الفرق بين زواج المتعة والمسيار

الفرق بين زواج المتعة والمسيار
الفرق بين زواج المتعة والمسيار

مفهوم زواج المتعة والمسيار

قد تتشابك لديك المعلومات فيما يخص الزواج الشرعي وزواج المسيار وزواج المُتعة؛ وذلك نتيجة عدم توضيح البعض لها بطريقة سلسة لتصل إلى القارئ بسهولة، لكن يمكن تعريف الزواج الشرعي بأنه عبارة عن عقد شرعي بين الرجل والمرأة، وبالتالي تكوين أسرة كاملة صالحة، خرج بعض الأشخاص في الآونة الأخيرة بما يسمّى بزواج المُتعة وزواج المسيار، فما هو مفهوم كل منهما؟ وكيف يمكن التفريق بينهما؟

  • زواج المُتعة: وهو عقد الزواج المؤقّت، ويعد باطلًا بإجماع كل من أهل السُنة والجماعة، وقد يُعد زنى ويترتّب عليه ما يترتّب على الزنى من أحكام، فعن أبي طالب رضي الله عن قال: [نهى عنْ مُتعةِ النساءِ يومَ خيبرَ ، وعنْ أكلِ لحومِ الحُمُرِ الإنسيِّةِ][١].
  • زواج المسيار: وهو أن يُعقد زواج كامل مُستوفٍ لكافة الشروط والأركان، ويكون بموافقة الزوج والزوجة، كما يجب أن يحضر وليّ أمر الزوجة وكافة الشهود، لكن تتنازل فيه المرأة عن بعض حقوقها وبرضاها؛ كالسكن والنفقة، إذ إنها تبقى في بيت آخر، ويستطيع زوجها أن يذهب إليها في أي وقت يريد، أما حكم زواج المسيار فهو جائز إذا استكمل واستوفى كافة الشروط والأركان، بالإضافة إلى ضرورة إشهار الزواج وعدم إخفائه.[٢]


الفرق بين زواج المتعة والمسيار

ما هو الفرق بين زواج المتعة وزواج المسيار؟ كُنّا قد بينّا لك سابقًا مفهوم كلّ منهما، لكن قد تصل المعلومة بوضوح إذا فرّقنا بينهم ببعض النقاط، وإليك هي:[٣]

  • يعد زواج المُتعة زواج مؤقت، أما المسيار فهو غير ذلك، ولا يمكن أن ينفك الزوجين عن بعضهما البعض إلا بالطلاق الرسميّ.
  • لا يحتوي زواج المُتعة على أيّ آثار شرعية كالنفقة والسكن والطلاق وعدّته، فقط فيه إثبات لنسب الأطفال، أما المسيار فتترتّب عليه آثار الزواج الشرعية ما عدا السكن والنفقة والمبيت.
  • لا يوجد طلاق في زواج المُتعة، بل يتفرّق الرجل والمرأة عند انتهاء مدة الزواج المُتفق عليها، ليس كما المسيار.
  • لا يُعد كلّ من الشهود والولّي شرط من شروط زواج المُتعة، أما المسيار في المسيار فهما شرط من شروطة، ولا يتم إلا بهما.
  • يُسمح للرجل عند زواج المُتعة أن يتمتع بمن شاء من النساء، أما في زواج المسيار فيسمح للرجل بأربعة نساء كما الشرع، حتى لو جميعهن تزوجهن بطريقة زواج المسيار.
  • يمكن تلخيص النقاط في أن زواج المتعة يكون مؤقّتًا، فمثلًا إذا كان يمتلك الرجل مبلغًا صغيرًا من المال وأراد أن يتزوج به زواج مُتعة، فيتم إلى أن ينتهي المبلغ، كما أنه لا يوجد في هذا الزواج سكن أو نفقة أو ورثة، فإذا مات أحد الطرفين قبل انتهاء موعد الزواج لا يرث الآخر، أما المسيار فيكون زواج كامل، لكن تتنازل فيه المرأة عن السكن والنفقة.


أسباب الرغبة في زواج المسيار

قد ترغب في الزواج المسيار إذا كنت تعيش في ظروف تتطلب ذلك، ومن هذه الظروف ما يأتي:[٤]

  • ازدياد نسبة العنوسة بين الفتيات بسبب عزوف الشباب عن الزواج لغلاء المهور وارتفاع تكاليف الزواج، أو بسبب كثرة الطلاق، ففي مثل هذا الظرف تقبل بعض النساء بأن تكون زوجة ثانية أو ثالثة وأن تتنازل عن بعض حقوقها .
  • رغبة بعض الفتيات بالبقاء في بيوت أهاليهن إما لخدمتهم أو لأنها مريضة ولا تريد أن تكون عبئًا على زوجها، أو لأنها تمتلك أطفال من زواجها السابق ولا تستطيع أن تأخذهم معها لبيت الزوجية الجديد.
  • رغبة الزوج أحيانًا بعدم إظهار زواجه الثاني أمام زوجته الأولى لخشيته مما يترتب على ذلك من زوال الودة وإنهاء العشرة بينهما.
  • كثرة سفر الرجل إلى بلد معين ومكوثه فيه لمدة طويلة، ولا شك أن بقاءه فيه مع زوجة أفضل وأكثر حفظًا لنفسه من أن يعيش عازبًا في الغربة.


مَعْلومَة

بعد فهمك للشرح المُفصّل أعلاه قد تسأل نفسك، ما رأي الشرع في مثل هذه الزيجات؟ وما هو حكمها في الإسلام؟ بالتأكيد لم يترك الإسلام موضوع معين إلا وتكلّم به، عدا عن اجتهاد العلماء في الأمور الحديثة التي تظهر فجأة، إذ بيّن الإسلام واجتهادات العلماء أن زواج المسيار جائزًا إذا استوفى كلّ شروطه، وله صورتان؛ الصورة الأولى أنه إذا اشتمل الزواج على جميع الحقوق والشروط والشهود ما عدا السكن والنفقة فهو جائز، أيّ أن يذهب الرجل للزوجة في مكان آخر وفي أيام وأوقات محددة، أما الصورة الثانية فيلتزم بها الرجل بالنفقة لكن يرفض المبيت عند الزوجة، كما رأى الحسن البصري أن الشرط في الزواج لا بأس به إذا كان على العلن؛ وذلك تسهيلًا لأمور النساء غير المتزوجات وحفظًا من الفساد.[٥]

أما حكم زواج المتعة فهو باطل ومحرّم شرعًا، إذ قال الإمام القرطبي: "الروايات كلها متفقة على أن زمن إباحة المتعة لم يطل وأنه حرام، ثم أجمع السلف والخلف على تحريمها إلا من لا يلتفت إليه من الروافض" وقال القاضي عياض: "ثم وقع الإجماع من جميع العلماء على تحريمها إلا الروافض"، وقال الإمام الخطابي: "تحريم المتعة بالإجماع إلا من بعض الشيعة ولا يصح على قاعدتهم في الرجوع في المختلفات إلى علي رضي الله عنه وآل بيته، فقد صح عن علي أنها نسخت، ونقل البيهقي عن جعفر بن محمد أنه سئل عن المتعة فقال: هي الزنا بعينه"، [٦] أما كلام الله تعالى حول هذا الموضوع فتمحور في الآيات التالية:

  • قال تعالى: {والذين هم لفروجهم حافظون* إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين* فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون}[٧].
  • قال تعالى: {وليستعفف الذين لا يجدون نكاحًا حتى يغنيهم الله من فضله}[٨]


المراجع

  1. رواه البخاري ، في صحيح البخاري، عن علي بن أبي طالب ، الصفحة أو الرقم: 4216 ، صحيح.
  2. "الزواج وأنواعه"، alukah، 6/1/2019، اطّلع عليه بتاريخ 15-5-2020. بتصرّف.
  3. "الفرق بين: زواج المسيار .. وزواج المتعة .. والزواج العرفي "، alukah، 1/3/2014، اطّلع عليه بتاريخ 15-5-2020. بتصرّف.
  4. "زواج المسيار ، تعريفه ، وحكمه"، islamqa، اطّلع عليه بتاريخ 18-6-2020. بتصرّف.
  5. "ما هو زوا ج المسيار؟"، islamweb، 11-1-2001، اطّلع عليه بتاريخ 15-5-2020. بتصرّف.
  6. "ما حكم الشرع في زواج المتعة؟ وإذا كانت زنا فكيف يبيحها الرسول صلى الله عليه وسلم فترة؟"، islamweb، 10-1-2001، اطّلع عليه بتاريخ 15-5-2020. بتصرّف.
  7. سورة المعارج، آية: 29-31.
  8. سورة النور، آية: 33.

فيديو ذو صلة :