلالة تانغ
742 فانيانغ
759 يانجينغ
765
907 يوتشو سلالة ليانغ اللاحقة
911-913 يان (فترة الأسرات الخمس)
913 سلالة ليانغ اللاحقة
923 سلالة تانغ اللاحقة
936 سلالة جين اللاحقة
938 نانجينغ سلالة لياو
1122 سلالة لياو الشمالية
1122 يانجينغ سلالة جين
1123 يانشان سلالة سونغ
1125 يانجينغ سلالة جين
1151 تشونغدو
1215 يانجينغ سلالة يوان
1271 دادو
1368 بيبنغ سلالة مينغ
1403
1420
1644 بكين سلالة تشينغ
1912
1928 بيبينغ جمهورية الصين
1937 - 1940 بكين
1945 بيبنغ
1949 حتى اليوم بكين جمهورية الصين الشعبية

 

تاريخ عاصمة الصين

التاريخ المُبكِّر

عُثر على أقدم آثار للسكن البشري في بلدية بكين في كهوف “تل عظام التنين” بالقرب من قرية تشوكوديان في مقاطعة فانغشان، حيث عاش “إنسان بكين”، بينما يعود تاريخ حفريات “الإنسان المنتصب” الذي عاش في هذه الكهوف من 230,000 إلى 250,000 سنة مضت.

كما عاش “الإنسان العاقل” خلال العصر الحجري القديم هناك أيضاً في فترة متأخرة، ترجع لحوالي 27,000 عام. حيث اكتشف علماء الآثار مستوطنات من العصر الحجري الحديث في جميع أنحاء البلدية، بما في ذلك تلك المُكتشفة في شارع وانغ فو جينغ، الواقع في وسطها.

كانت جيتشينغ، عاصمة مملكة جي، أول مدينة مُسَوَّرة في بكين والتي شُيِّدت في 1045 ق.م. وفي وقت لاحق، غزت مملكة يان هذه المستوطنة واتخذتها عاصمة لها أيضاً. ويوجد موقع جيتشينغ داخل عاصمة الصين المعاصرة حالياً، حول منطقة غوانغانمين في جنوب منطقة شيتشينغ.

 

الفترة الإمبراطورية المبكرة

بعد توحيد الإمبراطور الأول، تشين شي هوانج، للصين، أصبحت جيتشينغ عاصمة المقاطعة في المنطقة. خلال حقبة الممالك الثلاث، واتخذها الجنرالان غونغسن تسان ويوان شاو عاصمة قبل سقوطها على يد مملكة تساو واي. وأهملت سلالة جين الغربية في القرن الثالث الميلادي وضع المدينة، بوضع مقر المحافظة في تشوتشو المجاورة. خلال فترة الممالك الستة عشر، عندما غزت قبائل وو هو شمال الصين وقسمتها، أصبحت جيتشينغ مرة أخرى، لكن لفترة وجيزة، عاصمة مملكة يان السابقة تحت حكم شعب شيانبي.

بعد إعادة توحيد الصين خلال عهد أسرة سوي، أصبحت جيتشينغ، المعروفة أيضاً باسم تشوجن، المحطة الشمالية للقناة الصينية الكبرى. تحت حكم أسرة تانغ، خدمت جيتشينغ مثل يوتشو كمركز قيادة عسكري على الحدود. خلال ثورة آن لوشان وفي خضم الاضطرابات التي حدثت في أواخر عهد تانغ، أسس القادة العسكريون المحليون سلالات يان الخاصة بهم والتي لم تدم طويلاً. خلال تلك الفترة، أطلقوا على المدينة اسم يانجينغ، أو “عاصمة يان”.

كذلك في عهد أسرة تانغ، أُستُبدل اسم المدينة بيوتشو أو يانجينغ بدلاً من جيتشينغ. في 938م، بعد سقوط أسرة تانغ، تنازلت أسرة جين اللاحقة عن الحدود الشمالية بأكملها لأسرة خيتان لياو، التي تعاملت مع المدينة باسم نانجينغ، أو “العاصمة الجنوبية” وكانت بمثابة واحدة من أربع عواصم ثانوية تكمل عاصمتها العليا “شانغجينغ” (لواء بارين الأيسر، في منغوليا الداخلية حالياً). يعود تاريخ بعض أقدم المباني الباقية في بكين إلى فترة لياو، بما في ذلك باغودا معبد تيانينغ.

سقطت لياو في أيدي سلالة جورتشن جين عام 1122م، والتي منحت المدينة لسلالة سونغ ثم استعادتها في 1125م أثناء غزوها لشمال الصين. وفي 1153م، جعلت جورتشين جين، بكين “عاصمتها المركزية”، أو ” تشونغدو”. وحاصر جيش المغول بقيادة جنكيز خان المدينة في 1213م والذي دمَّر المدينة بعد ذلك بعامين.

بعدها بنحو جيلين، أمر إمبراطور المغول قوبلاي خان ببناء دادو (المعروفة باسم خان بالق) وهي عاصمة جديدة لسلالة يوان التي ينتمي إليها وذلك في الجزء الشمالي الشرقي من أطلال تشونغدو. استغرقت فترة البناء من عام 1264م إلى 1293م وأدى ذلك إلى تعزيز مكانة المدينة إلى حد كبير على الحافة الشمالية للصين.

تمركز موقع المدينة وقتها حول “برج الطبول” نحو الشمال قليلاً من عاصمة الصين الحديثة وامتد من شارع تشانغآن الحالي إلى الجزء الشمالي من الخط 10 لمترو الأنفاق. ولا تزال بقايا الجدار الأرضي لعاصمة يوان قائمة إلى اليوم وتعرف باسم تونشينغ.

 

فترة أسرة مينغ

في 1368م، بعد وقت قصير من إعلان تشو يوان تشانغ (الإمبراطور هونغوو) أول إمبراطور لأسرة مينغ، أُرسل جيشاً إلى دادو (خان بالق) استولى عليها. وبما أن مملكة يوان الشمالية كانت لا تزال تحتل أراضي شانجدو ومنغوليا، فقد اُستخدمت دادو لتزويد الحاميات العسكرية في المنطقة وأعيد تسميتها “بيبينغ” (السلام الشمالي). وفي ظل السياسات الإقطاعية للإمبراطور هونغو، مُنِحَت بيبينغ إلى تشو دي، أحد أبنائه، الذي حمل لقب “أمير يان”.

أدت الوفاة المبكرة لوريث الإمبراطور تشو يوان تشانغ ووفاة الإمبراطور نفسه بعدها إلى صراع على الخلافة، انتهى بانتصار تشو دي وإعلان (عهد الإمبراطور يونغلي) الجديد. أدى سوء معاملته لعاصمة أسرة مينغ، المسماة ينغتيان (نانجينغ الحالية) إلى نفور الكثيرين هناك، فقد أسس إقطاعيته كعاصمة مشتركة جديدة. وأصبحت مدينة بكين (عاصمة الشمال) أو شونتيان (عاصمة إقليم) في 1403م.

واستغرق بناء المقر الإمبراطوري الجديد، في المدينة المحرَّمة، من 1406م إلى 1420م؛ خلال هذه الفترة أيضاً شُيِّدت العديد من مناطق الجذب الرئيسية الأخرى في المدينة الحديثة، مثل معبد السماء وبوابة السلام السماوية تيانانمن. في 28 أكتوبر 1420م، أُعلنت المدينة رسمياً عاصمة لأسرة مينغ، في نفس العام الذي اكتمل فيه بناء المدينة المحرَّمة. وبينما أصبحت بكين العاصمة الرئيسية للإمبراطورية، أصبحت ينغتيان (عاصمة الجنوب)، العاصمة المشتركة.

أمر الإمبراطور تشو دي قبل وفاته بإعادة العاصمة الرئيسية إلى نانجينغ في 1425م، لكنه توفى في 1424م ولم ينفذ نجله ووريثه، الإمبراطور هونغشي، هذا الأمر. وقد دُفن تشو دي بمراسم جنائزية مهيبة في أضرحة أسرة مينغ شمال عاصمة الصين حالياً وقد اتُّبع هذا التقليد مع أباطرة مينغ الذين خلفوه.

بحلول القرن الخامس عشر، اتخذت المدينة شكلها الحالي واستمر وجود سور المدينة الذي شُيِّد خلال فترة أسرة مينغ حتى العصر الحديث، عندما هُدم وبُنيَ الطريق الدائري الثاني مكانه. من المعتقد بشكل عام أن بكين كانت أكبر مدينة في العالم لمعظم القرون الخامس عشر والسادس عشر والسابع عشر والثامن عشر. شيد المسيحيون الكاثوليك أول كنيسة معروفة في 1652م في الموقع السابق لمصلَّى ماتيو ريتشي؛ كما شُيِّدت كاتدرائية نانتانغ الحديثة لاحقاً في نفس الموقع.

أدى استيلاء جيش الفلاحين المتمردين بقيادة لي تسيشنغ على بكين في 1644م إلى إنهاء حكم أسرة مينغ، لكن لي تسيشنغ اضطر إلى ترك المدينة ومعه أسرة شن قصيرة الأجل، بعد 40 يوم، بعدما نمى إلى علمه وصول جيش من قومية مانشو بقيادة الأمير دورغون إلى المدينة، فآثر الانسحاب دون قتال.

 

فترة أسرة تشينغ

أسس دورغون سلالة تشينغ كخليفة مباشرة لأسرة مينغ (بعد نزع شرعية لي تسيشنغ وأتباعه) وأصبحت بكين العاصمة الوحيدة للصين. أجرى أباطرة تشينغ بعض التعديلات على المقر الإمبراطوري، لكن ظلت مباني أسرة مينغ والتخطيط العام في جزء كبير منه، دون تغيير. وبالرغم من بناء دور عبادة لديانة مانشو، استمرت أسرة تشينغ أيضاً في ممارسة طقوس الدولة التقليدية. لاحقاً، شكلت المدينة في عهد أسرة تشينغ موقع أحداث الرواية الصينية “حلم الغرفة الحمراء”. وقد بنى أباطرة تشينغ في شمال غرب المدينة، العديد من الحدائق الفخمة بما في ذلك القصر الصيفي والقصر الصيفي القديم.

خلال حرب الأفيون الثانية، استولت القوات الأنجلو-فرنسية على ضواحي المدينة ونُهب وحُرق القصر الصيفي القديم في 1860م. وبموجب اتفاقية بكين التي أنهت تلك الحرب، ضمنت القوى الغربية لأول مرة الحق في إقامة تواجد دبلوماسي دائم داخل المدينة. من 14 إلى 15 أغسطس 1900م وقعت معركة بكين. كانت هذه المعركة جزءاً من ثورة الملاكمين.

أدت محاولة الملاكمين (الثوار الصينيون المناهضون للتدخل الأجنبي) للقضاء على الوجود الأجنبي وكذلك الصينين الذين اعتنقوا المسيحية، إلى إعادة احتلال عاصمة الصين من قبل ثماني قوى أجنبية. خلال القتال، دُمِّرت العديد من المباني الهامة، بما في ذلك أكاديمية هانلين والقصر الصيفي الجديد، حتى أُبرِمَت معاهدة سلام بين تحالف الدول الثمانية وممثلا الحكومة الصينية رجل الدولة لي هونغ تشانغ والأمير تشينغ في 7 سبتمبر 1901م.

اشترطت المعاهدة على الصين دفع تعويض قدره 335 مليون دولار أمريكي (أكثر من 4 مليارات دولار أمريكي حالياً) بالإضافة إلى دفع فائدة على مدى 39 سنة. نصَّت المعاهدة أيضاً على إعدام أو نفي المؤيدين الحكوميين لثورة الملاكمين وتدمير الحصون الصينية وغيرها من الدفاعات في معظم شمال الصين. بعد عشرة أيام من توقيع المعاهدة، غادرت الجيوش الأجنبية عاصمة الصين، على الرغم من بقاء حراس المفوضية هناك حتى اندلاع الحرب العالمية الثانية.

بتوقيع المعاهدة، عادت الإمبراطورة الأرملة تسيشي إلى العاصمة في 7 يناير 1902م والتي كانت قد غادرتها خلال معركة بكين وبذلك استعادت حكم أسرة تشينغ على الصين وإن كان قد ضعُف بسبب الهزيمة التي عانت منها خلال ثورة الملاكمين وبسبب التعويضات وشروط معاهدة السلام. وبوفاة الإمبراطورة الأرملة في 1908م انتهى حكم أسرة تشينغ في 1911م.

 

فترة الجمهورية

سعى مفجرو ثورة شينهاي في 1911م إلى استبدال حكم إمبراطورية تشينغ بجمهورية وكان هناك زعماء مثل صون يات سين يعتزمون في الأصل إعادة العاصمة إلى نانجينغ. وذلك بعد أن أجبر يوان شيكاي، جنرال أسرة تشينغ، آخر إمبراطور من أسرة تشينغ على التنازل عن العرش وبالتالي ضمان نجاح الثورة، وقَبَل الثوار بيوان كرئيس لجمهورية الصين الجديدة.

حافظ يوان على بقاء العاصمة في بكين وسرعان ما عزز سلطته وأعلن نفسه إمبراطوراً في 1915م. لكن وفاته التي جاءت بعد أقل من عام، تركت الصين تحت سيطرة أمراء الحرب “قادة الجيوش الإقليمية”. بعد نجاح الحملة العسكرية الشمالية لحزب كومينتانج (الحزب القومي الصيني)، نُقلت العاصمة رسمياً إلى نانجينغ في 1928م. وفي 28 يونيو من العام نفسه، أُعيد اسم بكين إلى بيبينج.

في 7 يوليو 1937م، تبادل الجيش التاسع والعشرون والجيش الياباني في الصين إطلاق النار على جسر ماركو بولو بالقرب من قلعة وانبينغ جنوب غرب المدينة. تسببت حادثة جسر ماركو بولو في اندلاع الحرب الصينية اليابانية الثانية، أو الحرب العالمية الثانية حسب المنظور التاريخي الصيني.

أثناء الحرب، سقطت عاصمة الصين في يد الجنود اليابانيين في 29 يوليو 1937م وأصبحت مقراً للحكومة المؤقتة لجمهورية الصين وهي دولة عميلة حكمت الأجزاء العرقية الصينية في شمال الصين المحتل من اليابان. دُمجت هذه الحكومة لاحقاً في حكومة وانغ جينغ وي الأكبر وكان مقرها نانجينغ.

 

فترة جمهورية الصين الشعبية

في المراحل الأخيرة من الحرب الأهلية الصينية، سيطر جيش التحرير الشعبي على المدينة بسلام في 31 يناير 1949م في سياق حملة بينغجين. في الأول من أكتوبر من ذلك العام، أعلن ماو تسي تونغ إنشاء جمهورية الصين الشعبية من ساحة تيانانمن. وأعاد اسم المدينة إلى بكين، كعاصمة جديدة للجمهورية الشعبية وهو القرار الذي توصل إليه المؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني قبل أيام قليلة فقط.

في الخمسينيات من القرن الماضي، بدأت المدينة في التوسع خارج المدينة القديمة المسوَّرة والأحياء المحيطة بها، نتيجة إنشاء مصانع الصناعات الثقيلة في الغرب والأحياء السكنية في الشمال، هُدمت العديد من مناطق سور المدينة في الستينيات لإفساح المجال لبناء مترو أنفاق بكين والطريق الدائري الثاني.

خلال الثورة الثقافية من 1966م إلى 1976م، بدأت حركة الحرس الأحمر في العاصمة ووقعت حكومة المدينة ضحية لإحدى عمليات التطهير الأولى. بحلول خريف 1966م، أُغلقت جميع مدارس المدينة وتجمع أكثر من مليون فرد من الحرس الأحمر من جميع أنحاء البلاد في عاصمة الصين لحضور ثماني مسيرات في ميدان تيانانمن مع الرئيس ماو.

في أبريل 1976م، قُمع تجمع جماهيري كبير لسكان العاصمة، كان يُعارض “عصابة الأربعة” (فصيل سياسي يساري من أربعة مسؤولين في الحزب الشيوعي) والثورة الثقافية في ميدان تيانانمن. في أكتوبر 1976م، ألقي القبض على العصابة في مدينة تشونغنانهاي وانتهت الثورة الثقافية. في ديسمبر 1978م، دانت الجلسة الثالثة الكاملة للمؤتمر الحادي عشر للحزب الشيوعي في بكين تحت رئاسة دنغ شياو بينغ الأحكام الصادرة ضد ضحايا الثورة الثقافية ووُضعت “سياسة الإصلاح والانفتاح” محل التنفيذ.

منذ أوائل الثمانينيات، توسَّعت المنطقة الحضرية في المدينة بشكل كبير مع استكمال الطريق الدائري الثاني في 1981م والإضافات اللاحقة للطريق الدائري الثالث والرابع والخامس والسادس. وفقاً لتقرير إحدى الصحف لعام 2005م، كان حجم بكين المطورة حديثاً أكبر بمقدار مرة ونصف من التطوير السابق. كذلك تطورت مناطق وانغ فو جينغ وشيدان إلى مراكز تسوق مزدهرة، بينما أصبحت تشونغ قوان تسون مركزاً رئيسياً للإلكترونيات في البر الصيني.

في السنوات الأخيرة، أدَّى توسُّع عاصمة الصين أيضاً إلى ظهور بعض المشاكل الحضرية على الساحة، مثل الازدحام المروري وتلوث الهواء وخسارة الأحياء التاريخية والتدفق الكبير للعمال المهاجرين من المناطق الريفية الأقل نمواً في البلاد. كانت بكين أيضاً موقعاً للعديد من الأحداث المهمة في التاريخ الصيني الحديث، كما استضافت المدينة أيضاً العديد من الأحداث الدولية الكبرى.

 

الموقع الجغرافي

تقع بكين تقريباً في الطرف الشمالي لسهل شمال الصين، المثلث الشكل، والذي يُطل على جنوب وشرق المدينة. تحمي الجبال الواقعة إلى الشمال والشمال الغربي والغرب المدينة والقلب الزراعي في شمال الصين، من زحف السهوب الصحراوية. تهيمن جبال غوندو على الجزء الشمالي الغربي من البلدية وخاصة في مقاطعة يانكينغ ومنطقة هوايرو، بينما تُحيط التلال الغربية المسماة “شيشان” بالجزء الغربي.

شُيِّد سور الصين العظيم عبر الجزء الشمالي من بلدية بكين على التضاريس الوعرة لحماية الصين من غارات القبائل الرعوية القادمة من السهوب. يُعد جبل دونغلينغ، الواقع في التلال الغربية وعلى الحدود مع مقاطعة هيبي، أعلى نقطة في البلدية، حيث يبلغ ارتفاعه عن سطح البحر 2303 م. تبلغ مساحة بكين الكلية 16.410.5 كم²، منها 12.266.5 كم² في الريف و4.144 كم² في الحضر.

تُعد كل الأنهار الرئيسية التي تتدفق عبر البلدية، بما في ذلك تشاوباي ويونغ دينغ وجوما، روافد في النظام المائي لنهر هاي وهي تتدفق في اتجاه الجنوب الشرقي. ويُعد خزان مايون، المُقام على الروافد العليا لنهر تشاوباي، أكبر خزان داخل البلدية.

تحتل المدينة أيضاً مقر المحطة الشمالية للقناة الصينية الكبرى الممتدة جنوباً إلى هانغتشو والتي بُنيَت منذ أكثر من 1400 عام كمشروع للنقل، هناك أيضاً مشروع نقل المياه بين الجنوب والشمال، الذي تأسس في العقد الماضي لجلب المياه من حوض نهر اليانغتسي.

تحتل المنطقة الحضرية في بكين، الواقعة على السهول الواقعة في جنوب وسط البلدية بارتفاع 40 إلى 60 م، جزءاً صغيراً نسبياً يمتد خارج منطقة البلدية وتتوسع المدينة بمساعدة طرق دائرية متحدة المركز، يتتبع الطريق الدائري الثاني أسوار المدينة القديمة ويربط الطريق الدائري السادس المدينة مع المدن التابعة في الضواحي المحيطة.

وتقع بوابة تيانانمن وميدان تيانانمن في وسط العاصمة، مباشرة إلى الجنوب من المدينة المحرَّمة، المقر السابق لأباطرة الصين. وفي غرب الميدان، تقع مدينة تشونغنانهاي، مقر إقامة قادة الصين الحاليين. ويُشكل شارع تشانغان، الذي يفصل بين بوابة تيانانمن والميدان، المحور الشرقي الغربي الرئيسي للمدينة.

 

المناخ

حسب تصنيف كوبن للمناخ، تتمتع عاصمة الصين بمناخ قاري رطب يتأثر بالرياح الموسمية ويتميز بصيف حار ورطب بسبب الرياح الموسمية في شرق آسيا وبشتاء قصير، لكنه بارد وجاف يعكس تأثير الإعصار السيبيري الواسع. ويمكن أن يشهد فصل الربيع عواصف رملية، التي تهب من صحراء جوبي عبر السهوب المنغولية، مصحوبة بارتفاع سريع في درجات الحرارة، لكنها تكون جافة بشكل عام. والخريف، على غرار الربيع، موسم انتقالي يشهد انخفاضاً في هطول الأمطار.

متوسط درجة الحرارة اليومية الشهرية في يناير هو -2.9 °م، بينما في يوليو 26.9 °م. يبلغ متوسط هطول الأمطار حوالي 570 ملم سنوياً، مع انخفاض ما يقرب من ثلاثة أرباع هذه النسبة الإجمالية من يونيو إلى أغسطس. ونسبة سطوع الشمس المحتملة الشهرية تتراوح من 47% في يوليو إلى 65% في يناير وفبراير.

وتتلقى المدينة 2.671 ساعة من أشعة الشمس الساطعة سنوياً. وقد تراوحت درجات الحرارة القصوى منذ 1951م من -27.4 °م في 22 فبراير 1966م إلى 41.9 °م في 24 يوليو 1999م (قُدِّرت أعلى درجة حرارة مُسجلة بشكل غير رسمي بنحو 42.6 °م في 15 يونيو 1942م).

 

التقسيم الإداري

يُنظِّم الحزب الشيوعي الصيني المحلي، بقيادة أمين الحزب الشيوعي في بكين، حكومة بلدية المدينة وهي واحدة من أربع بلديات مركزية في البلاد. حيث يُصدر الحزب المحلي الأوامر الإدارية ويجمع الضرائب ويدير الاقتصاد ويوجه اللجنة الدائمة لمجلس نواب الشعب في البلدية في اتخاذ القرارات السياسية والإشراف على الحكومة المحلية.

ومن بين المسؤولين الحكوميين للمدينة العمدة ونائب العمدة وعمدة المدينة الحالي هو تشن جينينغ منذ 2018م، ينصب اهتمام العديد من المكاتب الحكومية على القانون والأمن العام والشؤون الأخرى، بالإضافة إلى ذلك وبصفتها عاصمة الصين، تضم بكين جميع المؤسسات الحكومية والسياسية الوطنية الهامة، بما في ذلك المؤتمر الوطني لنواب الشعب.

تضم بلديتها حالياً 16 قسماً فرعياً إدارياً على مستوى المحافظة بما في ذلك 16 ضاحية ومنطقة حضرية وريفية. في 1 يوليو 2010م، دُمجت تشونغ وين وشوانوو في مقاطعتي دونغ تشينغ وشيتشنغ، على التوالي. وفي 13 نوفمبر 2015م ترقَّت مدينتا ميون ويانكينغ إلى منطقتين.

 

الأقسام (المناطق) الفرعية الإدارية في بكين:

(دونغتشنغ – شيتشنغ – تشاويانغ – فنغتاى – شيجينغشان – هايديان – منتوغو – فانغشان – تونغتشو – شوني – تشانغبينغ – داشينغ – هوايرو – بينغو – مييون – يانكينغ)

تنقسم المناطق الـ 16 فيها بدورها إلى 273 وحدة إدارية، من المستوى الثالث الأدنى على مستوى البلدة: 119 بلدة، 24 ناحية، 5 بلدات عرقية و125 منطقة فرعية. تقع بعض البلدات داخل نطاق البلدية ولكن خارج المنطقة الحضرية.

تنتهي العديد من أسماء الأماكن في عاصمة الصين بالمقطع (مِن) والذي يعني “بوابة”، لأنها كانت في الأصل مواقع البوابات في سور مدينة بكين السابق. بينما تنتهي أسماء الأماكن الأخرى بـ(كَن)، وتعني “قرية”، لأنها كانت في الأصل قُرى خارج سور المدينة.

 

السكان

في 2020م، بلغ عدد سكان بكين 21.893.095 مليون نسمة داخل البلدية، سواء المُقيمون في المناطق الحضرية أو الضواحي والقرى الريفية. وهي بذلك تحتل المرتبة 27 بين مدن الصين من حيث عدد السكان والمرتبة الرابعة من حيث الكثافة السكانية، كما تحتل المرتبة الثانية من حيث عدد سكان الحضر بعد شنغهاي والثالثة في عدد سكان البلديات بعد شنغهاي وتشونغتشينغ.

تُصنَّف أيضاً من بين أكثر المدن ازدحاماً بالسكان في العالم وهو أمر تميَّزت به المدينة على مدار الثمانمائة عام الماضية، خاصة خلال القرن الخامس عشر إلى أوائل القرن التاسع عشر عندما كانت أكبر مدينة في العالم.

في 2013م، كان هناك حوالي 13 مليون من سكان المدينة، ممَّن لديهم “تصاريح هوكو” المحلية، التي تمنحهم حق الإقامة الدائمة في العاصمة. أما باقي الثمانية ملايين الآخرين، فلديهم تصاريح هوكو، لكن في أماكن أخرى وبالتالي فهم ليسوا مؤهلين لتلقي بعض المزايا الاجتماعية التي تقدمها حكومة بلدية بكين.

في 2004م بلغ إجمالي عدد السكان 14.213 مليون نسمة وزاد عدد السكان في 2013م بنحو 455.000 أو حوالي 7% عن العام السابق واستمر في اتجاه النمو السريع المستمر خلال عقد من الزمان. كان ارتفاع عدد السكان مدفوع إلى حد كبير بالهجرة. خلال نفس العام، كان معدل الزيادة الطبيعية للسكان 0.441%، بناءً على معدل المواليد البالغ 8.93 ومعدل الوفيات 4.52 وكانت النسبة بين الجنسين 51.6% ذكور و48.4% إناث. ويمثل الأشخاص في سن العمل ما يقرب من 80% من السكان.

في 2017م، طبَّقت الحكومة الصينية ضوابط سكانية في بكين وشنغهاي لمكافحة ما أسمته “أمراض المدن الكبرى” الذي يشمل الازدحام والتلوث ونقص خدمات التعليم والرعاية الصحية. نتيجة لهذه السياسة، انخفض عدد سكان بكين بمقدار 20.000 نسمة خلال الفترة من 2016م إلى 2017م.

حيث أعيد توزيع السكان على منطقة جينغ-جين-جي وشيونغان الجديدة ومن المتوقع أن يشمل نقل السكان إلى شيونغان الجديدة ما بين 300.000 و500.000 شخص يعملون في البحوث الحكومية والجامعات ومقار الشركات.

 

العرق

وفقًا لتعداد 2010م، فإن ما يقرب من 96% من سكان بكين هم من أصل صيني من قومية الهان. ومن بين 800.000 نسمة من سكان الأقليات القومية الأخرى التي تعيش في العاصمة، يبلغ تعداد قومية المانشو (336.000)، الهوي (249.000)، الكوريون (77.000)، المغول (37.000) وقومية توجيا (24.000) وهم يشكلون بذلك أكبر خمس قوميات بعد الهان.

بالإضافة إلى ذلك، هناك 8.045 من سكان هونغ كونغ و7.772 من سكان تايوان و500 من سكان ماكاو، بالإضافة إلى أكثر من 200.000 أجنبي يعيشون في العاصمة بما في ذلك الطلاب (أغلبهم من كوريا الجنوبية) والمسافرين من رجال الأعمال والسياح الذين لم يُحتسبوا كمقيمين مسجلين.

القوميات العرقية في بكين، تعداد عام 2000م
القومية تعداد السكان النسبة المئوية
الهان 12.983.696 95.69%
المانشو 250.286 1.84%
الهوي 235.837 1.74%
المغول 37.464 0.28%
الكوريون 20.369 0.15%
توجيا 8.372 0.062%
تشوانغ 7.322 0.054%
مياو 5.291 0.039%
الأويغور 3.129 0.023%
التبت 2.920 0.022%

 

اللغة

اللهجة البكينية، هي لهجة من الماندرين (اللغات الصينية الشمالية الغربية) تُستخدم في المناطق الحضرية فيها وهي الأساس الصوتي للغة الصينية القياسية، اللغة الرسمية في جمهورية الصين الشعبية وتايوان وإحدى اللغات الرسمية في سنغافورة.

وعلى الرغم من تشابهها مع اللغة الصينية القياسية، إلا أنها تتميز ببعض الاختلافات. تحتفظ بعض المناطق الريفية في المدينة بلهجاتها الخاصة المشابهة لتلك الموجودة في مقاطعة خبي، التي تحيط ببلديتها.

 

الدين

تتمتع الديانات الشعبية الصينية والطاوية والبوذية والكونفوشيوسية والإسلام والمسيحية جميعها بحضور تاريخي بارز في المدينة. ولكونها العاصمة الوطنية، تستضيف المدينة أيضاً إدارة الدولة للشؤون الدينية والعديد من المؤسسات التي ترعاها الدولة للأديان الرئيسية.

في العقود الأخيرة، جلب المقيمون الأجانب ديانات أخرى إلى المدينة. وفقاً للباحث وانغ شيون في الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية، في 2010، كان هناك 2.2 مليون بوذي في المدينة، أي ما يعادل 11.2% من إجمالي السكان. وفقاً للمسح الاجتماعي الصيني العام لعام 2009، شكل المسيحيون 0.78% من سكان المدينة. ووفقاً لمسح 2010، شكل المسلمون 1.76% من سكان المدينة.

يوجد في عاصمة الصين حوالي 70 مسجداً معترف بها من قبل الجمعية الإسلامية الصينية، التي يقع مقرها الرئيسي بجوار مسجد نيوجي، أقدم مسجد في المدينة. تأسس المسجد في عام 996م خلال عهد أسرة لياو وكثيراً ما تزوره كبار الشخصيات الإسلامية. فيما يعتبر مسجد تشانغ ينغ أكبر مسجد في بكين ويقع في منطقة تشاو يانغ وتبلغ مساحته 8.400 متر مربع.

في الآونة الأخيرة تعرض مُسلمي الأويغور لحملة اضطهاد ممنهجة من قبل الحكومة الصينية.

 

الثقافة

تزخر بكين بأشكال الثقافة الصينية المتعددة يتمثل ذلك في دار الأوبرا، التي تُعد شكلاً تقليدياً للمسرح الصيني المعروف في جميع أنحاء البلاد. تشتهر هذه الأوبرا بأنها واحدة من أعلى إنجازات الثقافة الصينية وتؤدى عروضها من خلال مزيج من الأغاني والحوارات الكلامية وتسلسلات الحركة المتقنة التي تتضمن الإيماءات والحركات والألعاب البهلوانية. وتستخدم الأوبرا في عروضها لهجة مسرحية قديمة تختلف تماماً عن اللهجة الصينية القياسية الحديثة وحتى عن لهجة بكين المعاصرة.

يعتبر مطبخ بكين نمطاً محلياً للمطبوخات الصينية. لعل أحد أشهر الأطباق هو طبق “البط”، كذلك يُعد “فولينغ جيابينغ”، أحد الأطعمة الخفيفة التقليدية فيها وهو عبارة عن فطيرة تشبه قرصاً مسطحاً بحشو مصنوع من فطر يُسمى فولينغ وهو فطر يستخدم في الطب الصيني التقليدي. بجانب المطاعم تنتشر أيضاً بيوت الشاي في المدينة.

إحدى التخصصات الفنية في المدينة هي تقنية صناعة المعادن المجتزعة أو المصوغة بالمينا بطريقة “جينغ تايلان” وهي واحدة من أكثر الحرف التقليدية المبجلة في الصين، حيث تتطلب صناعتها عمليات معقدة ومفصلة. كما تشتهر “أواني بكين المطلية” بأنماطها المتطورة والمعقدة وصورها المنحوتة على السطح وتشمل تقنيات الزخرفة المختلفة للطلاء، الأواني “المنقوشة بالطلاء” و”المنقوشة بالذهب”.

في 2012م، حصلت عاصمة الصين على لقب مدينة التصميم وأصبحت جزءاً من شبكة المدن الإبداعية التابعة لليونسكو.

 

السياحة

على الرغم من أحداث القرنين التاسع عشر والعشرين والضرر الناجم عن التدخل العسكري الأوروبي والاحتلال الياباني خلال الحرب العالمية الثانية والثورة الثقافية والتوسع الحضري المكثف الحالي، لا تزال بكين تتمتع بالعديد من المباني والمنشآت التاريخية الهامة، التي تجذب السياح.

في 2019م، زار حوالي 3.77 مليون سائح أجنبي من جميع دول العالم العاصمة الصينية وكان أغلبهم من الولايات المتحدة الأمريكية بواقع 629.000 سائح. وفقاً للمجلس العالمي للسفر والسياحة، تُعَد بكين ثاني أعلى مدينة سياحية في العالم بعد شنغهاي.

من أبرز الأماكن الشهيرة فيها، المدينة المحرَّمة، التي تقع في قلب المدينة التاريخي وهي عبارة عن مُجمَّع القصر الإمبراطوري الضخم الذي كان موطناً لأباطرة سلالتي مينغ وتشينغ. تضم المدينة المحرَّمة متحف القصر، الذي يحتوي على مجموعات إمبراطورية من الفن الصيني.  وتحيط بها العديد من الحدائق الإمبراطورية السابقة والمتنزهات والمناطق ذات المناظر الخلابة، ولا سيما بيهاي (القصر الشتوي) وشيتشاهاي وتشونغنانهاي وجينغشان وتشونغشان.

توصف هذه الأماكن، خاصةً منتزه بيهاي، بأنها من روائع فن البستنة الصيني وتعد مقاصد سياحية ذات أهمية تاريخية؛ في العصر الحديث، كانت تشونغنانهاي أيضاً القلب السياسي للعديد من الحكومات والأنظمة الصينية وهي الآن المقر الرئيسي للحزب الشيوعي الصيني ومجلس الدولة.

ومن بداية ميدان تيانانمن، على الجانب الآخر من المدينة المحرمة، توجد العديد من المواقع البارزة، مثل بوابة تيانانمن وبوابة تشيانمن (أو بوابة تشنغيانغ) وقاعة الشعب الكبرى والمتحف الوطني الصيني والنصب التذكاري لأبطال الشعب وضريح ماو تسي تونغ. يقع كلاً من القصر الصيفي والقصر الصيفي القديم في الجزء الغربي من المدينة. ويعتبر الأخير أحد مواقع التراث العالمي لليونسكو وهو يحتوي على مجموعة شاملة من الحدائق والقصور الإمبراطورية التي كانت بمثابة منتجعات صيفية لعائلة تشينغ الإمبراطورية.

ومن بين أفضل المواقع الدينية المعروفة في المدينة معبد السماء (تيانتان)، الذي يقع في جنوب شرق بكين وهو أيضاً أحد مواقع التراث العالمي لليونسكو، اعتاد أباطرة سلالة مينغ وتشينغ زيارته خلال الاحتفالات السنوية والصلاة فيه من أجل إنتاج حصاد وفير. في حين يقع معبد الأرض (ديتان) في شمال المدينة، بينما يقع معبد الشمس (ريتان) ومعبد القمر (يويتان) في المناطق الحضرية الشرقية والغربية على التوالي.

تشمل مواقع المعابد الأخرى الشهيرة: معبد دونغيو ومعبد تانزي ومعبد مياوينغ ومعبد السحابة البيضاء ومعبد يونغهي ومعبد فايوان ومعبد وانشو ومعبد الجرس الكبير (معبد دا تشونغ). يوجد بالمدينة أيضاً معبد كونفوشيوس الخاص بها والأكاديمية الإمبراطورية (غوا زو جيان). وتعتبر كاتدرائية الحمل الطاهر، التي بنيت في 1605م، أقدم كنيسة كاثوليكية في المدينة. بينما يرجع تاريخ مسجد نيوجي، أقدم مسجد في العاصمة، إلى أكثر من ألف عام.

تحتوي المدينة على العديد من مباني الباغودا (مبنى ديني تمارس فيه طقوس للديانة البوذية) المحفوظة جيداً والمبنية بالأحجار، مثل الباغودا الشاهقة لمعبد تياننينغ، الذي بُنيت خلال سلالة لياو من عام 1100م إلى 1120م، وباغودا معبد تشيشو، التي شُيِّدت في 1576م خلال عهد أسرة مينج.

بينما تشمل الجسور الحجرية التاريخية بالمدينة:

  • جسر لوغو الذي يعود تاريخه إلى القرن الثاني عشر.
  • جسر باليتشياو الذي يعود تاريخه إلى القرن السابع عشر.
  • جسر حزام اليشم (أو جسر سنام الجمل) الذي يعود تاريخه إلى القرن الثامن عشر.

ويعرض مرصد بكين القديم، وسائط لما قبل التلسكوب تعود إلى عهد أسرة مينغ وتشينغ.

وتعتبر حديقة شيانغشان (الجبل العطري) حديقة عامة تحوي مناطق طبيعية ذات مناظر ساحرة بالإضافة إلى آثار تقليدية وثقافية. بينما تعرض حديقة بكين النباتية أكثر من 6.000 نوع من النباتات، بما في ذلك مجموعة متنوعة من الأشجار والشجيرات والزهور ومنطقة واسعة من نبات عود الصليب.

وتعد حدائق تاورانتينغ ولونغتان وتشاويانغ وهايديان وميلو يوان وزيتشو يوان متنزهات ترفيهية بارزة في المدينة. من جهة أخرى تُعد حديقة حيوان بكين مركزاً لأبحاث علم الحيوان وتحتوي أيضاً على حيوانات نادرة من قارات مختلفة، بما في ذلك الباندا الصينية العملاقة.

في يونيو 2008م، كانت المدينة تضم 144 متحفاً ومعرضاً. بالإضافة إلى متحف القصر في المدينة المحرَّمة والمتحف الوطني الصيني، تشمل المتاحف الكبرى الأخرى: متحف الفن الوطني الصيني ومتحف العاصمة ومتحف بكين للفنون والمتحف العسكري للثورة الشعبية الصينية والمتحف الجيولوجي في الصين ومتحف بكين للتاريخ الطبيعي ومتحف الصين القديمة.

تقع أضرحة أباطرة سلالة مينغ الثلاثة عشر الفخمة والمتقنة في ضواحي المدينة الحضرية والتي صنفتها اليونسكو كجزء من موقع التراث العالمي بجانب مقابر سلالة تشينغ. كما يعتبر موقع رجل بكين الأثري في تشوكوديان موقعاً آخر للتراث العالمي داخل البلدية وهو يحتوي على ثروة من الاكتشافات، من بينها واحدة من أولى عينات الإنسان المنتصب ومجموعة من عظام الضبع العملاق.

وهناك عدة مواقع لا زالت قائمة من سور الصين العظيم، وهو أيضاً أحد مواقع التراث العالمي لليونسكو، أبرزها: بادالينغ وجينشانلينج وسيماتاي وموتيانيو.

 

الاقتصاد

بالرغم من أن مدينة شانغهاي تعتبر عاصمة الصين الاقتصادية، إلا أنه اعتباراً من 2018م، بلغ إجمالي الناتج المحلي الاسمي لبكين 458 مليار دولار أمريكي، حوالي 3.45% من إجمالي الناتج المحلي للبلاد، مُحتلة بذلك المرتبة 12 بين الوحدات الإدارية على مستوى المقاطعات حسب الناتج المحلي لها؛ كما أنها احتلت المرتبة الأولى في البلاد حسب نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي الاسمي الذي بلغ 21.261 دولاراً أمريكياً (140.748 يوان صيني).

ومن المتوقع أن يكون الناتج المحلي الإجمالي الاسمي لبكين من بين أكبر 10 مدن في العالم في عام 2035م (جنباً إلى جنب مع شنغهاي وقوانغتشو وشنجن) وفقًا لدراسة أجرتها مؤسسة أكسفورد للتنبؤ الاقتصادي، كما سيصل نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي الاسمي إلى 45.000 دولار أمريكي في 2030م.

نظراً لتركز الشركات المملوكة للدولة في العاصمة الوطنية، يوجد فيها مقرات لأكبر 500 شركة في العالم أكثر من أي مدينة أخرى داخل أو خارج الصين. كما أنها توصف “بعاصمة المليارديرات في العالم”.

كما صَنَّفت شبكة أبحاث العولمة والمدن العالمية، بكين على أنها مدينة من الدرجة ألفا (الدرجة الأولى العالمية)، مما يشير إلى تأثيرها في المنطقة وفي جميع أنحاء العالم وبكونها واحدة من أفضل 10 مدن رئيسية حول العالم.

وفي مؤشر المراكز المالية العالمية لعام 2021م، صُنِّفت عاصمة الصين على أنها تمتلك المركز المالي السادس الأكثر تنافسية في العالم والمركز الرابع الأكثر تنافسية في منطقة آسيا والمحيط الهادئ بأكملها (بعد شنغهاي وهونغ كونغ وسنغافورة). في 2020م، احتلت العاصمة المرتبة الأولى عالمياً من حيث “القدرة التنافسية العالمية للمدن” في تقرير التنافسية الحضرية العالمية 2020-2021م الصادر بالاشتراك مع الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية وبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية.

وحسب مؤشرات 2013م، يُساهم قطاع الخدمات بنحو 76.9% من الناتج المحلي، يليه القطاع التصنيع والبناء بنسبة 22.2% ثم قطاع الزراعة والتعدين الذي يقف عند 0.8%. يُمثل قطاع الخدمات المتنوع: الخدمات المهنية وتجارة الجملة والتجزئة وتكنولوجيا المعلومات والعقارات التجارية والبحث العلمي والعقارات السكنية، حيث ساهم كل منها بنسبة 6% على الأقل في اقتصاد المدينة.

تقلَّصت حصة القطاع الصناعي من الناتج الإجمالي إلى 18.1% في 2013م. بعد إعلان المدينة في 2010م نقل 140 مؤسسة شديدة التلوث وكثيفة الطاقة خارج المدينة في غضون خمس سنوات. حيث بدأ نقل مصانع مجموعة شوغانغ للصلب إلى مقاطعة خبي المجاورة في 2005م. ومع ذلك زاد إنتاج السيارات وأجهزة الطيران ومعدات النقل والأدوية وتصنيع الأغذية في 2013م.

بالنسبة للإنتاج الزراعي في ريف العاصمة، حلَّت الخضروات والفواكه محل الحبوب باعتبارها المحاصيل الأساسية المزروعة. في 2013م، كانت كمية الخضار والفطر الصالحة للأكل والفاكهة المحصودة أكثر من ثلاثة أضعاف الحبوب وفي نفس العام تقلصت المساحة الإجمالية المزروعة عندما أُعيد تشجير المزيد من الأراضي لأسباب بيئية.

في 2006م، حددت حكومة المدينة ست مناطق إنتاج اقتصادي عالية الجودة حولها كمحركات أساسية للنمو الاقتصادي المحلي. وفي 2012م، أنتجت المناطق الست 43.3% من الناتج المحلي الإجمالي للمدينة، مُقارنة بنسبة 36.5% في 2007. والمناطق الست هي:

  • تشونغ غوانكو، قرية السيليكون الصينية الواقعة في منطقة هايديان شمال غرب المدينة، كونها موطن لشركات التكنولوجيا القائمة والمبتدئة. في الربعين الأولين من 2014م، تم تسجيل 9.895 شركة في المناطق الست، من بينها 6.150 شركة في تشونغ غوانكو وحدها.
  • شارع بكين المالي، يقع في منطقة شيتشنغ على الجانب الغربي من المدينة بين فوشينغمن وفوتشينغمن، تصطف على جانبيه مقار البنوك الحكومية الكبيرة وشركات التأمين. كما تقع الهيئات التنظيمية المالية في البلاد بما في ذلك البنك المركزي ومؤسسة التنظيم المصرفي وتنظيم الأوراق المالية وهيئة الصرف الأجنبي في الحي الذي يتبعه هذا الشارع.
  • منطقة الأعمال المركزية، تقع إلى الشرق من وسط المدينة، بالقرب من السفارات على طول الطريق الدائري الثالث الشرقي بين جيانغومينواي وتشاويانغمينواي. وهي تضم مقرات معظم مباني المكاتب في ناطحات السحاب في المدينة وتضم معظم الشركات الأجنبية وشركات الخدمات المهنية في بكين.
  • منطقة التنمية الاقتصادية والتكنولوجية والمعروفة باسم “يتشوانغ”، هي حديقة صناعية تمتد على الطريق الدائري الخامس الجنوبي في منطقة داشينغ. وهي مقر شركات الأدوية وتكنولوجيا المعلومات وهندسة المواد وغيرها.
  • المنطقة الاقتصادية بمطار بكين التي تأسست في 1993م حول مطار العاصمة الدولي في منطقة شوني شمال شرق المدينة. وهي تقدم الخدمات اللوجستية وخدمات الطيران وخدمات الشركات التجارية، إلى جانب كونها موطناً لمصانع تجميع السيارات فيها.
  • منطقة مركز بكين الأولمبية وهي تحيط بالحديقة الأولمبية الواقعة شمال وسط المدينة وقد تطورت لتصبح مركزاً لمؤتمرات الترفيه والرياضة والسياحة والأعمال.
  • شيجينغشان، تقع في الضواحي الغربية للمدينة وهي منطقة صناعية للصناعات الثقيلة التقليدية للصلب، كما تتركز مصانع كيماوية في ضواحيها الشرقية البعيدة.

 

التعليم في عاصمة الصين

تُعد بكين مركزاً عالمياً رائداً للابتكار العلمي والتكنولوجي في دولة الصين وقد احتلت المرتبة الأولى في العالم من حيث أكبر إنتاج للبحث العلمي، وفقاً لمؤشر نيتشر منذ 2016م. كما تُصنَّف بعض الجامعات المرموقة فيها باستمرار من بين الأفضل في منطقة آسيا والمحيط الهادئ والعالم، بما في ذلك جامعة بكين وجامعة تسينغهوا وجامعة رينمين الصينية وجامعة بكين للمعلمين وجامعة الأكاديمية الصينية للعلوم وجامعة بيهانغ ومعهد بكين التكنولوجي وجامعة الصين الزراعية وجامعة مينزو الصينية وجامعة بكين للعلوم والتكنولوجيا وجامعة بكين للتكنولوجيا الكيميائية وجامعة الأعمال والاقتصاد الدولية.

وقد أُختيرت هذه الجامعات ضمن “مشروع 985 جامعة” أو “211 جامعة” من قبل الحكومة الصينية من أجل بناء جامعات عالمية المستوى.

كما تعتبر موطن لأفضل جامعتين (تسينغهوا وبكين) في منطقة آسيا وأوقيانوسيا بأكملها والبلدان الناشئة مع تصنيفها المشترك في المركز السادس عشر عالمياً في تصنيف الجامعات العالمية في 2022م حسب تصنيف مجلة تايمز للتعليم العالي. كلتا الجامعتين عضواً في “تحالف الجامعات التسع” وهو تحالف من نخبة الجامعات الصينية التي تقدم تعليماً شاملاً ورائداً.

وتعد المدينة أيضاً مقراً للأكاديمية الصينية للعلوم والتي تُصنَّف باستمرار على أنها معهد الأبحاث رقم 1 في العالم من خلال مؤشر نيتشر منذ إنشاء القائمة في 2016م، من قبل نيتشر للبحوث.

ويعد نظام التعليم الإلزامي في المدينة من بين الأفضل في العالم: في 2018م، تفوق الطلاب البالغون من العمر 15 عاماً من بكين (جنباً إلى جنب مع شنغهاي وتشجيانغ وجيانغسو) على جميع الدول المشاركة الـ 78 الأخرى في جميع الفئات (الرياضيات والقراءة والعلوم) في برنامج تقييم الطلاب الدوليين وهي دراسة عالمية للأداء الأكاديمي تجريها منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.

 

الإعلام

يبُث تلفزيون بكين على القنوات 1 إلى 10، يقع المقر الرئيسي لتلفزيون الصين المركزي، أكبر شبكة تلفزيونية في الصين، في المدينة. وتبث ثلاث محطات إذاعية برامجها باللغة الإنجليزية هي:

  • هيت إف إم على موجة إف إم (88.7).
  • إيزي إف إم من راديو الصين الدولي على موجة إف إم (91.5).
  • محطة راديو 774 التي تم إطلاقها حديثاً على موجة إيه إم (774).

وتعتبر محطات راديو بكين مجموعة من محطات الراديو التي تخدم المدينة.

كما تَصدُر صحيفة بيجين المسائية الشهيرة، التي تُغطِّي أخبار المدينة باللغة الصينية، بعد ظهر كل يوم وتشمل الصحف الأخرى بكين اليومية، أخبار بكين، بكين ستار اليومية، أخبار بكين الصباحية، شباب بكين اليومية، بالإضافة إلى صحيفتين أسبوعيتين باللغة الإنجليزية: بكين ويك إند وبيكين توداي.

كما تَصدُر صحيفة الشعب اليومية وجلوبال تايمز والصين يومياً (بالإنجليزية) في المدينة أيضاً، كما تصدر دوريات عدة باللغة الإنجليزية تستهدف في المقام الأول الزوار الدوليين ومجتمع المغتربين.

 

الرياضة

استضافت عاصمة الصين العديد من الأحداث الرياضية الدولية والوطنية، كان أبرزها دورة الألعاب الأولمبية الصيفية والألعاب البارالمبية لعام 2008م. وتشمل الأحداث الدولية الأخرى متعددة الرياضات التي أقيمت فيها: دورة الألعاب الجامعية لعام 2001م والألعاب الآسيوية لعام 1990م.

وتشمل المسابقات الدولية للرياضات الفردية والجماعية:

  • ماراثون بكين (الذي يُقام سنوياً منذ 1981م).
  • بطولة الصين المفتوحة للتنس (1993-1997م، ثم سنوياً منذ 2004م).
  • سباق الجائزة الكبرى للتزلج على الجليد في الصين (2003، 2004، 2005، 2008، 2009، 2010م).
  • بطولة الصين المفتوحة للسنوكر (سنوياً منذ 2005م).
  • طواف بكين التابع للاتحاد الدولي للدراجات (منذ 2011م).
  • بطولة العالم لتنس الطاولة في 1961م.
  • بطولة العالم لتنس الريشة في 1987م.
  • كأس آسيا لكرة القدم 2004م.
  • كأس الدوري الممتاز الآسيوي لكرة القدم في 2009م (كرة القدم).
  • بطولة العالم لألعاب القوى لعام 2015م.

أيضاً استضافت المدينة دورة الألعاب الوطنية الصينية الثانية في 1914م وأول أربع ألعاب وطنية صينية في 1959 و1965 و1975 و1979م على التوالي وشاركت في استضافة دورة الألعاب الوطنية لعام 1993م مع سيتشوان وتشينغداو. كما استضافت الدورة الافتتاحية للألعاب الوطنية الفلاحية في 1988م والدورة السادسة للألعاب الوطنية للأقليات في 1999م.

في نوفمبر 2013م، قدَّمت عرضاً لاستضافة دورة الألعاب الأولمبية الشتوية 2022م. في 31 يوليو 2015م، مَنَحَت اللجنة الأولمبية الدولية دورة الألعاب الأولمبية الشتوية لعام 2022م لبكين لتصبح أول مدينة على الإطلاق تستضيف كلاً من الألعاب الأولمبية الصيفية والألعاب البارالمبية الشتوية لعام 2022م لتصبح أول دورة على الإطلاق تستضيف كلاً من الألعاب الأولمبية الصيفية والبارالمبية الشتوية.

تشمل الأماكن الرياضية الرئيسية في المدينة ملعب بكين الوطني، المعروف أيضاً باسم “عش الطائر” والمركز الوطني للألعاب المائية، المعروف أيضاً باسم “المكعب المائي” والاستاد الوطني المسقوف وكل ذلك في الحديقة الأولمبية شمال وسط المدينة، بينما يقع مركز ووكهسونغ الثقافى والرياضى غرب وسط المدينة وملعب واستاد العمال في سانليتون شرق وسط المدينة واستاد العاصمة الداخلي في باشيتشياو، شمال شرق وسط المدينة.

بالإضافة إلى ذلك، تضم العديد من الجامعات في المدينة مرافق رياضية خاصة بها. كما يقع مقر اتحاد باندي الصيني لهوكي الجليد بالمدينة.

وتشمل أبرز الفرق الرياضية المحترفة التي تتخذ منها مقراً لها:

  • فريق نمور بكين في دوري البيسبول الصيني.
  • فريق شوغانغ بكين وفريق مقاتلو بكين الملكي في الرابطة الصينية لكرة السلة.
  • فريق شوغانغ بكين في الرابطة الصينية لكرة السلة للسيدات.
  • نادي إيتش سي كونلون ريد ستار في دوري الهوكي للقارات.
  • نادي بكين سينوبو غوان في الدوري الصيني الممتاز لكرة القدم.
  • نادي جامعة بكين الرياضية في دوري الدرجة الأولى الصيني لكرة القدم.
  • نادي معهد بكين التكنولوجي في دوري الدرجة الأولى الصيني لكرة القدم.
  • نادي بكين بي جي فينيكس في الدوري الوطني الصيني لكرة القدم للسيدات.

أبقى فريق بكين أولمبيان (الذي لعب سابقاً في الاتحاد الصيني لكرة السلة) بعد مشاركته في اتحاد كرة السلة الأمريكي، على اسمه، كما احتفظ بقائمة تضم لاعبين صينيين في المقام الأول بعد انتقاله إلى مايوود، كاليفورنيا في 2005م.

 

المواصلات

تمتلك بكين مطارات وخطوط سكك حديدية تصل إلى جميع أنحاء البلاد بالإضافة إلى طريق عابر للقارات عبر سكة حديد تمر عبر منغوليا (أولان باتور) وسكك حديدية تمر عبر سيبيريا إلى أوروبا. وتلعب دوراً مركزياً في خطط التوسع الجديدة لخدمات القطارات عالية السرعة على خطوط السكك الحديدية الدولية.

تاريخياً، كانت القناة الإمبراطورية (القناة الصينية الكبرى) واحدة من أهم مشاريع النقل المائية وهي تتصل بالنهر الأصفر ونهر اليانغستي.

تضم اثنين من أكبر المطارات في العالم، يقع مطار العاصمة بكين الدولي على بعد 32 كم شمال شرق وسط المدينة في منطقة تشاويانغ المتاخمة لمنطقة شوني، ويعد ثاني أكثر المطارات ازدحاماً في العالم بعد مطار هارتسفيلد جاكسون الدولي في أتلانتا. كما تعد صالة مبنى الركاب رقم 3 في مطار العاصمة (الذي شُيِّد أثناء توسيع المطار خلال دورة الألعاب الأولمبية لعام 2008م)، واحدة من أكبر صالات المطارات في العالم.

المطار الثاني هو مطار بكين داشينغ بسعة 120 مليون مسافر سنوياً وما يصل إلى سبع مدرَّجات، أُعلن عن التخطيط لبنائه في 2011م واُفتُتح في 25 سبتمبر 2019م كما هو مخطط ولغاية افتتاحه في 2019م، كان بالمدينة مطار آخر أصغر حجماً هو مطار بكين-نانيوان في جنوب المدينة بسعة حوالي مليون مسافر سنوياً.

أيضاً تتصل عاصمة الصين بالمدن الأخرى في الصين من خلال 15 طريقاً وطنياً سريعاً وتتوسع شبكة الطرق السريعة في العاصمة باستمرار نتيجة توسع المدينة نفسها. فهناك خمسة طرق دائرية وبعض الطرق المتاحة لحركة المرور داخل المدينة، ومع ذلك فإن تمدد المدينة، خلق اختناقات مرورية متكررة على الطرق ولا يبدو أن إنشاء وتوسيع الطرق الدائرية يعد حلاً لمشكلة الاختناق المروري.

كذلك توجد وسائل نقل عام داخل المدينة، بما يقرب من ألف خط سير للحافلات والعربات، حيث دخلت أول عربة ترولي إلى المدينة في 26 فبراير 1957م. وتم تشغيل أول ترام كهربائي فيها في 24 يونيو 1899م، لكنه توقف أثناء ثورة الملاكمين في 13 يونيو 1900م. وتم تشغيله من جديد في 17 ديسمبر 1924م واستمر حتى 6 مايو 1966م.

جرى افتتاح الخط الأول من مترو أنفاق بكين في 1 أكتوبر 1969م. بعد ذلك، توسعت شبكة المترو ببطء شديد. لكن مع انطلاق دورة الألعاب الأولمبية في 2008م بدأ تشغيل العديد من خطوط مترو الأنفاق، حيث نمت الشبكة إلى ثمانية خطوط. كان هذا بمثابة بداية توسع سريع، بحيث كان هناك بالفعل 14 خطَّاً بحلول 2010م. جرى التخطيط لمزيد من التوسعات الرئيسية للأعوام 2014م إلى 2020م. حالياً هناك 23 خط مترو، يمروا عبر 404 محطة في شبكة يبلغ طولها 699.3 كم.

لفترة طويلة، احتلت الدراجات أهمية كبيرة في عاصمة الصين كوسيلة نقل داخل المدينة، مع وجود مسارات خاصة للدراجات لحوالي عشرة ملايين دراجة. في الآونة الأخيرة حلت السيارات الخاصة محلها بشكل متزايد.

وذلك من أجل الحد من تلوث الهواء والازدحام المروري وسرقة الدراجات، وتقوم إدارة المدينة حالياً ببناء شبكة من محطات تأجير الدراجات التي قدَّمت 50.000 دراجة بحلول دورة الألعاب الأولمبية الصيفية لعام 2008م. بفضل ظهور عدد من أنظمة تأجير الدراجات، نمت شعبية ركوب الدراجات مرة أخرى.

قد يعجبك أيضاً
أكتب تعليق

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك، ويمكنك إلغاء الاشتراك في أي وقت. حسناً قراءة المزيد