العنوان أعلاه ليس اسماً لفيلم عربي والأكيد أنه ليس عنواناً لإحدى حلقات مسلسل محلي.

في السنوات الماضية برزت في المجتمع السعودي ظاهرة زواج المطلقات والأرامل من رجال متزوجين مع اشتراط ان تكون تلك الزوجة بلا حقوق وبالذات الحقوق المادية، وبالطبع في ذلك قمة الإجحاف في حق المرأة لأن الإسلام كرم المرأة في كل الأوضاع ولم يسلبها حقها ولكن المرأة قبلت الخضوع لمجتمع ذكوري في كل مواقفه وتوجهاته، وظهر ذلك بعدة أشكال منها زواج المسيار ومنها زواج نهاية الأسبوع وخلافه من المسميات التي كشفت الأيام ان ضحاياه ليس النساء فقط بل والرجال وقبل ذلك والأهم هم الأطفال.

الآن بدأت ظاهرة أكثر خطورة وهي الزواج للإنجاب...؟؟

حقيقة لا أعرف كيف يمكن أن يكون مستقبل المجتمع السعودي ونحن نتعامل مع الزواج وتكوين الأسرة بهذه الأنانية وبهذا التسطيح...؟؟

نعم من حق المرأة أن تتزوج بل ومن حقها أن تنجب ولكن بالطرق الصحيحة بما يكفل حقوقها وواجباتها وبما يضمن حقوق صغارها فيما بعد.

أخشى أن تلك الفلسفة في الزواج تنتشر بسرعة لعدة اعتبارات اجتماعية واقتصادية، مثلاً بعض النساء والرجال لا يستطيع أن يتحمل المسئولية بكامل تبعاتها وفي الوقت نفسه تخشى المرأة من تقدمها في العمر وبالتالي عدم القدرة على الانجاب، ايضاً عدم قدرة بعض الرجال مادياً وفي الوقت عدم ممانعته من أن يكون مجرد زوج وأب مؤقت ومن هنا تكمن الخطورة حيث أن هناك فتيات الآن يتزوجن وهن يعلمن تماماً انهن سوف يطلبن الطلاق بمجرد أن تحصل على هدفها المتمثل في طفل، بل ان بعضهن يقمن من البداية عند أسرهن ولا ينتقلن إلى بيت الزوجية على الإطلاق.

أدرك أهمية الاستقرار للنفس البشرية مهم جداً في عملية اتخاذ مثل تلك القرارات ولكن للأسف مع اختلال القيم لدينا أصبحنا نرى ظهور تلك الظواهر بل وسرعة انتشارها بين مختلف الفئات، حيث لا تجد بعض الفتيات بأساً في إعلان ذلك علناً، بل ان البعض اعتبره حقاً مشروعاً لا يحرمه الدين؟ نسي هؤلاء ان الشرع أيضاً لا يقر الزواج بنية الطلاق بشكل مطلق ثم ان الأمر يرتبط بأطفال لا ذنب لهم إلا ان والديهم لا يعرفون أهداف الزواج من الأساس بل انهم يعتقدون ان من حقهم إشباع غريزة الأمومة أو غريزة البقاء تحت مظلة شرعية وحسب.

اعتقد ان الكتابة عن تلك الظواهر الاجتماعية مطلب اجتماعي وإنساني بالدرجة الأولى لأن انجراف بعض النساء نحو إشباع رغبة الأمومة لديهن أحياناً يغيب العقل في لحظة اتخاذ القرار الأكثر أهمية في حياة الإنسان عموماً.

لعل الأمر يتطلب توعية الطرفين وعدم التساهل في أمر الزواج ولعل ما يؤكد ان الزواج لدينا أمره سهل هو ارتفاع نسبة الطلاق المتزايدة والتي من ضمن أسبابها اتساع ظاهرة الأشكال الاجتماعية للزواج حيث ابتدأت بمتعة الإجازة ووصلت الآن لمتعة الأمومة....