هل يجوز اكل لحم الحصان

هل يجوز اكل لحم الحصان، فهناك الكثير التي اعتاد أهل الجاهلية على أكلها، وبل كانوا يتباهون بها جهاراً بين الناس، وبعد الإسلام، قضى شرع الله أن يتم تحريم بعض منها وإباحة البعض الآخر لعلمٍ يخص الله تعالى ويفوق علمنا، ومن تلك الأشياء التي صدر بها حكم شرعي من الله وتبليغ من المصطفى، كان لحم الحصان، وفي مقالنا اليوم عبر موقع مقالاتي سوف نتعرف على جواز ذلك وما حكم اكل لحم الخيل في أكثر من رأي واستناداً للنصوص الشرعية.

هل يجوز اكل لحم الحصان

يجوز اكل لحم الحصان شرعاً، بالرغم من وجود بعض الخلافات بين أئمة المذاهب والعلماء في ذلك، إلا أن غالبيتهم ذهبوا إلى مشروعيته، وقد ورد في ذلك العديد عما رواه الصحابة -رضوان الله عليهم جميعاً- مما عاشوه أيام النبي -عليه الصلاة والسلام- وما جرى معهم من توثيق يثبت مشروعية أكل لحم الحصان، وفي ذلك ما حدث به جابر بن عبدالله -رضي الله عنه- إذ قال: {سافرنا مع رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وكنّا نأكلُ لحومَ الخيلِ، ونشربُ ألبانها}[1]، وما جرى على مرأى من النبي الكريم -عليه الصلاة والسلام- فهو مباح، فهو المطلع على ما حلل الله وما حرم بإذنه تعالى.

شاهد أيضًا: ما هو الطعام الذي يجوز اكله ولا يجوز بيعه

هل يجوز اكل لحم الحصان إسلام ويب

فيما نشر على موقع إسلام ويب في الفتوة رقم 540 حول مشروعية أكل لحم الحصان، جاء التالي:[2]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم وبعد: فيجوز أكل لحم الخيل سواء أكانت الخيل عرابا أم براذين كما قال جمهور العلماء، لحديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: “نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوم خيبر عن لحوم الحمر الأهلية، وأذن في لحوم الخيل “والحديث متفق عليه. ولحديث أسماء بنت أبي بكر -رضي الله عنها- قالت: “نحرنا على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فرسا فأكلناه ونحن بالمدينة” [رواه البخاري]. والله تعالى أعلم.

هل يجوز اكل لحم الحصان ابن باز

من العلماء والأئمة الذين أفتوا في مشروعية أكل لحم الحصان، كان الإمام ابن باز -رحمه الله- الذي أثبت صحة ذلك، وفيما جاء في نص الفتوى التي قالها، جاء التالي:[3]

الجواب: نعم، لحم الخيل مباح هذا الذي عليه جمهور أهل العلم وهو الصحيح، والرسول ﷺ أذن في لحوم الخيل، وروت أسماء بنت أبي بكر -رضي الله عنهما-: أنهم نحروا فرسًا على عهد النبي ﷺ في المدينة وأكلوها، فالمقصود: أن لحوم الخيل مباح، هذا هو الصواب الذي عليه جمهور أهل العلم. نعم.

شاهد أيضًا: هل اكل الاظافر يفطر في رمضان

حكم أكل لحم الحصان

وفق ما أجمع عليه غالبية أهل العلم، فإن أكل لحم الحصان هو مباح شرعاً، لما ورد في ذلك عن النبي الكريم -عليه الصلاة والسلام- في السنة النبوية الشريفة عن إباحة النبي لذلك، ومما قيل في ذلك، فعن جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- قال: {أنَّ رَسولَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ- نَهَى يَومَ خَيْبَرَ عن لُحُومِ الحُمُرِ الأهْلِيَّةِ، وَأَذِنَ في لُحُومِ الخَيْلِ}[4]، ومن أخبر من حضرة المصطفى بشرع الله، ويذكر أن الخلاف موجود في ذلك بين العلماء والفقهاء من المذاهب الأربعة، والله عز وجل هو الأعلم.

شاهد أيضًا: هل يجوز تذوق الطعام اثناء الصيام

حكم أكل لحم الحصان في المذاهب الأربعة 

بالرغم من وجود النصوص الواضحة في مشروعية أكل لحم الحصان، إلا أنه لا يزال هناك جدل حول تحليله لدى جمهور العلماء، وكل منهم استند على النصوص الشرعية التي تتوافق مع فتواه، وفي ذلك ينقسم الجمهور عند المذاهب الأربعة في حكمها إلى ثلاث فرق:

• الفريق الأول: وهو من أباح أكل لحم الخيل، وقال في ذلك كل من الشافعية والحنابلة وبعض العلماء، وفي دليلهم على ذلك استندوا على قول الله تعالى: {قُل لا أَجِدُ في ما أوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلى طاعِمٍ يَطعَمُهُ إِلّا أَن يَكونَ مَيتَةً أَو دَمًا مَسفوحًا أَو لَحمَ خِنزيرٍ، فَإِنَّهُ رِجسٌ أَو فِسقًا أُهِلَّ لِغَيرِ اللَّـهِ بِه}[5]، إضافة إلى الحديث الذي ذكرناه سابقاً عن عبدالله بن جابر -رضي الله عنه-.
• الفريق الثاني: وهو من أباح أكل لحم الخيل مع وجود الكراهة بذلك، ومن قال بذلك جمهور الحنفية، فهو حلال وإنما مكروه وبفضل ألا يقوم به الإنسان إلا للضرورة.
• الفريق الثالث: وهو من ذهب إلى حرمانية أكل لحم الخيل، مع الإباحة بحالة الاضطرار، وقال في ذلك جمهور المالكية فقط، وقد استندوا في ذلك إلى قوله تعالى: {وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً ۚ وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ}[6]، وفي ذلك وجدوا أن هذا الحيوان فقط للركوب والزينة، وما حلل منها هو فقط للاضطرار، مستندون في ذلك على قوله تعالى: {فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّـهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}[7].

شاهد أيضًا: فاكهة يجوز اكلها قبل العصر في رمضان

ما ثبت تحريمه من اللحوم في القرآن الكريم

لقد أباح الله للإنسان ما يمكن أن يأكله مما خلقه، كما أنه ذكر ما حرمه عليهم من ذلك حتى لا يقع المسلمون في هذا اللبس ويأكلون ما حرم الله، وأما عن هذه المحرمات، فقد ذكرت في القرآن الكريم بتحريم قطعي في قوله تعالى: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّـهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ}[8]، وفي مفارقة لهذا التحريم الواضح والصريح، فقد ذهب بعض العلماء إلى تحليل ما ذكر سابقاً في حالات معينة، كأن يقي المسلم بها نفسه من الموت، وقد استندوا بذلك على قوله تعالى: {فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّـهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}[7]، والله تعالى هو الأعلم بكل شيء.

بهذا القدر نصل إلى نهاية مقالنا الذي كان بعنوان هل يجوز اكل لحم الحصان، والذي تعرفنا من خلاله على جواز أكل لحمه في أكثر من رأي من آراء العلماء وفتواهم في ذلك، كما تعرفنا على حكم ذلك في الشرع ولدى جميع المذاهب، إضافة إلى ذكر الأطعمة الأخرى التي حرمها الله أو حللها.