(1)القوة الخفية للعقل الباطن - كيف تطلق العنان لقوة العقل الباطن - جيمس ك. فان فليت - الجزء الأول (سلسلة من 3 أجزاء)

(1)القوة الخفية للعقل الباطن - كيف تطلق العنان لقوة العقل الباطن - جيمس ك. فان فليت - الجزء الأول (سلسلة من 3 أجزاء)

القوة الخفية للعقل الباطن - كيف تطلق العنان لقوة العقل الباطن - جيمس ك. فان فليت - الجزء الأول (سلسلة من 3 أجزاء)

هذا الكتاب من وجهة نظري بعد قرائتي له ..
وجوده ضرورة ملحة في كل بيت ..
فهو يدلك على عمل عقلك اللاواعي ... تلك الداتا( قاعدة البيانات ) القابعة في أعماقك
والتي على ضوء ماتختزنه يكون تفكيرك وسلوكك وعملك ..
إنتصاراتك وهزائمك نجاحك وإخفاقك ..
قد يبيعك أحدهم أو إعلام منظم أو سياسة نظام ضال فكرة خبيثه تجر عليك أو على الجموع الكوارث ..
وسبب اجتهادك وحماسك للسير نحو الهاوية قناعة ثبتت في عقلك الباطن ..
هذا الكتاب مهم لكل أب وأم يدركون أن التربية هي من الصناعات الثقيلة ..
لكل معلم ومربي وداعي للإصلاح يقبع في ضميره يقين أن "إعداد "المجتمعات مهمة وطنية وواجب إنساني هام للغاية ..
هذا الكتاب لكل من يرغب أن يجعل من نفسه منتج فاااااااااااائق الجودة غالي الثمن ..
كل الود لكم ..
 ستتعرف من خلال هذا الكتاب المذهل على كيفية التواصل مباشرة مع عقلك الباطن وكيفية استغلال قدراته الهائلة.

ستكتشف من خلال هذا الكتاب ...
*الصوت الصامت الذي يمكنه التحدث إليك عندما تكون في أمس الحاجة إلى المساعده!
*"المكتشف المتألق" الغامض الذي يمكنه العثور على الأفكار التائهة أو التي لا تعرفها!
*أسلوب "مرآة العقل" الرائع الذي يمكنه في ليلة واحدة, تحسين مظهرك تحسيناً هائلاً!
*"ثماني كلمات سحرية" من المستحيل ان تفشل معها!
* كيفية استقبال "الإرشاد الداخلي" عندما يتحتم عليك اتخاذ قرار مصيري!
*استراتيجية لها مفعول السحر, والتي يمكنها في لمح البصر تهدئة الأشخاص الغاضبين ليصغوا إلى ما تقول!
.. إلى جانب المزيد والمزيد!
نبذة عن المؤلف
يعتبر جيمس ك . فان فليت أحد عظماء هذا الزمان, فهو معالج حاصل على درجة الدكتوراه في علاج العمود الفقري
يدوياً من إحدى أشهر الجامعات على مستوى العالم وهي جامعة لوجان, كما أنه درس في جامعتي أيوا وميريلاند
, وخدم فان فليت في الجيش الأمريكي اثناء الحرب الكورية والحرب العالمية الثانية, وكان بارعاً في
عمله وقد تقاعد عام 1966 وهو برتبة مقدَم, ثم عاود الانخراط في ممارسة مهنة الطب في ميسوري وفلوريدا,
حتى تقاعد نهائياً منذ عدة سنوات مضت, وقد ألف عشرات
الكتب في مجالات الصحة وتحسين القدرات الذاتية, وترجمت أعماله
إلى العديد من اللغات لتصبح في متناول الجميع على مستوى العالم.

كيف يمكنك استخدام القوة الكامنة لعقلك الباطن لتحقق المعجزت الواقعية ؟


الفصل الأول




العقل المزدوج



لكل واحد منا عقلان , العقل الواعي والعقل الباطن . ويستخدم العقل الواعي المنطق والاستنتاج والأسباب ليصل إلى النتائج التي تساعده على اتخاذ القرارات . فعقلك الواعي هو المسئول عن اتخاذ جميع قراراتك في الحياة , وما ستفعله , وما ستتجنبه . أما العقل الباطن فلا دور له في هذه العملية ومع ذلك عندما تتعلم كيف تستخدم العقل الباطن الاستخدام المناسب فستكتشف أن جميع القرارات والاختيارات التي يقوم بها العقل الواعي جاءت متأثرة بالتوجهات و المعلومات التي يتلقاها من العقل الباطن .
فعقلك الباطن لا يفكر ولا يتصرف بناءً على قدرته على اتخاذ القرار أو بناءً على مبادرة منه , ولكن هدفه الأساسي هو تحقيق الأهداف التي تلقاها من العقل الواعي .
لذا لن يعمل عقلك الباطن ما لم تحدد له أهدافاً ليصل إليها أو مشاكل ليعمل على حلها , ولكن إذا حددت له أهدافاً بعينها ومهام ليركز عليها فسينجح في تحقيقها جميعاً ومن أمثلة ذلك , الحصول على منزل جديد أو سيارة غالية الثمن أو الحصول على وظيفة أفضل وغيرها وما إلى ذلك .
وسأناقش مهام العقل الواعي والعقل الباطن بالمزيد من التفصيل في جزء لاحق من هذا الفصل , ولكن الآن فإن كل ما أرغب به في إخبارك به هو ...

كيف يعمل عقلك الباطن مثل الكومبيوتر ؟
قادتني دراستي وأبحاثي على مدار أكثر من أربعين عاماً في مجال التشريح وعلم النفس , وعلم النفس التطبيقي , وعلم الأحياء إلى اكتشاف أن عمل العقل الباطن يشبه الكومبيوتر الذي صتعه الإنسان ,لأن العقل الواعي يوجه وظائفه وتصرفاته .
والعقل الباطن هو آلية إلكترونية معقدة تسعى وراء تحقيق الأهداف وهو يشبه في عمله أكثر ما يشبه الكومبيوتر , وكلنه أكثر تعقيداً وتفاعلاً من أكثر أجهزة الكومبيوتر تعقيداً التي قد يتوصل إليها الإنسان .
وكما قال أحد العلماء الأجلاء : "يعمل العقل الباطن مثل الكومبيوتر , ولكن لا يوجد أي كومبيوتر يشبه العقل الباطن" . وقد ذهب هذا العالم إلى القول بأنه لن يتمكن العلم في أي وقت في المستقبل من التوصل إلى جهاز الكومبيوتر يقترب من مضاهاة العقل الباطن .
حتى لو تم تصنيع جهاز كومبيوتر متطور ومعقد ومركب وقادر على التفاعل مثل العقل الباطن , فإنه سيظل دائماً في حاجة إلى العقل الواعي لتشغيله . كما أن الكومبيوتر لا يوجد بداخله عقل واع يوجه تصرفاته كما يفعل العقل الباطن عند الإنسان . وكذلك لا يمكن للكومبيوتر وضع مشاكل مبتكرة لنفسه , كما أنه يفتقر إلى الخيال وإلى تحديد أهداف لنفسه , كما أنه بلا مشاعر تساعده على اتخاذ القرارت الأخلاقية . إذن الكومبيوتر الذي صنعه الإنسان يعمل فقط على البيانات التي يتلقاها من الخارج التي يمده بها الإنسان الذي يشغله .
وعلى الرغم من أن العقل الباطن يعمل في بعض المناحي بسرعه ودقة أقل من الكومبيوتر , فهذا يرجع ببساطة إلى أن البشر ليسوا آلات , لذا يخضعون لكل المشاعر والعواطف التي يعرضهم لها العقل الواعي حتى إن أكثر أجهزة الكومبيوتر تقدماً لن تحظى بأي فرصة عند مقارنتها بالقدرة الهائلة للعقل الباطن على أكثر المهام الموكلة إليه صعوبة . وفي كل الأحوال فإن الكومبيوتر هو فكرة ولدت في عقل الإنسان وليس العكس .

كيف يعمل عقلك الباطن من أجلك ؟
على الرغم من أن هذا الكتاب سيعلمك كيفية استخدام القوة الكامنة لعقلك الباطن لتحقق النجاح في كل ما تصبو إليه , فإنني أرغب في أن تستغل هذا الجزء الصغير ليقدم لك الحقائق الأساسية والرئيسية حول كيفية استخدام العقل الباطن لتحقيق الأهداف التي توكلها إليه .
والآن سأقدم لك مثالاً شديد البساطة , وهو إطعامك لنفسك , فأنت قادر على تحقيق هدف الإطعام نتيجة لبرمجة العقل الباطن على هذه العادة عدة مئات من المرات , لذا فأنت لست بحاجة إلى أن يوجه عقلك الواعي عقلك الباطن إلى أخذ الشوكة من الطبق ووضعها في فمك .
كما أنك لست في حاجة إلى التفكير في العضلات التي ينبغي تحريكها لتحقيق هدف الأكل , لأن عقلك الباطن مبرمج نتيجة للخبرة السابقة على أداء الحركات المناسبة لنقل الطعام من الطبق إلى فمك دون أي تدخل من العقل الواعي . كما أنك لست في حاجة إلى استخدام عينيك لأرشاد الشوكة إلى مكان فمك . فقد أصبحك تلك الحركة تلقائية .
غير أن هذه المعلومة لا تنطبق على الطفل عند تعليمه تناول الطعام بنفسه . فالطفل ينثر الطعام على وجهه وهو يحاول الوصل إلى فمه . وبعد مضي فترات من الوقت والتي تمر على الأبوين المتعجلين يتعلم الطفل كيف يتناول الطعام بمفرده دون بعثرته .
كل ما أرمي إليه هو تقديم مثال بسيط لأريك أنه بمجرد أن يصدر عن العقل الباطن استجابة صحيحة أو ناجحة , فإن هذا يعني أنه بإمكانك إعطاؤه أهدافاً محددة عن طريق العقل الواعي ويتم تخزين هذا الإجراء , ومن ثم يتم تذكره عندما تدعو الحاجة إلى لستخدامه في المستقبل .
يكرر عقلك الباطن هذا الاستجابة الناجحة في المحاولات المستقبلية بغض النظر عن طبيعتها مثل تناول الطعام أو ركوب الدراجة أو قيادة السيارة أو لعب التنس أو الجولف أو الإمساك بالكرة أو العزف على البيانو أو الجيتار أو أي شيء آخر . فقد تعلم أن يصدر الاستجابة المناسبة لأن هذا ما وجهه عقلك الواعي إليه . ويتذكر عقلك الباطن تجاربه الناجحة ويلغي التجارب الفاشلة , ويداوم على تكرار التصرفات الناجحة بحكم العادة دون المزيد من التفكير أو التوجيه من العقل الواعي .
وفي الواقع تكون نماذج العادات محفورة داخل عقلك الباطن حتى أنه يمكنه النجاح بسهولة _ وهو مغمض العينين _ في تحقيق الأهداف التي أوكلها له العقل الواعي .فأنت لست في حاجة إلى المزيد من الإضاءة لتلمس انفك أو تحك أذنك أو تمسح عينيك أو لتضع الطعام في فمك , لأنك تقوم بهذه الأشياء في الظلام تماماً كما يقوم به الكفيف , وذلك لأن عقلك الباطن يتذكر بالضبط مكان كل جزء من أجزاء جسمك .

كيف يستخدم الرياضيون العقل الباطن لتحقيق النجاح في الرياضة ؟
سأضرب لك مثالاً آخر لكيفية استخدام العقل الباطن لتحقيق أهدافك بشكل تلقائي بمجرد تفكير أو توجيه بسيط من عقلك الواعي , لنأخذ أحد لاعبي البيسبول كمثال , اللاعب الذي يضرب الكرة مثلاً .
عندما يلمس المضرب الكرة ينطلق راكضاً اللاعب الذي سيمسك بالكرة دون تفكير من عقله الواعي نتيجة للخبرة السابقة التي اعتاد عليها عقل ضارب الكرة , واضعاً في اعتباره اتجاه الكرة وسرعتها وسرعة الريحه واتجاهها وسرعهة عدو اللاعب ليصل إلى النقطة المحددة ليمسلك بالكرة .
فإذا كنت أحد مشجعي البيسبول فقد شاهدت هذا الأمر يتكرر مراراً , فضارب الكرة يجعل الأمر يبدو سهلاً , نتيجة للمعلومات المخزنه في عقله الباطن والتي تجعله يتصرف على هذا النحو . وتنطبق هذه الفكرة أو المبدأ على جميع الألعاب الرياضية مثل التنس والجولف والبولنج وغيرها . فقد تعلم كبار اللاعبين المحترفين كيفية الاسترخاء ليفسحوا المجال للعقل الباطن بأداء تلك المهمة .
حتى إن كانت لعبة الكرة التي تمارسها مع ابنك في ساحة المنزل الخلفية لا تتطلب أكثر من مجرد الإمساك بالكرة , فإنك لن تنظر إلى القفاز لتمسك بالكرة , حتى وإن كانت تمر من فوق رأسك ولا تستطيع رؤيتها . فأنت أمسكت بها بطريقة غريزية لأن عقلك الباطن أخبرك بالضبط أين ترفع قفازك لأن الخبرة السابقة تساعدك على الإمساك بالكرة .

عقلك الباطن لا يصدر أحكاماً أخلاقية
عقلك الباطن شخصية مجهولة تماماً وهو غير قادر على إصدار أي أحكام أخلاقية أو إقرار الفرق بين الصواب والخطأ أو الخير والشر , فهذه المسئولية تقع على عاتق العقل الواعي بمفرده .
وسيعمل عقلك الباطن تلقائياً وكشخص مجهول لتحقيق أهدافك التي حددتها له بغض النظر عن كونها خيرية أو شريرة أو صواباً أو خطأ أو أخلاقية أو غير أخلاقية . تذكر أن الهدف الأساسي لعقلك الباطن ومسئوليته تنحصر في تحقيق الأهداف , والأغراض التي حددها له عقلك الواعي .
فإذا كنت قد فكرت ولو للحظة واحدة لماذا وكيف ينجح بعض الأشخاص الأشرار فستعلم أن السر يكمن في العقل الباطن الذي حقق لهم الأهداف التي حددها له العقل الواعي حتى إن كانت تلك الأهداف شريرة وغير أخلاقية أو غير قانونية . وبنفس المفهوم يفشل بعض الأشخاص الخيرين , لماذا ؟ لأنهم أخفقوا في إعطاء عقولهم الباطنة الأهداف التي تعمل عليها .
وكما يتضحك لك من خلال هذا , لا يهم عقلك الباطن طبيعة الأهداف التي تحددها له , لأنك لو برمجته على النجاح فسوف تنجح ولو برمجته على الفشل فستفشل .
فأنت لك مطلق الحرية , فإذا منحت عقلك الباطن أهدافاً ناجحة فسيكون آليتك للنجاح , وإذا قدمت له أهدافاً فاشلة أو اغراضاً سلبية فسيكون آليتك للفشل . وسترى أن عقلك الباطن يعمل بالضبط مثل جهاز الكومبيوتر فيما يتعلق بالتساوي بين المعطيات والنتائج , وهي نقطة سأناقشها في الفصل الرابع من هذا الكتاب .

كيف يعمل عقلك الباطن ؟
العقل الباطن هو ذلك الجزء من عقلك الذي يمكنك من المعرفة والتفكير والتصرف بفاعلية . فعقلك الواعي يستخدم المنطق والاستنتاج والأسباب ليصل إلى النتائج التي تساعده على اتخاذ القرارت . وهو المسئول عن اختياراتك وقراراتك , أي تحديد ما تريد وما لا تريد وليس العقل الباطن .
عقلك الباطن هو المسئول عن التفكير في العالم الموضوعي الذي يحيط بك وهو يستخدم الحواس الخمس : النظر والشم واسمع واللمس والتذوق , ليختبر البيئة المحيطة , فإنك تكتسب المعرفة من خلال تلك الحواس الخمس . كما يتعلم عقلك الواعي عن طريق الملاحظة والتجربة والتعلم . وربما تكون أعظم المهام التي يؤديها عقلك الواعي هي استخدام المنطق والتعلم والعقل . فهذا يحدد واحداً من أهم الفروق بين الإنسان والحيوان .
وعندما تقول : "أرى . . أو أسمع . . أو أشم . . أو أتذوق . . أو ألمس" فإن عقلك الواعي هو من يقول هذا , كما يتحكم عقلك الواعي أيضاً في جميع عضلاتك الإرادية , أما عقلك الباطن فيتحكم في جميع عضلاتك اللاإرادية عن طريق النخاع الشوكي والجهاز العصبي التلقائي .
وعن طريق عقلك الواعي فقط يمكنك الاتصال بعقلك الباطن , فالعقل الباطن يحتاج دائماً إلى تعليمات العقل الواعي , وبدون تلك التعليمات من العقل الواعي لن يفعل العقل الباطن أي شيء لأنه ليس لدية أي أهداف ليحققها .
ومن أهم المهام المنوطة بالعقل الواعي إخبار العقل الباطن بما تريد , ثم الإيمان العميق بأنك ستحصل على ما تريد . وينبغي عليك أن تغلق أبواب الخوف والقلق والحيرة أمام عقلك الواعي , لأن هذا قد يحقق تلك المخاوف . فإن كان لدية أية مخاوف , فمن المحتمل أن تتجسد لك وتتحقق .

فهم العلاقة التي تربط بين العقل الواعي والعقل الباطن
سأضرب لك مثالاً يساعدك على فهم العلاقة التي تربط بين العقل الواعي والعقل الباطن وكيف يعملان معاً في تناغم .
يعمل عقلك الواعي كربان السفينة الذي يتمتع باليد العيا . فهو من يوجه كل الأنشطة على ظهر مركبه , حيث يصدر الأوامر إلى أفراد الطاقم في غرفة المحركات الذين يراقبون الماكينات المعقدة التي تدير السفينة . فإذا أصدر لهم أوامر خاطئة أو غير مناسبة فربما تغرق السفينة بسبب عاصفة أو تتحطم على صخرة قرابة الساحل .وليس بوسع أفراد الطاقم سوى تنفيذ الأوامر لأنهم لا يعرفون إلى أين تتجه السفينة .
وربان السفينة هو السيد الذي يرى الكثير والذي يتمتع بسلطة قد لا يتمتع بها أي شخص في موقعه القيادي على مستوى العالم , حيث لا يجرؤ أي من أفراد الطاقم عصيان أوامره , فالجميع يلتزم بطاعة أوامره وتنفيذ تعليماته حرفياً . أما الشخص الذي يحتمل أن يضارعه في موقعه القيادي فهو الطيار .
تلك هي الطريقة التي يوجه بها عقلك الواعي عقلك الباطن , فكما أن الربان سيد السفينة , فإن العقل الواعي هو سيد العقل الباطن . وعقلك الباطن يتقبل أوامره سواء أكانت إيجابية أم سلبية , صواباً أم خطأ , وينفذها دون أي مناقشة , لذا من المهم أن تعطي عقلك الباطن الأهداف الإيجابية لبصل إليها .
وعندما يقوم عقلك الباطن بالاضطلاع بالمهام أو المسئوليات الموكلة إليه فإنه لا يستخدم المنطق أو العقل أو الأحكام الأخلاقية , لأنه يأخذ الأفكار التي ترسلها إليه ويعمل عليها حتى يصل إلى أفضل النتائج . فإذا أرسلت له أفكاراً عن الصحة والقوة فإنه سيحقق الصحة والقوة لجسدك . ولكن إذا فكرت بالمرض والخوف منه فستتسلل تلك الأفكار إلى عقلك الباطن إما عن طريق أفكارك أو الأحاديث الدائرة حولك عن المرض , وبالتالي ستقع فريسة للمرض بيسر وسهولة .
والآن سأضرب لك مثلاً سريعاً آخر حول كيفية إعطاء عقلك الباطن أوامر غير مناسبة أو مقترحات سلبية والتي ستتسبب بإخفاقك . على سبيل المثال : إذا أخبر عقلك الواعي العقل الباطن بأنك فقير وأنك لن تتمكن أبداً من الحصول على منزل كبير أو سيارة جديدة , فتأكد من انك لن تحصل على أي منهما أو أي شيء آخر ذي قيمة ! والسبب أنك أعطيت لعقلك الباطن هدفا خاطئاً . وسأناقش في الفصل السابع كيف تعطي لعقلك الباطن الأهداف الصحيحة والموضوعات المناسبة .


وظائف أخرى للعقل الباطن

على الرغم من أنني سأتناول تلك النقاط بالمزيد من التفصيل كلاً في فصل مستقل , فإنني أود أن اقدم لك هنا ملخصاً أو وصفاً مختصراً للوظائف المتنوعة للعقل الباطن , ومن ثم أوضح لك ليس فقط كيفية استخدامه لتحقيق النجاح في أي مجال تختاره ولكن أيضاً الموضوعات التي يتناولها الكتاب .
ومن أجل فهم أفضل لعقلك الواعي وعقلك الباطن أقترح أن تضع نصب عينيك فكرة محددة في أثناء قراءتك هذا الفصل والفصول القادمة . ولقد ذكرت هذه النقطة تحديدا مرتين ولكنني لن أكررها كثيراً لأنه من المهم بالنسبة لك أن تتذكرها .
وبالطبع النقطة التي أعنيها , هي أن الهدف الأساسي لعقلك الباطن هو تحقيق الأهداف والموضوعات التي أعطاها إياه العقل الواعي . وإذا كنت ستتذكر هذا , فإن كل شيء سيسجل في مكانه الطبيعي وستتلقى إجابات تلقائية على الأسئلة التي تطرحها قبل أن تسألها .
ولن أتعمق في مناقشة الوظائف المتنوعة للجسم التي يتم التحكم فيها عن طريق الجهاز العصبي اللاإرادي مثل الأيض والهضم والتنفس وعمل القلب لأنها تتم بشكل طبيعي وبدون أي تدخل خارجي وبدون أي توجيه من جانب عقلك الواعي .
ومع ذلك فإنه بالفصل الحادي عشر سوف أناقش كيف يمكنك تحسين صحتك عن طريق إعطاء تعليمات مناسبة لعقلك الباطن كما سأوضح لك أيضاً الطرق التي يمكنك انتهاجها للتخلص من التهاب المفاصل والروماتيزم , وكيف يمكن لعقلك الباطن مساعدتك في تأثير الحد من مرض السرطان الذي لا يمكن إيقاف زحفه , وكذلك كيف يمكنك معالجة الربو وأنواع الحساسية وضغط الدم المرتفع والإمساك وغيرها من الأمراض المزمنة , وسترى كيف أن تغيير فكرة سائدة في عقلك الباطن يمكنها إبراء الأمراض التي تنشأ عن اعتلال الحالة النفسية .
وربما لن أتمكن من تغطية كل مشاكل الاعتلال الجسدي والتي يمكن تحسينها أو شفاؤها عندما يتم إعطاء العقل الباطن توجيهات مناسبة , لأنني لو فعلت هذا سيتطلب مني الفصل الخاص بالصحة أن أخصص له كتاباً مستقلاً . ومع ذلك فقد حاولت أن أغطي العديد من الأمراض المزمنة الشائعة التي تؤرق الكثير من الناس , ولن يقف الأمر عند هذا فحسب بل إنك ستكتشف أنه لا يهم طبيعة المشكلة التي تعاني منها لأنك ستجد لها حلاً إذا إستخدمت إحدى طرق برمجة العقل الباطن التي سوف أوضحها في الفصل الحادي عشر .

عقلك الباطن يعمل كبنك الذاكرة لمخك
قبل أن أناقش الوظائف المتعددة للعقل الباطن أو ان أخبرك بطريقة عمل عقلك الباطن كبنك للذاكرة . ومن ثم يمكنك فهم العديد من الوظائف الأخرى .
عقلك الباطن لا ينسى أي شيء , ولهذا السبب فمن المهم برمجته بأفكار إيجابية عن النجاح وليس بأفكار سلبية عن الفشل .
وكما ستعلم من خلال الفصل الذي يتناول تحسين الصحة باستخدام القوة الكامنة للعقل الباطن ,فقد تمكن رجل من إبراء مرض التهاب المفاصل المزمن الذي كان يعاني منه عن طريق برمجة عقله الباطن بأفكار سعيدة مبهجة .
وهناك رجل آخر كان يعاني من مرض السرطان وأخبره الأطباء بأنه لن يعيش أكر من ستة أشهر , فعاش بعدها سبع سنوات ! والسبب أنه اكتشف كيف يبرمج عقله الباطن بأهداف إيجابية من أجل تحسين صحته .
ومن خلال هذين المثالين يمكنك أن تتعلم أهمية وضع أفكار إيجابية عن النجاح لعقلك الباطن وليس أفكاراً سلبية عن الفشل .
ويخزن عقلك الباطن الأفكار التي تغذيه بها إلى الأبد حتى في الأوقات التي تشعر فيها بأن عقلك الواعي غير قادر على استرجاعها . حتى إذا كان عقلك الواعي غير قادر مؤقتاً على تذكر بعض الأسماء أو الأحداث أو المواقف , فإن هذا لا يعني أنك نسيت , لأن هذه المعلومات مخزنة في العقل الباطن ولن تفقد . فقط يتطلب الأمر في بعض الأحيان من العقل الواعي بذل المزيد من الجهد لتذكرها .
وفي الظروف الملائمة عندما يستريح العقل الواعي مفسحاً المجال للعقل الباطن ليعمل على مستوى ألفا بدلا من مستوى بيتا , حينها يمكن تذكر الأحداث التي يبدو أنها نسيت تماماً بسهولة . وسأناقش هذا الموضوع بالمزيد من التفصيل في الفصل التالي .

كيف يمكن لعقلك الباطن مساعدتك في حل المشاكل واتخاذ القرار السليم ؟
عندما لا تتمكن من اتخاذ قرار أو حل مشكله باستخدام المنطق والاستنتاج والعقل , إذن حان الوقت لتحول كل هذه الأمور إلى العقل الباطن حتى يتمكن من تقديم إجابات إليك . وفي الفصل التالي سأضرب لك أمثلة لأناس ناجحين قامو بعمل هذا حتى يمكنك التعلم منهم , كما سأقدم لك بعض وسائل حل المشاكل التي يمكنك استخدامها للإسراع بهذه العملية فيمكنك الحصول على الإجابات أسرع .
ولن تساعدك معرفة كيفية حل المشاكل واتخاذ القرارات الصائبة على تحقيق النجاح والثراء فحسب , بل ستساعدك أيضاً في ممارسة الأنشطة الاجتماعية وإقامة العلاقات مع الآخرين .
ووسائل حل المشاكل لن تكتفي بتعرفيك بكيفية استخدام عقلك الباطن في حل المشاكل , ولكنها أيضاً ستعرفك كيف تنقل تلك المشاكل إلى العقل الباطن ليحلها عندما لا يتمكن العقل الواعي من تقديم الإجابات السليمة .

كيف يمكنك استخدام القوة الكامنة للعقل الباطن في تثبيط وإحباط الأفكار الفاشلة ؟
سأوضح لكم في الفصل الخامس كيف يمكنكم تثبيط وإحباط الأفكار الفاشلة ببرمجة العقل الباطن بالطريقة الملائمة وبالتالي يمكنكم تحقيق النجاح في كل ما تفعلونه . فعندما تفكر في نفسك كشخص فاشل أو تسمح للآخرين ببرمجة عقلك الباطن بأفكار سلبية فسترى كيف يمكنك التحول من الفشل إلى النجاح والشعور بالسعادة لما وهبك الله إياه .
وقد شاهدت طلبة يرسبون دائماً يتحولون إلى ناجحين ويحصلون على امتياز , حدث هذا عندما تعلموا كيف يبرمجون عقولهم الباطنة إلى التفكير في النجاح . كما شاهدت الكثير من الأعمال الفاشلة ورجال المبيعات الفاشلين الذين تحولوا إلى براكين تنفجر بالطاقة والحيوية باستخدام الطريقة ذاتها .
وأنت يمكنك أن تكون مثلهم عندما تتعلم كيف تغذي عقلك الباطن بأفكار ناجحة بدلاً من الأفكار الفاشلة , فدائماً يصل الإنسان إلى ما يؤمن به , ودائماً ستتناغم الظروف الخارجية المحيطة بحياة الشخص مع الحالة الداخلية لعقله الواعي وعقله الباطن .

كيف يمكنك تطوير اتجاه ناجح ؟
أنت أيضاً يمكنك تحقيق الفوز في كل ما تصبو إليه إذا تعلمت كيف تبرمج عقلك الباطن على التوجهات الناجحة . وإذا لم تكن متأكداً من كيفية القيام بهذا , فإنه يمكنك النظر إلى هؤلاء الناس الذين يتناولون الفصل السادس من هذا الكتاب والذين حققوا الكثير من النجاح , ومن ثم يمكنك اكتشاف سمات نجاحهم .
وعندما تقوم بهذا , فإنني على ثقة من أنك ستشعر تماماً كما فعلت أنا بأن الناجحين يتمتعون بصفات محددة تميزهم عن الجميع , فهم يؤمنون بقدراتهم الخاصة , وهم يبتسمون لأنهم تعلموا أن التعامل مع الأمور بجدية زائدة أو اتخاذ مواقف حادة يقودهم إلى الفشل وليس النجاح .
الناجحون يعيشون اليوم ,يعيشون اللحظة ولا يقلقون بسبب أخطاء الماضي أو احتمالات الفشل المستقبلية . وكما تقول الحكمة القديمة : إنهم يؤمنون بصدق بأن الأمس صك ملغي , وأن الغد هو سند إذني , أما اليوم فهو نقد مقبوض .

كيف يمكنك استخدام قوة عقلك الباطن لتصبح ناجحاً وغنياً ؟
عندما تتعلم كيف تنصت ثم تتصرف وفقاً للإرشادات التي تتلقاها من عقلك الباطن , يمكنك حينها تحقيق النجاح في كل ما تفعله . وعندما تصبح ناجحاً فإنه يمكنك أيضاً أن تصبح غنياً إذا كانت هذه الرغبة تطمح إليها .
وفي الفصل الثامن ستتعلم كيف تستخدم أفكاراً وإلهامات جديدة تستقيها من عقلك الباطن لتحقق نجاحاً على المستوى المادي في المجال الذي اخترته , بغض النظر عن طبيعته .

كيف يمكنك استغلال الموارد الكامنة للعقل الباطن في التخلص من الخوف والحيرة والقلق إلى الأبد ؟
في الفصل التاسع , سأوضح لك كيف تعيش في أضيق الحدود اليومية , وبالتالي تتخلص من الشعور بالذنب في الماضي والمخاوف المستقبلية . سترى كيف تعيش بسعاده وتتخلص من الخوف والحيرة والقلق إلى الأبد عن طريق برمجة العقل الباطن بالطريقة المناسبة . فقد تعلم مئات الآلاف من الناس في برنامج العلاج من إدمان الكحول كيفية العيش دون تناول الكحوليات , وكيف يعيشون حياة مثمرة مستخدمين نفس المبادىء والتكنيكات , والبعض منهم استخدمها دون معرفة وتخطيط ولكنهم ما زالوا ناجحين .

كيف يمكنك التخلص من العادات السيئة ؟
هل ترغب بالتوقف عن التدخين , أو تناول المشروبات الكحولية أو التخلص من المزاج السيء , أو التخلص من عقدة الدونية , أو تعلم كيفية التخلص من الوزن الزائد , أو تحقيق حلم الرشاقة الدائمة ؟ سأوضح لك في الفصل العاشر أن حل المشاكل الشخصية لا يتعلق بقوة الإرادة بل بالخيال .
ستتعلم أنه عندما يتصارع الخيال مع قوة الإرادة , فدائماً ما يفوز الخيال . لهذا السبب يفضل استخدام الخيال لحل تلك المشاكل وليس الإرادة القوية كما يتصور معظم الناس . وسأوضح لك كيف يمكنك استخدام خيالك بدلاً من إرادتك حتى تتخلص من كل تلك العادات السيئة وتحصل على النتيجة التي ترغبها .

المزيد من الطرق التي يمكنك من خلالها استخدام الفوة الكامنة لعقلك الباطن لكسب المزيد من المزايا
والآن سأذكر بأختصار المزيد من الطرق التي تمكنك من استخدام القوة الكامنة لعقلك الباطن لصالحك . ويمكنك استخدامها لتحسين علاقاتك الشخصية مع الآخرين , ولا أعني عائلتك (أي الزوج أو الزوجة والأطفال) فحسب , ولكن أيضاً مع الآخرين والأصدقاء والجيران وزملاء العمل .
وربما لا تكون لاعب جولف أو لاعب كروكيت أو لاعب تنس ماهراً أو عازف موسيقى جيداً , ولكنني على يقين من أنك ستحب تحسين مستواك في لعب الجوالف وتحسن ضرباتك في الكروكريت أو تصبح لاعب تنس أفضل أو تحسين عزفك على البيانو . لذا سأوضح لك في الفصل الأخير كيف يمكنك استخدام عقلك الباطن في تنمية قدراتك الطبيعية لتصل إلى الحد الأقصى لها . وأخيراً في نفس الفصل سأوضح لك كيف تستغل حماسك وتحفظك لتحصل من عقلك الباطن على أفضل النتائج الممكنة .

كيف يمكنك تحقيق راحة البال ؟
عندما تتمكن من تفعيل المرشد الداخلي الموجود في عقلك الباطن وتتوقف عن التخمين بشأن اتخاذ القرار الصحيح أو إتيان التصرف السليم , فإنك ستحقق راحة البال , والذي تتخيله مستحيلا سيتحقق لك . وسيحدث هذا عندما تطبق بصدق المبادىء والفنيات التي ستتعلمها من خلال هذا الكتاب .
كل شيء سينجح نجاحاً طبيعياً بالطريقة التي ترغبها دون بذل المزيد من الجهد من جانبك , وستقل الأخطاء , وعندما يحدث هذا ستكون قادراً على الاسترخاء , وستترك لعقلك الباطن تولي المهام الصعبة .
وستنقلك الحياة إلى سحر ومعان جديدة , وبدلاً من مجرد الوجود أو العيش قإنه يمكنك بدء حياة حقيقية خيالية من الحيرة والخوف والقلق , وحياة يملؤها الفرح والسعادة العارمين .
ويقدم هذا الفصل عرضاً جزئياً لما يمكن للقوة الكامنة للعقل الباطن أن تفعله لك , وتلك الفوائد الرائعة التي يمكنك الحصول عليها عندما تتعلم كيف تستخدمه بالطريقة الملائمة .
لذا وبدون المزيد من التأخير سنتجه مباشرة إلى الفصل الثاني حيث يمكنك معرفة الخطوة الأولى وهي : كيف تتواصل مع العقل الباطن .

 

كيف تتواصل مع العقل الباطن ؟


الفصل الثاني


يمكنك التواصل مع عقلك الباطن عن طريق تغذيته بالمعلومات تماماً كما تفعل مع الكومبيوتر , وعلى سبيل المثال , إذا كان هناك أمر يضايقك ولم تستطع التوصل إلى قرار سليم بشأنه , فسينبغي عليك إحالته إلى العقل الباطن ليحله لك .
وبالطبع , ينبغي أن تمنح عقلك الباطن فسحة من الوقت ليتمكن من هضم المشكلة ويألف المعلومات المتعلقة بالمشكلة التي أعطيتها له , ثم تنتظر ببساطة حتى يخرج إليك بالحل الصحيح للمشكلة بشرط أن تكون صبوراً .
وينبغي أن أوضح لك أنه لا يمكنك إجباره على تقديم الإجابة , لأنك كلما حاولت الضغط على عقلك الباطن كان عندياً . بل لا بد أن تسترخي وتسمح له بالعمل دون أي ضغوط أو تدخل خارجي من عقلك الواعي . على سبيل المثال : أثق تمام الثقة أنك تعرضت لهذا من قبل , حيث حاولت بشدة تذكر اسم شخص ما ولكن كلما زادت محاولاتك , أصبح تذكر الاسم أكثر صعوبة .
وأخيراً , بينما تشعر بالنفور لنسيانك الاسم , عليك التوقف عن المجاهدة ونسيان الأمر تماماً , فقط اجلس واسترخ وفكر في شيء آخر بعيد كل البعد عن هذا الأمر . ثم بعد ذلك فجأة ستجد الاسم يقفز إلى عقلك الواعي , تلك هي الطريقة التي يعمل بها عقلك الباطن من أجلك . فهو لا يمكن إجباره كما أنه لا يعمل طبقاً للجدول الزمني الذي يعمل به عقلك الواعي , بل يعمل طبقاً للجدول الزمني الخاص به .
ولكن النقطة المهمة هي ضرورة منحه الوقت المناسب حتى يعمل بكفاءة دائماً .
وأفضل طريقة لتوضيح العلاقة بين العقل الواعي والعقل الباطن هي المثال البسيط التالي :
افترض على سبيل المثال أن ابنك حطم لعبته وأحضرها لك وهو واثق من أنك ستصلحها له , وأخبرك أنه حاول إصلاحها لنفسه والم يتمكن ويريدك مساعدتك .
فأخذت اللعبة المحطمة وبدأت تحاول إصلاحها , والآن من الواضح أنك تستطيع إصلاحها أسرع وأسهل لو تركت بمفردك دون أي تدخل خارجي , ولكن بدلاً من أن يقف ابنك يراقب ما تفعل بهدوء أو يتركك ويذهب ليلعب بلعبة أخرى , وقف بجانبك لكي يسدي إليك بنصائح جوفاء حول كيفية إصلاح اللعبة . وربما يتطور الأمر ويتدخل لمساعدتك , ولكن كل ما يفعله هو إعاقة عملك . وربما ينتهي به الأمر إلى جذب اللعبة من يدك ويقول لك إنك أيضاً أخفقت في إصلاح اللعبة وأنه لا يمكن إصلاحها أبداً.
هذا بالضبط ما يحدث عندما تحيل المشكلة إلى عقلك الباطن دون أن تكون لديك ثقة كاملة في قدرته على حلها . وما أعنيه هو أنك لا بد أن تتعلم كيف تثق في قدرات عقلك الباطن الإبداعية وأنه قادر على أداء مهامه , وإياك وإتخامه بالحيرة والقلق حو قدرته على النجاح من عدمه .
لا يمكنك إجبار عقلك الباطن على أداء وظيفته بالسماح لعقلك الواعي ببمارسة المزيد من الضغوط عليه , لأن هذا يتسبب في إتخامه وتعطيل آليته الإبداعية التلقائية , بل ينبغي عليك الاسترخاء وأن تدع عقلك الباطن يعمل بكفاءة بدلاً من محاولة إجباره على العمل باستخدام قوة الإرادة .

الفوائد الرائعة التي يمكنك الحصول عليها عندما تعرف كيف تتواصل مع عقلك الباطن
1 . يقوم عقلك الباطن بحل المشكلات التي لا يستطيع عقلك الواعي حلها .
2 . سيلهمك عقلك الباطن أفكاراً جديدة وطرقاً مبتكرة لم تحلم بها من قبل .
3 . ستتعلم كيف تستخدم الحدس بنجاح كمرشد لك في المواقف الصعبة .
4 . ستشعر بالمزيد من الاسترخاء والثقة في عملك وعلاقاتك الاجتماعية وحياتك بشكل عام .
5 . ستكون قادراً على تحقيق أحلامك في الحب واكتساب احترام الآخرين والشهرة والثروة والسلطة والتمتع بصحة قوية عندما تتعلم كيف تتواصل مع عقلك الباطن ثم تتبع الإرشادات التي يقدمها لك .

الأساليب التي يمكنك استخدامها للحصول على تلك الفوائد

كيف يمكنك استخدام عقلك الواعي لحل مشاكلك ؟
ليس بالضرورة تحويل كل مشكلة تواجهك إلى العقل الباطن لحلها , لأنه يمكن لعقلك الواعي حل العديد من المشاكل ببساطة باستخدام المعلومات والخبرات السابقة المسجلة والمخزنة في بنك الذاكرة الخاص بعقلك الباطن . لذا اسمحوا لي في البداية بتقديم ست خطوات مختصرة ومحددة لأساليب حل المشاكل والتي يمكنك استخدامها للحصول على إجابة من عقلك الواعي :
1 تعرف على مشكلتك بالتحديد .حدد بدقة المشكلة التي تعاني منها بالتحديد وكيف تتسلل لك في المتاعب .
2 حدد سبب المشكلة .ستحتاج أن تعرف لماذا وكيف ظهرت تلك المشكلة , وبالتالي تتمكن من معرفة السبب الصحيح , لذا عليك التنقيب في أعماق جميع الحقائق التي تكشف لك المشكلة . وكلما عرفت السبب تحسن موقفك في حلها .
3 حدد جميع الحلول المشكلة .بعد أن تعثر على السبب الرئيسي للمشكلة فكر في جميع حلولها الممكنة . ولا تستبعد أياً منها عندما تجري دراستك الأولى . حتى إن ثبت بعد ذلك عدم صلاحيتها , لأن الحل المؤقت قد يحمل بداخله أفكاراً قيمة للمستقبل . وكلما درست المزيد من الحلول كان حلك النهائي أفضل .
4 قيم الحلول الممكنة .عندما تحدد جميع الحلول الممكنة قم بمقارنتها بعضها البعض . وعندما تجري عملية التقييم للمقترحات لا تسمح لما تحب أو لكبريائك بالتأثير عليك . فعلى سبيل المثال لا ترفض أفكار براون لأن رائحة فمه كريهة , أو ترفض مقترحات سميث لأن ملابسه قذرة , وتذكر أنك إذا أسرعت في استنتاجك فإنك قد تتسبب في مشكلة أخطر من تلك التي تحاول حلها .
5 دع عقلك الواعي يتخير أفضل الحلول .إحدى النقاط المهمة التي يتعين ذكرها هنا والتي غالباً ما يغفلها معظم الأشخاص ذوي الخبرة في مجال حل المشاكل أو اتخاذ القرار هي أن حل المشكلة قد يكون مزيجاً من حلين أو أكثر من الحلول التي فكرت فيها , على سبيل المثال : ربما تأخذ جزءاً من الحل الذي اقترحه بلاك وجزءاً من الحل الذي اقترحه وايت , وتخرج بحل جراي باعتباره الحل الأمثل لمشكلتك .
6 ضع الحل في حيز التنفيذ واتخذ جميع الإجراءات المطلوبة لتنفيذه .هذه هي الخطوة الأخيرة في عملية حل المشاكل وهي الدور الذي يلعبه العقل الواعي . وغالباً ما تكون هذه أكبر العقبات نتيجة الخوف . ولكن ليس الآن وقت التراجع عن اتخاذ القرار , لأن الجزء الصعب قد انتهى , فإذا كنت متأكداً من صحة قرارك تحل إذن بالثقة وضعه في حيز التنفيذ , وخذ جميع الإجراءات المطلوبة لحل مشكلتك .
وفي بعض الحالات يكون كل ما تحتاجه لحل مشكلتك هو الخطوة السادسة في أساليب حل المشاكل التي ذكرتها تواً , بمعنى آخر ستكون قادراً على حل مشكلتك باستخدام عقلك الواعي المفكر حتى إن كنت ستستخدم الخبرات والمعلومات المسجلة مسبقاً والمخزنة في العقل الباطن

كيف يمكنك استخدام عقلك الباطن لحل مشاكلك ؟
والآن ها أنت قد عرفت الخمس خطوات الأولى من أساليب حل المشاكل , فأنت قد حددت المشكلة . . . وحددت سببها . . . ودرست جميع الحلول الممكنة . . . وقيمت كل الحلول الممكنة . . . وربما تكون قد تخيرت أفضل الحلول باستخدام عقلك الواعي المفكر .
ومع ذلك ولسبب أو لآخر مازلت متردداً في اتخاذ الخطوة ألا وهي وضع الحل في حيذ التنفيذ . وربما يكون السبب هو أنك غير قادر على الاختيار بين حلين ممكنين , وربما ترغب في تأكيد قرارك غير الواضح , أو ربما لا يكون لديك أية فكرة عما يتعين عليك عمله لحل مشكلتك .
وفي حال حدوث أي من تلك المواقف فأنت لست في موضع يسمح لك بوضع حلك في حيز التنفيذ أو اتخاذ الإجراء اللازم الذي أوضحته لك في الخطوة (6أ) من أساليب حل المشاكل , وفي هذه الحالة أنت في حاجة إلى خطوة (6) مختلفة تماماً وإليك ما يلي :
6 . ب حول الأمر برمته إلى عقلك الباطن ليحل لك المشكلة ,ثم استرخ وانسها تماماً . وستجد حلا لمشكلتك يقفز إلى ذهنك على هيئة حدس أو إلهام .
هل ستنجح هذه الطريقة ؟ ستنجح بكل تأكيد . وقد أخبرني رئيس قسم البحوث بإحدى شركات تصنيع المعدات الكهربائية المشهورة بأن معظم الاكتشافات التي حققتها معاملهم كانت تأتي على هيئة حدس أو ومضات في أثناء فترات الاسترخاء بعد جلسات من التفكير المكثف وعصف الذهن وجمع الحقائق .
توماس أ . أديسون المخترع العبقري عندما كانت تحيره بعض المشاكل كان ينقلها من عقله الواعي إلى العقل الباطن ,ثم يرقد ويأخذ اغفاءة قصيرة , وغالباً ما كان يستيقذ ومعه حل المشكلة .
ومن المهم أن تكون لديك الثقة الكاملة في أن القوة الكامنة لعقلك الباطن بإمكانها تأدية أي عمل من أجلك , وينبغي عليك ألا تخبر عقلك الباطن بما تريده فحسب , بل ينبغي أن تخبره بما تتوقعه منه بالتحديد , ومع ذلك إياك أن تخبره كيف يحل لك المشكلة بل يتوجب عليك أت تترك لعقلك الباطن هذه المهمة . فقط استرخ ولا تتدخل وسيقوم هو بالمطلوب .
7 . عندما تتلقى إجابة من عقلك الباطن , فتصرف بناءً على التعليمات التي تلقيتها منه .فعندما تتلقى إجابة لمشكلتك من عقلك الباطن , وهو بكل تأكيد ما سيحدث عندما تسترخي وتتركه يعمل , ضع هذا الحل في حيز التنفيذ فوراً , ولا تترد بل امض قدماً وحل مشكلتك لأنك تعلم أن هذا هو الحل السليم .
كيف ستحصل على الإجابة ؟ يتلقى معظم الناس التعليمات أو الإرشادات في صورة شعور بما يتوجب عليهم القيام به , وتذكر أن عقلك الواعي يفكر , فهو يستخدم المنطق والتفكير الاستنتاجي . ولكن عقلك الباطن يشعر بأنه حصل على الإجابات .
وعلى هذا ستتلقى تعليماتك على هيئة حدس أو ومضات إلهامية , وقد أخبرني أناس عديدون بأنهم عندما يتلقون الإرشاد من عقولهم الباطنة يعلمون أنهم قد تلقوا الإرشاد الصحيح , لأنهم يشعرون بالطمأنينة تغمرهم من مصدر خارجي .
وسواء شعرت بتلك الطمأنينة العارمة أم لم تشعر بها فإنك ستشعر بأنك ملتزم بفعل تلك الأشياء بطريقة محددة حتى إن بدت تلك التصرفات في بعض الأحيان عريبة , لأن تعليماتك قد تجانب المنطق والعقل , ولكن ينبغي عليك اتباع حدسك حرفياً ما لم يبد مضراً لك أو للغير , فتلك هي طريقة عقلك الباطن في تقديم الحلول لمشكلتك .
على سبيل المثال , عندما قام المسيح عيسى بن مريم ( عليه السلام ) بوضع الطين على عيني الرجل الأعمى أخبره بأنه إذا أراد الشفاء فعليه أن يزيل الطين عن عينيه ويغسلها بالماء من بحيرة سالوم , والآن ألا يبدو هذا الأمر غريباً ؟ أنا واثق أنه يبدو غريباً بالنسبة لرجل أعمى , ولكن على الرغم من ذلك فقد نفذ الرجل الأمر وغسل عينيه في الموضع الذي حدده المسيح ( عليه السلام ) وعندما عاد كان مبصراً لذا لو لم يفعل ما أمر به لبقى أعمى كما هو , وإذا كنت ترغب بالحصول على نتائج من عقلك الباطن فإنه ينبغي أن تكون كالرجل الأعمى وتطيعه .
ولا يمكنني تحديد كم من الوقت سيستغرق عقلك الباطن , ولكن عاجلاًً أم آجلاً ستقفز الإجابة التي تنتظرها إلى تفكيرك , بنفس السرعه التي تصاد بها السمك . لذا يجب أن تكون مستعداً لها بغض النظر عما تفعله , تحلق ذقنك أو تقود سيارتك أو تأكل أو تعمل أو تقرأ أو تشاهد التليفزيون .
لابد أن تكون مستعداً لكتابة الإجابة في اللحظة التي تصلك فيها الرسالة لأنها لن تصل بنفس وضوحها في المرة الأولى , وفي الحقيقة في معظم الأحيان لن تصل الرسالة مرة أخرى , لأن عقلك الباطن يمكن أن يكون عنيداً للغاية . لأنه يرى أن مرة واحدة تكفي فإما أن تنتهزها أو تتركها .
لذا عندما تواتيك الفكرة اكتبها حتى تكون واضحة ومفهومة بعد مرور شهر أو سنة بنفس درجة وضوحها أول مرة . وبالنسبة لي لم أكن أفعل هذا دائماً , ولكن اليوم لدي بعض البطاقات مكتوب عليها كلمة أو اثنتان وأضعها في ملفات خاصة . وعندما كتبت تلك البطاقات كنت واثقاً تمام الثقة من أنني لن أنسى الرموز التي كتبتها عندما تلقيت الرسالة , ولكنني مازلت أحتفظ ببعضها لعدة سنوات , وما زلت لا أفهم معناها حتى الآن !
مثال لكيفية حصولك على إجابة
استغرق أحد الكتاب المشهورين الذي يكتب في غير مجال الخيال وقتاً طويلاً حتى تمكن بنجاح من تطوير أسلوبه الحالي في الكتابة .
وقد قال لي : "كنت أعاني من مشكلة في استخدام الأمثلة التوضيحية عندما أشار على الناشر بأنني في حاجة إلى المزيد من الأمثلة والقصص التاريخية لتوثيق كتاباتي وإثبات وجهات نظري . وقال لي رئيس التحرير إن هذا الأمر قد يكون سهلاً على بعض الكتاب , وصعباً على آخرين . وأعتقد أنني كنت بطيء التعلم لأنني لم أتمكن من التعامل مع تلك المشكلة .
"فكرت في هذه المشكلة لفترة طويلة , وأخيراً استسلمت وحولت الأمر كله إلى عقلي الباطن حتى أحصل على إجابة كما اقترحت أنت علي . وقد استغرق الأمر عدة أيام , ولكنني أتذكر أين كنت عندما واتني الحل وكيف حصلت عليه .
كنت أقود سيارتي باتجاه الغرب في بلدة صن شاين على مقربة من هوليداي بلونج لانز عندما جاءتني الفكرة واضحة وكأن صوتاً مرتفعاً انطلق متحدثاً إلي , "عليك أن تفعل ما يلي" واتتني الفكرة وكأنني أقرأ صفحة من الكتاب , رأيت نموذجاً لكيفية استخدام الأمثلة والقصص التاريخية , كانت الفكرة واضحة ونقية نقاء الكريستال , ومنذ ذلك الحين استخدمت نفس الأسلوب بنجاح خلال خمسة عشر كتاباً قمت بتأليفها" .
والآن وقبل الانتقال إلى الموضوع التالي سأقوم بتلخيص ما سبق :
1 . تعرف على مشكلتك على وجه التحديد .
2 . حدد بدقة سبب المشكلة .
3 . تعرف على جميع الحلول الممكنة .
4 . قيم تلك الحلول الممكنة .
5 . تخير أفضل الحلول مستخدماً عقلك الواعي المفكر ( فإذا أسهمت تلك الخطوات الخمس في حل المشكلة فانتقل إلى الخطوة (6أ) ثم الخطوة (6ب) ثم الخطوة (7)
6أ . ضع الحل في حيز التنفيذ واتخذ كل الإجراءات الضرورية لذلك .
6ب . حول جميع المعلومات إلى عقلك الباطن حتى يتمكن من حل المشكلة .
7 . عندما تتلقى الإجابة من عقلك الباطن تصرف على الفور طبقاً للتعليمات التي تلقيتها منه .
وفي الغالب تتمكن النساء من التعامل مع ذلك الإجراء الخاص بالتواصل مع العقل الباطن والذي أوضحته تواً بسرعة أكبر من الرجال . فالمرأة تتمتع بحدس أو حاسة سادسة ترشدها , ليس هذا فحسب , فالمرأة يمكنها أن تشم رائحة المشكلة قبل حدوثها . تلك الحاسة السادسة هي الإرشاد الذي تتلقاه المرأة من عقلها الباطن حتى إن كانت لا تعرف من أين يأتي .

كيف يمكن لعقلك الباطن أن يقودك إلى طريقة أفضل لتفعل ما تريد ؟
يمكن لعقلك الباطن مساعدتك تماماً كما فعل مع الكاتب الذي تحدثنا عنه آنفاً . ومع ذلك علي إخبارك بأن الأفكار الخلاقة أو الإلهام لم يواتياك ما لم تستخدم عقلك الواعي لتفكر بجدية في المشكلة .
فإذا رغبت في هبوط الإهام عليك أو الحدس , فإنه يتعين عليك أولا أن تبدي اهتماماً صادقاً بحل المشكلة أو ايجاد طريقة أفضل لأداء الأشياء .
ويجب عليك التفكير في المشكلة وجمع معلومات عنها والتفكير في جميع مجريات الأحداث بالطريقة التي أوضحتها لك . وفوق كل هذا لابد أن تكون لديك رغبة عارمة , بل لابد أن يمثل حل المشكلة تفكيراً مسيطراً عليك , فالرغبة هي أول قوانين المكسب , وبدون الرغبة العارمة فلن تحقق أي شيء يستحق ولن تحل مشكلتك .
وبعد أن حددت المشكلة وفصلتها , اجمع كل المعلومات والحقائق المتعلقة بها وتخيل الغاية التي ترغب في الوصول إليها , ثم حول كل هذا إلى عقلك الباطن لتحصل على الحل , والتأخير هو كل ما تجني من وراء المزيد من صراع وقلق عقلك الباطن , والآن سأقدم لك مثالاً حياً لمدى نجاح هذه الطريقة .
كنت أقف مع مجموعة من السائحين نحملق بإعجاب إلى جراند كولي _ وهو أحد أكبر سدود العالم _ حيث يبلغ طوله قرابة الميل وارتفاعه يعادل ضعف ملعبي كرة قدم . وكنت أتساءل كيف أمكن لبشر تشييد هذا المبنى الرائع , ثم سمعت المرشد يقول : "لولا خيال المهندس المعماري الشاب والذي لم يقبل بالهزيمة لما بني سد جراند كولي" .
لقد تحدى المهندوسن الذين عملوا على هذا المشروع مشكلة ليس لها حل . فقد وصلوا إلى النقطة التي لا تستطيع معها طرق الإنشاء العادية الناجحة , بسبب عمق الرواسب المتحولة من الرمال والطمى .
وقد اندفعت آلاف الأطنان من تلك الرواسب في المناطق التي قاموا بحفرها حديثاً وهدمت السقالات والدعامات . وقد جربوا كل أنواع التقنيات الهندسية , ولكن بلا جدوى , وبدت المشكلة بلا حل وبدا الموقف بلا أمل . وفي الحقيقة كان أعظم العقول في مجال الهندسة الإنشائية على وشك الاستسلام والإقلاع عن فكرة السد .
ثم واتت أحد المهندسين فكرة وقال : "عندما استيقذت صباح اليوم واتتني فكرة غريبة . أعلم أنها تبدو لأول وهلة فكرة مجنونة , ولكن أعتقد أنها ستنجح . لنقم بدفع الأنابيب خلال الرمال والطمى ثم نمرر خلالها مواد تبريد والتي ستحولها إلى كتلة صلبة من الصخور . وعندما يحدث هذا فلن نقلق بشأن انهيارها فوق رؤوسنا" .
وقاموا بتجربة الفكرة لأنها الملاذ الوحيد لهم . وفي وقت قصير تجمدت الرمال المبللة والطمى المتحول والذي بدا كمشكلة لا حل لها وتحول إلى كتلة ضخمة من الصخر الصلب .
وها هو الجراند كولي يقف شامخاً والملايين من الناس يستفيدون منه , لأن ذلك المهندس الشاب راودته فكرة , ولأنه رفض قبول الهزيمة , وتصرف مع الموقف من منطلق استحالة الفشل وأن النجاح هو غايته .
وبعد أن استمعت إلى القصة التي رواها المرشد عرفت أن ذلك المهندس الشاب حصل على مساعدة لحل تلك المشكلة من عقله الباطن , على الرغم من أنه قد لا يعرف من أين جاءته تلك الفكرة .

كيف تستخدم فن التأمل لتحصل على الإجابة التي تريدها ؟
وعندما كنت طفلاً كان طبيب عائلتنا يعود دائما إلى مكتبه بعد تناول طعام الغداء ليفكر في مشاكل الحالات التي يعالجها . "عندما تواجهني مشكلة صعبة فإنني أتلقى إرشادي من مكان ما بداخلي" كانت تلك كلامته لي عندنا ذهبت إليه لاحقاً يعد أن كبرت وكنت أريد نصحه قبل أن ألتحق بجامعة أيوا .
كما قال لي أيضاً : "إن جرعة الصمت والتأمل اليومية التي أصفها لنفسي هي التي تمنحني القوة التي أحتاجها لمساعدة مرضاي وما كنت لأحيا بدونها .
أيها الشاب لا يهم طبيعة العمل الذي اخترته لنفسك لأن المشاكل ستعرف طريقها إليك في حينها , وستتمكن من التعايش معها إذا تعلمت كيفية الاسترخاء في مكان هادىء وتأملت وانتظرت حتى تحصل على الإجابات الصحيحة" .
وأنت أيضاً يمكنك استخدام التأمل لتحل العديد من المشاكل , فقط تخير مكاناً هادئاً حيث لا يشغلك شيء وقم بتصفية عقلك الواعي من كل أنواع القلق والمشتتات واستمع إلى ذلك الصوت الضئيل الذي يأتي من داخلك ليقدم لك الإجابات التي تريدها .
امنح نفسك جلسة تأمل مدتها نصف ساعة , واحرص على ألا تقل المدة عن نصف الساعة لأنها ربما تكون عديمة الفائدة , لأن عقلك الواعي المفكر يستغرق وقتاً حتى يصبح صافياً تماماً , وبالتالي يكون مستعداً لتلقي الإرشاد من عقلك الباطن .
ما الذي يقدمه لك التأمل ؟ إنه يصفي عقلك الواعي , وبالتالي يكون قادراً على تلقي الإرشاد من عقلك الباطن .
وعندما تتأكد من أنك تلقيت الإجابة فاتخذ كل ما يتطلبه الأمر لتحقق ما تريد . ولا يهم إن كانت الإجابة سخيفة أو هزيلة إلا إذا كنت ترى أنها مضرة لك أو لغيرك , عليك أن تتبع التوجهات المعطاة لك حرفياً .
وتذكر الرجل الأعمى الذي غسل عينيه من بحيرة سالوم والمهندس المعماري الشاب الذي لولا فكرته الملهمة لما بني سد جراند كولي . فلو لم يتبعا التوجيهات حرفياً لفشلا في الحصول على النتائج المرجوة .

كيف يمكن للنوم أن يقدم حل مشكلة ؟
في بعض الأحيان تكون فكرة التأمل غير كافية , ويكون النوم هو الطريق الوحيد للحصول على الإجابة التي تريدها .
أحد رجال الأعمال وهو صديق مقرب لي سأطلق عليه جون , كان منذ عدة سنوات غارقاً في الديون وكان على حافة الإفلاس التام , وبعد أن ناقش معي كيفية استخدام العقل الباطن لحل المشكلة قرر أن يجرب طريقتي , فليس لديه ما يخسره أو يكسبه , فبدأ يطلب مساعدة عقله الباطن مستخدماً أسلوباً نجح مع العديد من الناس .
وقال لي جون : "بدأت أضع ورقة فارغة وقلم رصاص بجوار الفراش , وغالباً ما كنت أستيقذ في الصباح لأجد نفسي لا أتذكر بعض الأشياء التي دونتها في الورقة . لقد كان هناك سيل من الأفكار الجيدة يتدفق مع عقلي الباطن بينما أنا نائم" .
وبينما بدأ جون في تدوين الأفكار التي ستنجح معه فوجد أن توجهاته المتعلقة بالعمل قد تغيرت تماماً من توجهات سلبية إلى توجهات إيجابية . وكان من الواضح أن حماسه قد أنتقل إلى العملاء , حيث بدأ عمله في الازدهار وأصبح خلاص فترة قصيرة قادراً على مواجهة الدائنين بدلاً من الاختباء منهم .
ويقول جون : "لم أعد أشعر بالقلق بشأن الفواتير وتركت الأمر برمته إلى عقلي الباطن ليتعامل معه , ولم تمض فترة طويلة حتى شعرت بأن كل تلك المشاكل التي بدت مستحيلة الحل ليست كبيرة إلى هذه الدرجة" .
واليوم أصبح جون أحد كبار رجال الأعمال ولم يمنعه هذا النجاح من الاحتفاظ بالورقة والقلم إلى جوار فراشه ليكتب الأفكار التي تتدفق إلى رأسه وهو نائم .
يقول أحد مشاهير كتاب القصص الأمريكيين : "أحد أهم الاكتشافات التي توصلت إليها منذ زمن طويل هي تلك القوة التي تكمن بداخلي وتتابع عملها بينما أنا نائم أو مسترخٍ أو منخرط في أي عمل آخر غير الكتابة .
فعندما تواجهني مشكلة في أثناء كتابة قصة ما أحولها إلى تلك القوة لتحلها بينما أتوجه إلى الفراش . وغالباً ما أستيقذ في الصباح لأجد حلاً لتلك المشكلة _ وسيلة أو حبكة أو شخصية أو ما إلى ذلك _ والتي كانت تؤرقني قبل أن أتوجه إلى الفراش .
وأتقبل الإجابة التي تلقيتها دون أي مناقشة لأنني أجد أن الحكم الذي تصدره تلك القوة مهما كان لا يفشل أبداً . ومن الواضح أنه يمثل تلك الخبرات الفطرية الموروثة والخبرات المتراكمة التي اكتسبتها على مدار حياتي التي لم أنسها , ودائماً ما أثق في كل الاستنتاجات التي تخلص إليها تلك القوى لأنها تنتج عن عملية تفكير طويلة" .
تلك القوة التي يستخدمها القاص ولكنه يجهل اسمها هي قوة العقل الباطن والتي من الواضح أنه لا يعرفها . فكل ما يعرفه هو أن هناك شيئاً ما بداخله يساعده على حل مشاكله وإيجاد الإجابات التي يريدها .
وكثيراً ما حقق أسلوب النوم لحل المشكلة نجاحاً مع العديد من الناس . وربما يكون هو أفضل إجراء بالنسبة لك أنت أيضاً , فهذا الأمر يرجع إلى خبرتك فعليك أن تكتشف هذا بنفسك .

كيف تضبط عقلك الباطن على التردد الصحيح لتلقى الإجابة ؟
قرر العلماء أن نماذج موجات المخ تتنوع تنوعاً كبيراً من ناحية نوع النشاط الذي ينخرط في الشخص . ويطلق المخ طاقة كهربائية يمكن قياسها باستخدام مخطط الدماغ الكهربائي (eeg) ويتم قياس إيقاعات طاقة المخ على هيئة دوائر لكل ثانية , وعموما يطلق على حوالي 12 دائرة في الثانية وما فوقها مصطلح موجات بيتا , ومن 7 إلى 12 ألفا أو دلتا , والدلتا هي أكثر الأصوات خفوتاً , وتكون نماذج موجات المخ بطيئة للغاية وغالباً ما تكون من واحد إلى ثلاث دوائر في الثانية . والدلتا هي الحلة التي يكون عليها المخ أثناء التخدير .
وتكون أنت في حالة بيتا معظم اوقات نومك , وعلى الرغم من انك تدخل وتخرج من حالة ألفا , أما ألفا فهي الحالة التي يستخدمها عقلك الباطن ليرسل إليك رسائله أثناء النوم أو أثناء اليقظة عندما تكون منهمكاً في عمل ما .
وكما عرفت مما سبق , فعليك أن تدخل في حالة ألفا لتحصل على أفضل نتائج التأمل . وأفضل طريقة للوصول إلى تلك الحالة هو الاسترخاء على كرسي مريح في حجرة هادئة وأنت مغمض العينين . ولكي تتخلص من كل المشتتات الخارجية عد بالعكس من مائة لواحد وببطء شديد , وهو نفس المبدأ الذي تستخدمه عندما تعد الغنم عندما يجافيك النوم , عدا أنك لا تريد الدخول في حالتي الدلتا والبيتا , بل تريد الوصول إلى حالة الألفا وتبقى هناك في أثناء فترة تأملك .
وبينما تمارس هذا فستتعرف بنفسك على حالة الألفا وأنك قادر على التفريق بينها وبين حالة البيتا . أحد الأشياء التي ستلحظها هي أنك تشعر بالسلام التام لأنك غير قادر على استدعاء مشاعر الغضب أو الاستياء من حالة البيتا وأنت في حالة الألفا . فإذا تدخلت تلك المشاعر الخاصة بعقلك الواعي فستخرج فوراً من حالة الألفا لتدخل في حالة البيتا , غير أن هذا الأمر سيظل ملحاً ويطاردك ما لم تقلع عن هذا .
وأفضل طريقة للتخلص من مشاعر الغضب والاستياء هي أن تفعل كما فعل الدكتور إيميت فوكس , أن تفكر في الله سبحانه وتعالى فقط , وفي صفاته من الحكمة والمعرفة والحق والعدل والرحمة . وستساعدك هذه الطريقة على التخلص من مشاعر الغضب والاستياء أثناء تأملك .
وتعتبر الألفا هي أفضل الحالات التي تمكنك من ممارسة فن التخيل . فالتصور الداخلي أو الرؤية هي كل ما تحتاجه . وكلما تعلمت فن الرؤية , زادت قوتك على تلقي الإجابات من عقلك الباطن .
وعن طريق حالة الألفا أيضاً يمكنك أن تتذكر الأشياء التي يبدو أن عقلك الواعي قد نسيها . وعلى الرغم من أنني أمتلك خزانة في مرفأ السيارة احتفظ فيها بكل أدواتي , فلابد أن أعترف بأنني نسيت أن أعيد وضع المطرقة ومفك البراغي والكماشة بعد استخدامها .
والآن أنت تعلم أنني لا أفقد الأشياء , ولكن لا أضعها في مكانها الصحيح , بل تظل دائما في المكان الذي تركتها فيه . فقد عثرت علة عدد لا حصر له من الأدوات التي لم أعدها إلى مكانها الصحيح في نفس المكان الذي أخبرني عقلي الباطن بأني تركتها فيه .
وعندما لا أجد أداة بعينها في مكانها فإنني أجلس وأغمض عيني وأذهب فوراً إلى حالة الألفا (وهو أمر سهل بالنسبة لي نتيجة للخبرة والكثير من التدريب) وخلال دقائق قليلة تقفز الفكرة إلى رأسي وتقودني إلى المكان الصحيح .
على سبيل المثال , منذ عدة أيام لك أستطع العثور على منشار يد صغير ولكن بعد عدة دقائق من الدخول في حالة الألفا رأيت المكان بوضوح بعيني عقلي . فقد كان فوق سقف السيارة حيث كنت أصلح أنبوب بلاستيك يسرب الماء من وحدة التسخين الشمسي الخاصة يحمام السباحة منذ عدة أيام مضت .
وقد أخربني العديد من الناس الذين دربتهم على استخدام هذه الطريقة بأنهم عثروا على الأشياء التي فقدوها منذ مدة مثل الأدوات وتذاكر الطائرة والمفاتيح والأوراق الخاصة بالعمل والمخططات والأكواب والمحافظ والمجوهرات وغيرها .

كيف تجعل عقلك الباطن صديقاً شخصياً حميماً ؟
يمكنك أن تجعل عقلك الباطن من أكثر الأصدقاء نفعاً وحميمة . وكل ما تحتاج إليه هو أن تتحدث إليه كما تتحدث مع أي شخص آخر , وبالطبع فمن الحكمة أن تقوم بهذا وأنت بمفردك . وإلا اعتبرك الناس مجنوناً على أقل تقدير .
وأنا شخصياً لا أجد أي غضاضة في التحدث مع عقلي الباطن . ويمكنني الاعتراف بأنني جنيت بعض الفوائد من وراء تلك المحادثات . فقد ولدت ونشأت في مزرعة بأيوا تبعد حوالي خمسة أميال عن أقرب بلدة . وكنت طفلاً وحيداً , ولم يكن هناك بجوارنا أطفال في مثل عمري يمكنني العب معهم . . لذا تعلمت كيف أتجاذب أطراف الحديث مع نفسي في مرحة مبكرة من حياتي , ولم أعتربه أمراً غريبأ أو غير طبيعي , وبالإضافة إلى ذلك فإن الحديث إلى النفس طريقة للتفكير بصوت مرتفع , ولا عيب في هذا .
لذا فإنني تحدثت إلى عقلي الباطن تماماً كما أتحدث إلى شخص أعطيه أوامر . ولم تراودني أي مخاوف أو شكوك في أنه سيفعل خلاف ما آمره به .
على سبيل المثال , إذا شعرت بشيء مع عسر الهضم , فسأعطي تعليمات إلى عقلي الباطن بأن يخبر معدتي بأن تهدأ وتتصرف بطبيعة . وأفعل الأمر ذاته عندما أعاني من أي مشاكل عضوية مزمنة , ونادراً ما يحدث هذا لأنني أمرت عقلي الباطن بالحفاظ على صحتي جيدة وهو يؤدي هذه المهمه بنجاح منذ سنوات كثيرة مضت .
ومنذ زمن بعيد توقفت عن استخدام المنبه فإذا كان علي الاستيقاظ مبكراً لسبب أو لآخر فإنني أخبر عقلي الباطن بإيقاذي في الساعة الخامسة أو السادسة ودائماً ما يطيع أوامري . ولم يفشل معي ولا مرة واحدة .
والآن لننتقل إلى الفصل التالي فسوف أوضح لك كيف يستخدم عقلك الباطن قوة التخيل والتصور العقلي لتحقيق النجاح .

كيف يستخدم عقلك الباطن قوة الخيال ليحقق لك النجاح ؟


الفصل الثالث

في عصرنا الحالي حل الترانزستور في أجهزة الراديو والتليفزيون والمسجل محل تلك الصمامات المفرغة القديمة , لماذا ؟ حسناً لأن الترانزستور لا يولد حرارة لذا لا يحترق , ولا يسبب مشاكل وسيبقى للأبد , ولكن هذا لم يوضح سبب وجوده , فلماذا توصل الإنسان إليه ؟
لأن شخصا ما استخدم خياله وخرج بفكرة أفضل .
جميع الاختراعات بدءاً من العجلة , ووصولاً إلى نظام التحكم التفاعلي المتطور لمكوك الفضاء , كانت في بدايتها أفكاراً تقبع في أعماق العقل الباطن .
فكرة صغيرة ألقيت في تربة المخ الخصبة , غرسها العقل الواعي وترك لها فسحة من الوقت كي تنمو . ثم قام العقل الباطن بريها وتسميدها , وفجأة تفتحت كزهرة يانعة , والجميع يستفيد منها , كل هذا لأن شخصاً ما خرج بفكرة أفضل عما يمكن القيام به , إذن الخيال هو المفتاح الذهبي الذي سيفتح كل أبواب الحياة الرغدة للجنس البشري .

الفوائد الكثيرة التي ستجنيها عندما تستخدم خيالك
1 . ستكتشف طرقاً جديدة وأفضل لأداء المطلوب منك .
2 . يمكنك توفير وقتك وجهدك وأموالك عندما تجد طرقاً جديدة للقيام بالأشياء وتنفيذها .
3 . فإذا كنت في مجال الأعمال الحرة فستزيد من هامش ربحك وتكون قادراً على كسب الأموال .
4 . إذا كنت تعمل في شركة أو مؤسسة فإنه يمكنك الحصول على الترقيات والتقدم لمنصب أفضل .
5 . يمكنك اكتشاف حلول لمشاكلك الشخصية عندما تستخدم خيالك الخلاق .

الأساليب التي يمكنك استخدامها لتجني تلك الفوائد الكثيرة

كيف تستخدم خيالك لتحصل على ما تريد ؟
في البداية ينبغي أن تعلم أن عقلك الباطن ليس بإمكانه التفريق بين التجربة الحقيقية والخيالية . بل يستجيب تلقائياً للمعلومات التي برمجها عقلك الواعي . كما أنه لا يستجيب للحقائق فحسب بل لما تتخيله أيضاً .
فليس بالضرورة أن تكون لديك تجربة لتبرمج عقلك الباطن , لأن الإنسان هو المخلوق الوحيد على ظهر الأرض الذي لا يعتمد على الخبرات السابقة ليتحكم في مستقبله .
وسيقوم عقلك الباطن بتخزين كل الخيلات على أنها واقع , على سبيل المثال إذا تخيلت نفسك كرجل مبيعات لا يشق له غبار يحقق أكثر من مائة ألف دولار في السنة , وإذا صدقت هذا فأنت تستخدم تلك الخيالات في برمجة عقلك الباطن ليحولها لك إلى واقع .
ويمكن لعقلك الواعي تصور كل هذه الأشياء الرائعة , وعندما تبرمج عقلك الباطن بهذه التصورات وأنت مؤمن بتحققها , وأنت تؤمن بامتلاكها , فسيعمل عقلك الباطن ويقدم لك النصائح والطرق التي تستخدمها لتحقق تلك الخيالات .
إن على الإنسان أن يطلب ليحصل على ما يريد , ويسعى ليجد ما يريد , وإذا تمكن الإنسان من الإيمان بأن كل شيء يمكن تحقيقه فإنه سيحقق ما يريد .
وأنت أيضاً يمكنك الحصول على كل ما تتخيله إذا آمنت بإمكانية تحقيقه , سيارة جديدة أو منزل أكبر أو وظيفة أفضل أو حياة عائلية أسعد , كل هذا ممكن تحقيقه لو آمنت به . وسيعمل عقلك الباطن تلقائياً على تحقيق كل تريد حسب ما برمجته , سواء كان واقعاً أو خيالاً .
لذا فمن المهم أن أشير هنا إلى أن عقلك الباطن لن يحقق لك أي شيء ما لم تكن تؤمن به . كما أنه من المهم عندما تنقل الرسالة إلى عقلك الباطن أن تشعر كأن المهمة قد أنجزت على أكمل وجه .
لذلك إذا كان من الضروري أن تشعر وتفكر في أنك ستكون ناجحاً , فمن الضروري أيضاً أن تخطو إلى الأمام لترى نفسك ناجحاً بالفعل سواء في أداء مهمة بعينها أو الترقي إلى منصب أعلى .

كيف تستخدم التصور العقلي لبرمجة عقلك الباطن ؟
أعلم أنك شاهدت الممثلين والممثلات وهم يؤدون على شاشات التليفزيون أو السينما مشاهد حزينة للدرجة التي تقتنع معها بأن ما تراه ليس تمثيلاً بل حقيقة . ولقد سنحت لي الفرصة بالتحدث إلى بعض الممثلين وسألتهم كيف يمكنهم أداء تلك المشاهد الحزينة وكأنها حقيقة .
وتتضمن السطور التالية إجابتهم . "أفكر في بعض الحوادث الحزينة التي ألمت بي مثل وفاة والدي أو والدتي , أو فقدان أخ أو أخت , ثم أعيد تشكيل المشهد كله في عقلي . وعندما أشعر بالحزن أكون على استعداد لأداء مشاهد الحزن المؤثرة التي تنتزع الدموع من عيون المشاهدين" .
والآن أنا على ثقة من أنك تكون صوراً في عقلك قبل أن تذهب إلى الفراش . وإذا كنت مثلي فإنك ستتمكن من خلق الكثير من الصور التفصيلية في عقلك كما أنه يمكنك القيام بنفس الشيء عندما تكون مسترخياً على مقعد مريح وتراودك أحلام اليقظة .
النقطة المهمة هنا أنه يتعين عليك اختيار الصور العقلية التي تساعدك على تحقيق أهدافك في الحياة وليس مجرد صور خيالية أو أحلام يقظة , وسأضرب لك مثلا ملموساً وعملياً لكيفية استخدام الأسلوب المناسب .
كان أحد أصدقائي _ ويدعى إل جي وهو مستشار في مجال الاستثمار لشركة سمسرة كبيرة _ يحاول بيع بعض السندات المعفاة من الضرائب لأحد الأثرياء , ولكنه كان خائفاً من الفكرة , لذا لم ينجح قط مع هذا الرجل .
وقال لي إل : "أعلم أنه بإمكاني بيع تلك السندات لو تمكنت من التخلص من هذا الخوف غير المبرر منه , ولكنه يخيفني إلى حد الموت , ولا أعرف كيف أتخلص من هذا الشعور السخيف بالخوف منه" .
وكنت أعرف الرجل الذي يتحدث عنه إل , فقد كان من الناحية البدنية رجلاً قوياً للغاية وله حاجبان كثيفان وذا وجه عابس وصوته جهوري , ويمكنه إخافة من عندهم استعداد لذلك . ولكنني أعرف أنه لا يحب الجبناء الذين يخافون سلوكه الغليظ .
فقلت لإل : "إل , لماذا لا تجرب هذا المنهج معه , أنت تعلم أنه لن يؤذيك بدنياً على الرغم من مظهره الوضيع المخيف . لذا لماذا لا تتخيله شخص ودود للغاية وبالتالي ستشعر بالراحة وأنت تتعامل معه" .
وبعد عدة أسابيع ألتقيت بإل وكان الحماس يملؤه وقال لي : "جيم لقد نفذت اقتراحك وتخيلته ودوداً مسالماً وديعاً . وقد انعكست تلك الصورة في صوتي وتصرفاتي وفي المنهج الذي اتبعته معه لأبيع له تلك السندات . وقد جاء رد فعله مخالفاً تماماً لرد فعله السابق وقد استثمر معي 25 ألف دولار كبداية فقط , وطلب مني أن أعاود الاتصال به مرة كل شهر" .
فإذا كنت تعمل في مجال المال وصادفك عميل قاسٍ كما حدث مع إل , فتخيله في الصورة التي ترغبها وسيساعدك خيالك في التخلص من خوفك . ولقد شاهدت العديد من المحامين الشباب يستخدمون هذه الطريقة بنجاح عندما يواجهون شخصاً يفوقهم خبرة وذا باع طويل في المجال .
لذا جرب هذا بنفسك , وأنا أعلم أنك ستسعد بالنتائج التي ستحصل عليها , وكلما تعلمت التصور العقلي بصورة أفضل , حصلت على عقل باطن قوي يمكن الاعتماد عليه .

كيف تساعد عقلك الباطن باستخدام التصور العقلي ؟
حيث إن عقلك الباطن هو آلية تسعى وراء تحقيق الأهداف , فإن الطريقة الوحيدة ليعمل من أجلك هي أن تضع له هدفاً يسعى لتحقيقه , وينبغي أن ترى بوضوح من خلال عقلك الباطن ما الذي ترغب في تحقيقه تحديداً قبل أن يشرع في العمل , لذا عندما تحدد لعقلك الباطن ما تريده على وجه الخصوص فإن طاقته الإبداعية ستجعله يؤدي مهامه على نحو أفضل مما يمكن لعقلك الواعي أداؤه باستخدام الإرادة القوية .
لذا بدلا من أن تحاول تحقيق أهدافك مستخدماً العزيمة الحديدية وقوة الإرادة , حول كل الأمور ببساطة إلى عقلك الباطن ثم استرخ وتوقف عن القلق والخوف , فقط تصور بعقلك ما تريد تحقيقه واترك للقوة الإبداعية لعقلك الباطن الفرصة لتعمل وتحقق لك ما تريد .
ولكن هذا لا يعني أنك معفى من العمل وبذل الجهد , وهو ما سأناقشه بالتفصيل لاحقاً عندما أشرح لك كيف يمكنك الجمع بين التخيل والعمل المبدئي وكيف سيقودانك مباشرة إلى هدفك دون بذل أي جهود لا طائل منها .

كيف تستخدم أسلوب المرآة لبرمجة عقلك الباطن ؟
هل تعلم أن أفضل رجال المبيعات والمتحدثين المحترفين الذين يظهرون على شاشات التلفاز , وكذلك السياسيين يقفون أمام المرآة ويلقون خطبهم قبل أن يخرجوا على الناس ؟ على سبيل المثال لم يكن وينستون تشرشل يلقي أي خطاباً هاماً دون أن يتدرب عليه أمام المرآة أولاً .
وكذا كان يفعل أحد أفضل العاملين في مجال التأمين في الولايات المتحدة , فلم يكن يشرع في عرض أي من موضوعاته قبل أن يقف أمام مرآته ويعرضه على نفسه أولاً , وجميع رجال المبيعات يعرفون جيداً الفكرة التي تقول إنك لو نجحت في إقناع نفسك أولاً يقيمة وفوائد الشيء الذي تبيعه فسيمكنك دائماً إقناع الناس به .
عندما كنت لا أزال بالجيش وكنت في طريق عودتي عقب انتهاء الحرب العالمية الثانية ترأست وحدة للتدريب في فورت ليونارد وود في ميسوري حيث كانت القاعدة العسكرية . وكان هناك صف من المتطوعين الذين تركوا لتوهم حياتهم المدنية وأصبحوا جنوداً محترفين خلال ستة عشر أسبوعاً .
وعندما ينجح أحد الجنود فإنه يتعين عليه التوقيع في سجلات الوحدة في حجرة كبير الضباط , وقبل أن يغادر يرى صورته في مرآة كبيرة معلقة على الباب وكان معلقاً فوق هذه المرآة عبارة تقول : "إنك جندي في أفضل جيش في العالم . . . تصرف كأحد أفراده . . . كن مثلهم . . . كن واحداً منهم" .
ولقد شاهدت المئات من الشباب الذين كانوا منذ عدة أسابيع قليلة مضت لا يهتمون بمبلسهم أو مظهرهم الشخصي يقفون أمام المرآة تبدو عليهم الجدية ويتفحصون بدقة صورتهم في المرآة , ثم يستديرون وهم يشعرون بالفخر وتنعكس ابتسامتهم الفخورة في المرآة .
وبينما كنت في فورت ليونارد وود شاهدت رئيس كتيبتي وهو برتبة مقدم يستخدم أسلوب المرآة ليستعيد توازنه بعد أن أفرط في تناول الشراب في أثناء حفل عسكري أقيم في نادي الضباط .
فقد رأيت المقدم فريد إس ينهض في إحدى الحانات ويسير مترنحاً باتجاه الحمام . كنت أخشى أن يسقط على الأرض ويؤذي نفسه لذا تبعته كي أساعده إذا استلزم الأمر . وعندما فتحت باب الحمام كان يقف أمام المرآة ويستند إلى الحوض ويتحدث إلى نفسه في المرآة قائلاً : "فريد أيها الأحمق اعتدل إنك تجعل نفسك تبدو أحمق ليس فقط أمام القائد ولكن أمام مرؤوسيك , إنك شخص متوازن . . . نعم متوازن هيا اعتدل" .
فبينما كان ينظر إلى صورته في المرآة كان يردد بصوتٍ مرتفع "أنت متماسك" , وخلال دقائق معدودة رأيت تغيراً بدنياً حقيقياً يطرأ على جسده .
فقد أبعد يديه عن الحوض واعتدل ووقف منتصباً , واختفت حالة السكر التي كان يعاني منها ولمعت عيناه وأصبح حديثه مفهوماً , ثم استدار عائداً إلى مائدته وهو يبدو متماسكاً تماماً على الرغم من بعض الحمرة التي كانت تعلو وجهه . أخذت أراقبه لفترة , ولكنه ظل معتدلاً ومتحكماً في نفسه وتصرفاته .
والآن كيف يمكنك استخدام أسلوب المرآة ؟ حسناً إن إحدى الطرق هي أن تنظر إلى صورتك في المرآة كل صباح وتقول : "أنا شخص ناجح , أنا شخص ذو قيمة , ولن يستطيع أي شخص الوقوف في وجه تحقيق أهدافي" .
وبينما تردد تلك العبارات مؤمناً بأنها حقيقية قف منتصب القامة مشدود البطن مفرود الصدر مرفوع الرأس . واشعر بتيار من الطاقة والقوة والإصرار يسري في أوصالك , وبينما تنظر في عينيك قل لنفسك إنك ستحقق كل ما تريد وصدق ما تقول .
يمكنك الاعتماد على طريقة المرآة لتقوية إيمانك وتقوية القوة الفطرية الكامنة بداخلك وتعزز حماسك وعزيمتك على المضي قدماً .

كيف تهيىء مناخاً خلاقاً لعقلك الباطن ؟
أحد المبادىء التي يتبعها أكثر رجال المبيعات تفوقاً هو : ابحث عن الحاجات ولبها , ونفس المبدأ ينطبق على العقل الباطن , فإنه لم ولن يعمل ما لم تحدد له هدفاً يسعى لتحقيقه .
فإذا تمكنت من دفع السمك إلى القفز من الماء داخل مقلاتك , فإنك تكون قد توصلت إلى أسلوب جديد لصيد السمك لن يتمكن أحد من مضارعتك فيه , حينها لن يكون هناك سبب لفعل هذا . لذا فإن أفضل دافع لعقلك الباطن ليقدم لك أفكاراً جديدة وأداء مهامه هو الضغط أو المتطلبات أو الحاجة أو العجلة .
على سبيل المثال , الجوع هو السلاح الذي يجعلك تنتزع القوس والرمح . والمنطق يقول إن المواعيد المحددة هي التي تساعد على تفجير الطاقات الإبداعية عند الإنسان .
على سبيل المثال ضغوط الحرب هي التي دفعت علم الطب إلى إيجاد حلول وعلاجات خلال مدة زمنية أقصر من المعتاد , وقول الدكتور راندي تشارلز أستاذ الطب الباطني بإحدى الجامعات : "لقد حقق الطب اليوم تقدماً كبيراً يفوق المتوقع والسبب في هذا يرجع إلى الحروب لأنه لم يكن لدينا وقت نضيعه في إجراء البحوث لأننا كنا في أمس الحاجة للحصول على علاج الأمس وليس اليوم" .
وما لم يتوافر هذا الشعور بالعجلة , لن يتمكن عقلك الباطن من تقديم أفكار جديدة لك . وما لم تمنحه سبباً قوياً فلن يحاول أن يجد لك طرقاً أفضل لأداء المهام . لذا سأقدم لك إجراءً مكوناً من ست خطوات لتخلق ذلك المناخ الإبداعي لعقلك الباطن :
1 . تعرف بالتحديد على ما تريد تحقيقه , وكن محدداً فيما يتعلق بالأهداف التي ترغب في تحقيقها والأماني التي ترغب في الحصول عليها .
2 . الإيمان العميق بأن عقلك الباطن سيقدم لك الإجابات التي تريدها .
3 . اجمع كل الحقائق الممكنة عن الموضوع .
4 . غذ عقلك الباطن بجميع تلك الحقائق وحاجتك إلى الحصول على إجابة .
5 . استرخ وانتظر بصبر وترقب بحرص الإجابة عن أسئلتك أو حل مشكلتك .
6 . تصرف فور تلقيك الإجابة من عقلك الباطن .
وعلى الرغم من أهمية الخطوات الست في هذه العملية , غير أنك لو تباطأت في العمل كما تنص الخطوة السادسة , فإن الخطوات الخمس السابقة ستضيع هباء . وليس هذا فحسب , فستكتشف أنك إذا لم تقم بما أخبرك به عقلك الباطن فإنه ببساطة لن يعمل من أجلك , لأنه سيستنتج أنك لست جاداً في طلب مساعدته . لذا لن يقدم لك أي أفكاراً جديدة , وسأناقش هذه الفكرة لاحقاً .

لماذا يسير الخيال والمبادرة متلازمين ؟
وفي مجالي الأعمال والصناعة يصعب التواصل إلى أفكار جديدة يمكن الاستفادة منها في التقليل من الأيدي العاملة وزيادة المكاسب . فهؤلاء الناس تواتيهم أفكار جيدة , ولكنهم لا يتبعونها أو يطورونها . ويمكن القول إن القوة الإبداعية عبارة عن 2% إلهاماً و98% جهداً وعرقاً . وعلى الرغم من ذلك لا يرغب الناس في بذل الجهد والعرق .
ويقول جاك جونز : "لقد واتتني تواً فكرة عبقرية " كان وجهه مشرقاً بالحماس والخيال يلمع في عينيه ولكن للحظة قال : "ولكنها تتطلب . . . وبعد ذلك سيكون . . . وبعد ذلك الرئيس لن . . . وأنا لم أتمكن . . . انس الأمر . أعتقد أنها ليست فكرة جيدة" .
وبالتالي تموت فكرة جديدة قبل أن تولد . فقد كان جاك يمتلك الاثنين بالمئة من الإلهام التي منحها إياه العقل الباطن , ولكنه لم يكن يمتلك 98% نسبة الجهد والعرق ليطور شرارة العبقرية اللحظية التي انطلقت . إنه يمتلك الخيال , ولكنه لا يمتلك المبادرة ليتبع فكرته .
فالخيال بدون المبادرة يطلق عليه أحلام اليقظة . وأحلام اليقظة ليس لها أهداف . وليس لها جذور أو غرض أو هدف يمكن تحقيقه . بل هي مجرد أماني لا يمكن تحقيقها بل إنها تعرقل الخيال الخلاق .
وأفضل طريقة لاستخدام خيالك بفاعلية والخروج به من حيز أحلام اليقظة هو أن تعرف تحديداً ما تريد الوصول إليه . ثم سر على الخطوات الخمس التي ذكرتها في إجراء الخطوات الست لكي تخلق لعقلك الباطن المناخ الإبداعي ليعمل من أجلك .
والآن سألخص لك هذا القسم في عدة كلمات : الخيال بالإضافة إلى المبادرة والقدرة على التنفيذ هما الذين يصنعان الفرق بين المفكر الذي يقوم بعمل شيء والذي يعيش في أحلام ولا يقدر على تنفيذ أي شيء .

من أين تأتي الأفكار العظيمة ؟
تأتي جميع الاختراعات والمؤلفات الموسيقية العظيمة والشعر والقصص وجميع الأفكار الأخرى الخلاقة من داخل العقل الباطن للشخص .
وأنت أيضاً يمكنك أن تكون مبدعاً مثلهم . وربما لا تكون مخترعاً أو مؤلفاً موسيقياً أو كاتباً تحقق روايته أعلى مبيعات , ويكن يمكنك استغلال القوة الكامنة في عقلك الباطن لتخرج بأفضل طريقة للقيام بالأشياء بغض النظر عن طبيعة عملك .
فالكتاب والمؤلفون الموسيقيون والشعراء لا يسيطرون على قدراتهم الإبداعية . وكل ما تحتاج إليه لكي تصبح مبدعاً هو أن تمنح عقلك الباطن كل الأفكار أو المواد الخام التي يحتاجها لكي يعمل من أجلك , وعليك المواصلة برغبة صادقة في تحقيق النجاح وستحصل على النتائج التي ترجوها . والآن سأضرل لك مثلاً محدداً :
بيل ساندروز بائع جملة يمتلك مزرعو في فلوريدا بها عدد كبير من الشجيرات والنباتات والأشجار المنتشرة بطول عدد من الأفدنة . وتلك المزرعة يتم ريها كل يوم وقد أصيب بيل بالقلق لأنه يجب أن يغير رؤوس الرشاشات , وليت الأمر يقف عند حد التكلفة فقط , ولكن عنصر الوقت بالإضافة إلى أن عملية تغييرها باستمرار لم تعد تلائم بيل .
ويقول بيل : "من الصعب تركيب رؤوس الرشاشات على الآبار الارتوازية في فلوريدا لأن المياه بها نسبة كبريت مرتفعة بالإضافة إلى الأملاح العضوية الأخرى التي تسبب في ذبول النباتات . كما أن مياه فلوريدا تحتوي على نسبة أملاح كبيرة مما يتسبب في تآكل المعدن , ولأن معظم الرشاشات مثبتة على قاعدة دوارة ذات ثقوب في حجم المسمار كما أننا نواجه الكثير من المشاكل في أثناء الصيانة نتيجة لتراكم الرمال والأملاح الموجودة في المياه داخل الرشاشات مما يعقو عملها" .
لذا فكر بيل في المشكلة وحولها إلى عقله الباطن ليحلها من أجله . وبعد فترة قصيرة راودته فكرة وصنع رأساً جديداً للرشاش من النيلون بدلاً من المعدن . والآن لم يعد يعاني من أي مشاكل في صيانة نظام الرش في مزرعته .
وعندما شاهد أحد رجال الصناعة الرشاش الذي صنعه , قام بشراء حق تصنيعه من بيل على أن يدفع له نسبة عن كل رشاش يبيعه . وفي العام الأول باع أكثر من مائة ألف وحدة وقدر اشترت كندا وانجلترا كل حقوق المنتج . ويقول بيل إنه يجني من وراء تلك الفكرة ما يكفيه من المال ليعتزل العمل في المزرعه , ولكنه لم يفعل لأنه يستمتع بالعمل في مزرعته .
وكما ترى لا يجب أن تكون مخترعاً لتتوصل إلى طريقة جديدة للقيام بعملك . ولكن كل ما تحتاجه هو مشكلة لتحلها ومن منا ليس لديه مشكلة ؟

لا تدع الآخرين يحبطون مهارتك الإبداعية
من بين مائة شخص وجدت خمسة وتسعين يفكرون بالطريقة التالية : "إننا نقوم بهذا العمل منذ زمن طويل مستخدمين الطريقة ذاتها , إذن لابد أنها الأفضل فلماذا يتعين علينا تغييرها ؟" .
كنت سأكون أول من يؤيد الفكرة السابقة ذلك لأنني من أكثر المؤمنين بفكرة : "إذا لم تكون مكسورة فلماذا تصلحها" . ولكن وبنفس المنطق فإنني مستعد دائماً لتقبل التغيير طالما أنه ليس تغييراً من أجل التغيير . فأنا أؤيد التغيير طالما أنه سيعطي نتائج أفضل .
ولكن معظم الناس لا يحبون التغيير على الإطلاق ويكرهون التقدم . عندنا ظهرت السيارات احتج الناس عليها , لأنهم يشعرون أن الجياد وسيلة نقل جيدة . وكما يقولون وقتها : "إذا كان الإنسان خلق ليطير لمنحه الله أجنحة" وغيرها من العبارات . ولكن كما قال الدكتور فان براون العالم الألماني الموهوب : "الإنسان ينتمي إلى المكان الذي يريده ؟" .
وأفضل طريقة لمنع الآخرين من إحباط مهارتك الإبداعية هو الاحتفاظ بمعاملاتك مع عقلك الباطن في طي الكتمان , لأنك إذا أخبرت الآخرين بما تفعل فلن يتفهم وقد يتسبب سخرية الآخرين منك وانتقادهم لك في زعزعة ثقتك بنفسك واهتزاز ثقتك في قدرة عقلك الباطن على مساعدتك .
إذن أفضل طريقة لمنع الآخرين من زرع أفكار سلبية في عقلك الواعي والتي ستنتقل بدورها إلى عقلك الباطن , هي ألا تخبر أي شخص بالأساليب أو الطرق أو الإجراءات التي تستخدمها .
وعلى سبيل المثال اكتشفت أنني أشتت قواي عندما أتحدث إلى شخص ما عن مشروع كتابه أو عندما أسأل أي شخص عن رأيه في هذا الموضوع . وأفقد الصلة القريبة بيني وبين عقلي الباطن وفي أغلب الأحيان أجد أنه يتعين علي البدء من جديد .
واليوم لن أخبر حتى زوجتي التي مضى على زواجي بها أكثر من خمسة وأربعين عاماً بأي شيء عن الموضوع الذي أعمل عليه الآن ولا حتى العنوان . فهي لا تعرف عن الموضوع الذي أكتب عنه إلا عندما أنشر الكتاب وأضعه بين يديها .

كيف يقف خيالك ضدك ؟
افترض أنك ترقد في فراشك ليلاً وتشعر بالنعاس واستيقظت فجأة وأنت متأكد من أنك سمعت ضوضا غريبة صادرة من المطبخ , وعلى الفور تسارعت نبضات قلبك وتخشى أن تتنفس خوفاً من أن يسمعك المقتحم .
هل تعرف مالذي حدث داخل جسمك ؟ لقد تصرفت آلية المقاومة أو الحركة تلقائياً . حيث ارتفع ضغط دمك وتسارع معدل ضربات قلبك . وهو ما يعني زيادة ملحوظة في تدفق الدم إلى ذراعيك ورجليك وارتفاع معدل الأدرينالين في الدم . كل هذا حدث نتيجة لسماعك ضوضاء صادرة من المطبخ ليلاً .
ولكن أخيراً عندما تستجمع شجاعتك وبعد أن تصمت الضوضاء تكتشف عدم وجود مقتحم . لكن كل ما في الأمر أن كيس القمامة الكبير كان موضوعاً بالقرب من حافة المنضدة فوقع وتسبب في كسر الزجاجة التي كانت سبباً في الضوضاء التي سمعتها .
هذا تماماً ما يحدث عندما تغذي عقلك الباطن بأفكار سلبية عن طريق عقلك الواعي , وبالتالي يعوقه عن العمل والآن سأعطيك مثالاً آخر .
لدي حمام سباحة داخلي , وفوق سطح المنزل المجاور هناك مجموعة من الأوراق الذابلة , وكان المطر ينزل على تلك الأوراق فتتساقط قطرات مياه بنية بلون الصدأ تاركة بقعاً على حائط المنزل .
لذا فمن وقت لآخر كنت آخذ لوحاً خشبياً وأحمله فوق السطح وأخفضه مستخدماً الحبال إلى السطح الداخلي حيث يرتكز على ألواح معدنية متباعدة بمقدار أربع أقدام , ثم أذهب إلى جانب السطح وأسير على اللوح الخشبي حتى أتمكن من الوصول إلى الأوراق وأزيلها .
وعندما كنت أضع ذلك اللوح الخشبي فوق أرضية السقيفة فإنه كان يمكنني السير فوقها ذاهباً وجيئة بسهولة حيث لا أسقط من فوقها ولا أفقد توازني وكذلك الأمر عندما تكون مثبتة فوق سطح حمام السباحة في ثابتة على تلك الأعمدة المعدنية تماماً كما هو الحال على السقيفة , حتى لو كان ذلك اللوح بعرض ثماني بوصات , ولكن هل تعتقد أن بإمكاني السير عليه وأنا منتصب القامة ؟ هل تمزح ؟ لقد كنت أحبو فوقها حفاظاً على حياتي الغالية , حيث إنني كنت اخشى أن أفقد توازني وأسقط في حمام السباحة , إذن من الذي يقول إن الخيال ليس أقوى قوة في العالم ؟
لذا أرجو أن تتذكر هذا الفصل بالقول الذي اقتبسه من الكاتب الفرنسي مونتجاين في السنوات الأخيرة من حياته : "لقد لازمني سوء الحظ طوال حياتي ولمي يحدث لي الكثير" . هذا بالضبط ما تفعله الأفكار السلبية .
والآن سننتقل إلى الفصل الرابع حيث نناقش ما الذي يجعلك تشعر دائماً بأن النتائج التي يخرج بها عقلك الباطن تساوي معطياته ؟ ولماذا لا يمكن تجنب ذلك ؟

لماذا تعادل نتائج العقل الباطن معطياته ؟

 

يتبع الجزء التانى:

   https://www.linkedin.com/pulse/2-%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%88%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D9%81%D9%8A%D8%A9-%D9%84%D9%84%D8%B9%D9%82%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D8%B7%D9%86-%D9%83%D9%8A%D9%81-%D8%AA%D8%B7%D9%84%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%86%D8%A7%D9%86-%D9%84%D9%82%D9%88%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%82%D9%84-eltayef?trk=mp-reader-card

يتبع الجزء التالت:

https://www.linkedin.com/pulse/%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B2%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%A7%D9%84%D8%AA-ahmed-eltayef?trk=mp-reader-card

تأكدوا من حكم الإيمان بالعقل الباطن

إعجاب
الرد
Salem BOUDHHIR

Medical Doctor - HSE advisor

١ سنة

Thanks

إعجاب
الرد
tashfin mora

استاذ في المدرسة العمومية

١ سنة

شكرااا

إعجاب
الرد
Inas Ararawi

Software Engineer - Full stack

٤ سنة

روووووعه ... جزاك الله خيرا

Mohamed Gaballah

Egyptian capital market

٤ سنة

رائع

إعجاب
الرد

لعرض أو إضافة تعليق، يُرجى تسجيل الدخول