في ذكرى رحيل الإمام.. الشعراوي وأسرار علاقته بآل بيت رسول الله

الشعراوي

الشعراوي

10:53 م | الأربعاء 17 يونيو 2020

22 عاما مرت على رحيل العلامة محمد متولى الشعراوى، إمام الدعاة والمفسرين، ومازالت أفكاره وخواطره تحيا بين العوام والمفسرين والمسلمين في بقاع المعمورة، وتعد علاقة إمام الدعاة بآل البيت من العلاقات التاريخية، وتشهد مواقف عدة.

ويسرد الكاتب الصحفي محمد الساعاتي المتحدث باسم نقابة القرّاء وأحد الصحفيين المقربين للشيخ الشعراوي وصاحب كتابي " الموسوعة الكاملة لحياة الامام الشعراوي" و"في رحاب امام الدعاة" روايات الشعراوي فى رحاب رسول الله وآل البيت.

وقال الساعاتي، لـ"الوطن": كلما سافر الشعراوى إلى المملكة العربية السعودية يحرص على أن يستثمر أوقاته فى زيارته لحبيبه سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحدث بالفعل ذات مرة مرة أن قطعت العلاقات بين مصر والسعودية، فأمر الرئيس جمال عبد الناصر، بسحب البعثة الأزهرية التى كان يترأسها الشعراوى على الفور، هنا حزن الشيخ حزنا شديدا لأنه سيحرم من حبيبه صلى الله عليه وسلم الذى كان حريصا على قضاء عطلة الأسبوعية فى رحابه.

وأضاف: فكر الشيخ قبل العودة إلى مصرنا الحبيبة، فى أن يقوم بزيارة الوداع، وداع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويسافر الشيخ من جامعة الملك عبد العزيز بمكة المكرمة إلى المدينة المنورة - المسافة 450 كيلو- ثم يقف فى المواجهة الشريفة لرسول الله ويبكى بكاء شديدا، إذ كيف يحرم من الحبيب صلى الله عليه وسلم؟ ثم جلس فى الروضة الشريف بعدما صلى ركعتين لله عز وجل، فأخذته سنة من النوم، فرأى رسول الله صلى الله عليه وسلم فى الرؤيا - يربت على كتفه- ويقول له: لا تحزن يا شعراوى فإن لنا بابا بمصر هو الحسين.

أضاف: هنا قام الشعراوى من نومه فرحا مسرورا وظل يردد الصلاة والسلام على سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم، وعزم على زيارة الإمام الحسين فور عودته بالقاهرة، وعند وصوله إلى الباب الأخضر للإمام الحسين، لاحظ الشيخ أن عقارا يطل على الإمام الحسين يبنى فحجز به شقة بالدور الثانى العلوى وشقة أخرى خصصها لإطعام الطعام.

أما عن علاقة الشيخ بآل البيت والسادة الصوفية، فكانت تسودها المحبة والوئام، وكان جل اهتمامه فى رحاب آل البيت، ويكمن فى شيء واحد نافع وهو إطعام الطعام من باب الحكمة التى تقول لقمة فى بطن جائع خير من بناء ألف جامع.

بدوره أكد القيادي الصوفي مصطفى زايد، أن الشيخ محمد متولي الشعراوي أحد أئمة الصوفية في العصر الحديث، فكان متصوفا بالفطرة كباقي المصرين في عصره ولكن سلك طريق التصوف وانتهجه بعد لقائه بالشيخ الصوفي الجزائري محمد بلقايد شيخ الطريق الهبرية الشاذلية، عندما التقى به فترة عمله في التدريس بدولة الجزائر وأخذ العهد على يديه.

وأضاف لـ"الوطن": كان يذهب لحضور الحضرات مع مريدي الشيخ بلقايد، الشيخ الشعراوي كان محب لكل الطرق الصوفية وكان يحضر احتفالات الطرق الصوفية في مصر ويشارك معهم.

وللشيخ الشعراوي كتاب "أنا من آل البيت"، وفيه يسرد حكايته التي تظهر فيه حبه لآل البيت والصالحين وتقاربه مع الصوفيه من صغر سنه وقد خاض الشيخ الشعراوي حرب ضروس مع المنكرين علي الصوفية وفسر الآيات والأحاديث التي يتخذها المنكرون سندا لفتاواهم، وأثبت فيها جهلهم. حتى الآن ساحة الشيخ الشعراوي المقابلة لضريح السيدة نفيسة ملجأ وملاذ لفقراء ودار علم للمصرين والأجانب الذين يبحثون عن التصوف الحقيقي.

وتابع: الشيخ الشعراوي كان محبا لآل البيت، خاصة سيدنا الحسين والسيدة زينب والسيدة نفيسة والسيدة سكينة. 

الدكتور مختار مرزوق، أستاذ التفسير، العميد الأسبق لكلية أصول الدين بأسيوط، أكد إن الله تعالى وضع محبة الشيخ الشعراوى فى قلوب المؤمنين، إلا ما كان من الحاقدين عليه وعلى الأزهر الشريف، وهؤلاء لا يُعتد برأيهم، موضحا أن الشيخ الشعراوى، رحمه الله تعالى، كان يميل إلى مذهب الخلف، وهو المذهب الأشعرى الذى عليه الأزهر الشريف.

لكنه أحياناً كان يذكر مذهب السلف، فيمر على بعض الآيات، ويذكر رأيهم فى مسألة الاستواء على العرش على سبيل المثال، فكان يذكر رأى الإمام مالك وقبله ربيعة، وعلى ذلك فلا غضاضة على الشيخ فى الأخذ بمذهب الأشاعرة، وهو مذهب الجمهور سلفاً وخلفاً.

وعن الشبهة المثارة حول تصوف الشيخ الشعراوي، رحمه الله تعالى، أضاف مرزوق أن كثيراً ممن تنقصهم الدقة الفقهية يحكمون على الصوفية بالكفر، لدرجة أن أحد دعاة الفضائيات قيل له: هل أتزوج امرأةً صوفيةً؟ فقال: لا، لأن عقيدتها فاسدة، لافتاً إلى أن إمام الدعاة قال: حينما دعيت إلى الوزارة، قُلت: قومٌ يُريدون الإصلاح، فكيف أتأخر عنهم؟ وقبل الشيخ الوزارة فى عهد الرئيس الراحل أنور السادات، وكان هذا الأمر من حسنات الرئيس السادات، فلولا ذلك ما عرف الناس الشيخ الشعراوى بهذه الصورة، وبعد خروجه منها تفرَّغ للدعوة، وقد سئل مرة: ماذا لو دعيت إلى الوزارة بعد ذلك؟ فقال: «أقول كفاية من الدست مغرفة»، وهو مثل معروف عند المصريين.

اقرأ المزيد:

عرض التعليقات