أول غزوة في الإسلام

صورة مقال أول غزوة في الإسلام

الأبواء أول غزوة في الإسلام

تُعدّ غزوة الأبواء أوّل غزوة غزاها رسول الله بنفسه، وقد وقعت بعد اثني عشر شهراً من هجرته؛ حيث استخلف على المدينة سعد بن عبادة -رضيَ الله عنه-، وأعطى لواء الغزوة لحمزة بن عبد المطلب -رضيَ الله عنه-، ولم يكن في الجيش سوى المهاجرين، وخرج يعترض عيراً لقريش حتى وصل ودّان، يريد من ذلك قريشاً وبني ضمرة، ولمّا وصل الأبواء لم يلقَ منهم كيداً فلم يقع القتال.[١]

وانتهت الغزوة بتوقيع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- معاهدة مع بني ضمرة، الذين كانوا بقيادة عمرو بن مخشي الضمري، آمنهم فيها رسول الله على أنفسهم وأموالهم، وأنّ لهم النّصرة ما لم يحاربوا دين محمد، وعليهم النّصرة لرسول الله إذا دعاهم لذلك.[٢]

بدر أول غزوة لقتال المشركين

أراد رسول الله أن يضرب القوى الاقتصاديّة والعسكريّة لقريش، ويرفع من الروح المعنويّة والعسكريّة للمسلمين، فسمع أنّ قريشاً قد خرجت بعيرٍ لها أخذته من المسلمين، وحملت فيها كلّ ما تملك من الأموال حتى لم يبقَ بمكة من ممتلكاتها شيئاً إلّا ووضعته بهذا العير، فخرج رسول الله -عليه الصلاة والسلام- يعترض هذا العير بثلاثمئة وثلاثة عشر رجلاً من المهاجرين والأنصار، وكان ذلك في شهر رمضان.[٣]

وانتهت غزوة بدر وخلّفت العديد من النتائج كما يأتي:[٤]

  • ازدادت قوّة المسلمين وقويت شوكتهم، وأصبح كل من أراد أن يغزو المدينة يُفكر قبل الإقدام على فعلته، ويحسب حساباً للهزيمة التي ستأتيه والخسائر التي ستقع على عاتقيه.
  • أحزنت قلوب المشركين من أهل مكة، بما أصابهم من الأسرى والقتلى، فلم يبقَ بيتٌ في مكة المكرمة إلّا وكان فيه أسيرٌ، أو قتيلٌ، أو كليهما، فأبو لهب مثلاً لم يلبث بعد الغزوة قليلاً إلّا ومات، وأبو سفيان قُتل له ولدان وأُسر له ولد آخر.
  • أظهرت غزوة بدر ما خُفيَ في قلوب المشركين والمنافقين من أهل المدينة المنورة، وبدأوا يكيدون المكيدات، وينتهزون الفرص فرصةً تلو الأخرى؛ ليأخذوا بثأرهم من المسلمين.

تبوك آخر غزوة للنبي 

وقعت غزوة تبوك في العام التاسع من الهجرة، ويعود سببها إلى ما سمع به رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من أنّ الروم قد جمعت جيوشها من أجل غزو المدينة، وكان النّاس يعيشون حينها في ظروفٍ صعبةٍ من جدب الأراضي واشتداد الحرارة، فسمّي ذلك الجيش بجيش العُسرة.[٥]

ونتيجةً لذلك فقد تخلّف عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عدداً كبيراً من المنافقين، وأظهرت هذه الغزوة صدق الصادق، ونفاق المنافق، وكانت هذه الغزوة آخر غزوة غزاها رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-.[٥]

كانت نتائج غزوة تبوك كبيرة وذات أثرٍ امتدّ إلى عقود طويلةٍ؛ حيث عُرف في هذه الغزوة العدو الحقيقي للمسلمين وهم الرّوم؛ الذين لم يتركوا الدعوة الإسلاميّة تشق طريقها إلّا وكانوا عائقاً أمامها، لكنّ المسلمين قاموا بهزميتهم بعد ثلاثة أعوام من تبوك، وكانت هذه الغزوة بدايةً للعلاقات الإسلاميّة المسيحيّة وانتشار الإسلام في أوروبا.[٦]

المراجع

  1. السيد الجميلي (1416)، غزوات النبي صلى الله عليه وآله وسلم، بيروت :دار ومكتبة الهلال، صفحة 22-23. بتصرّف.
  2. صفي الرحمن المباركفوري ، الرحيق المختوم (الطبعة 1)، بيروت :دار الهلال، صفحة 179. بتصرّف.
  3. محمد عبد المقصود جاب الله ، قوة العقيدة سبيل النصر في غزوة بدر الكبرى، المدينة المنورة:مجلة الجامعة الإسلامية، صفحة 208-209، جزء 49. بتصرّف.
  4. محمد أبو شهبة (1427)، السيرة النبوية على ضوء القرآن والسنة (الطبعة 8)، دمشق:دار القلم ، صفحة 170-171، جزء 2. بتصرّف.
  5. ^ أ ب أحمد العسيري (1996)، موجز التاريخ الإسلامي منذ عهد آدم عليه السلام (تاريخ ما قبل الإسلام) إلى عصرنا الحاضر (الطبعة 1)، الرياض:فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية، صفحة 90-91. بتصرّف.
  6. عبد الشافي عبد اللطيف (1428)، السيرة النبوية والتاريخ الإسلامي (الطبعة 1)، القاهرة :دار السلام، صفحة 127-128. بتصرّف.
للأعلى للأسفل