WHO/Sebastian Liste
© الصورة

العمى وضعف البصر

10 آب/أغسطس 2023

حقائق رئيسية

  • يعاني ما لا يقل عن 2.2 مليار شخص في العالم من ضعف البصر من مسافة قريبة أو بعيدة. ومليار شخص على الأقل من هؤلاء مصابون بحالات ضعف بصر كان يمكن الوقاية منها أو لم تعالج بعدُ.
  • السببان الرئيسيان للإصابة بضعف البصر والعمى على الصعيد العالمي هما الأخطاء الانكسارية وإعتام عدسة العين.
  • تفيد التقديرات أن 36٪ فقط من الأشخاص الذين يعانون من ضعف البصر من مسافة بعيدة  بسبب خطأ انكساري و17٪ فقط من الأشخاص الذين يعانون  من  ضعف  البصر بسبب إعتام عدسة العين تلقوا تدخلا علاجيا مناسبا.
  • يخلف ضعف البصر أعباء مالية هائلة، إذ تقدر الخسائر العالمية السنوية الناجمة عنه من حيث الإنتاجية بنحو 411 مليار دولار أمريكي.
  • يمكن أن يؤثر فقدان البصر على الأشخاص من جميع الأعمار؛ غير أن معظم المصابين بضعف الرؤية والعمى هم من فئة الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 50 عاماً.

 لمحة عامة

تؤدي حاسة الرؤية، وهي من أهم حواسنا، دورا حاسما في جميع جوانب ومراحل حياتنا. ولئن كنا نعتبر الرؤية أمرا مسلّما به، فإن فقدانها يصعّب علينا التعلم والمشي والقراءة والمشاركة في المدرسة والعمل.

ويحدث ضعف البصر عندما تؤثر إصابة العين على نظام الرؤية ووظائفه البصرية. ويتعرض كل شخص، إذا عاش لفترة كافية، في مرحلة من مراحل حياته، لإصابة واحدة على الأقل في العين تتطلب رعاية مناسبة.

ويسبب ضعف البصر للفرد عواقب وخيمة تلازمه طوال حياته. ويمكن التخفيف من كثير من هذه العواقب من خلال توفير رعاية جيدة للعينين في الوقت المناسب. ولأسباب وجيهة، ينصب التركيز الرئيسي لاستراتيجيات العناية بالعينين على أمراض العين التي يمكن أن تسبب ضعف البصر والعمى- مثل إعتام عدسة العين أو الخطأ الانكساري. ومع ذلك، يجب ألا تغفل أهمية اعتلالات العين التي لا تسبب عادة ضعف البصر- مثل جفاف العين أو التهاب الملتحمة. فغالبا ما تكون هذه الاعتلالات من الأسباب الرئيسية لطلب الحصول على خدمات العناية بالعينين.

الأسباب

على الصعيد العالمي، تشمل الأسباب الرئيسية لضعف البصر والعمى ما يلي:

  • الأخطاء الانكسارية
  • إعتام عدسة العين
  • اعتلال الشبكية السكري
  • الزَّرق
  • التنكّس البقعي المرتبط بالعمر.

ويلاحظ تباين كبير من حيث أسباب ضعف البصر بين البلدان وداخلها حسب توافر خدمات العناية بالعينين، والقدرة على تحمل تكاليفها، وتعليم السكان. فعلى سبيل المثال، ترتفع نسبة الإصابة بضعف البصر بسبب إعتام عدسة العين الذي لم يعالج بالجراحة في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل. وتشيع في البلدان المرتفعة الدخل حالات الإصابة بأمراض مثل الزَّرق والتنكس البقعي المرتبط بالعمر.

وعند الأطفال، يعد إعتام عدسة العين الخلقي أحد الأسباب الرئيسية لضعف البصر في البلدان المنخفضة الدخل، في حين أنه يغلب أن يكون اعتلال الشبكية عند الخدّج سببا لضعف البصر في البلدان المتوسطة الدخل.

ولا يزال الخطأ الانكساري غير المصحح سببا رئيسيا لإصابة الأطفال والبالغين في جميع البلدان بضعف البصر.

معدلات الانتشار

يعاني ما لا يقل عن 2.2 مليار شخص في العالم من ضعف البصر من مسافة قريبة أو بعيدة. ومليار شخص على الأقل من هؤلاء- أي نصفهم تقريبا- مصابون بحالات ضعف بصر كان يمكن الوقاية منها أو لم تعالج بعدُ.

وعند مليار شخص من هؤلاء، تشمل الحالات الرئيسية التي تسبب ضعف البصر من مسافة بعيدة أو العمى إعتام عدسة العين (عند 94 مليون شخص)، والخطأ الانكساري (عند 88.4 مليون شخص)، والتنكس البقعي المرتبط بالعمر (عند 8 ملايين شخص)، والزرق (عند 7.7 مليون شخص)، واعتلال الشبكية السكري (عند 3.9 مليون شخص) (1). أما الحالة الرئيسية التي تسبب ضعف البصر من مسافة قريبة فهي قُصو البصر الشيخوخي (826 مليون) (2).

وفيما يتعلق بالاختلافات الإقليمية، تشير التقديرات إلى أن معدل انتشار ضعف البصر من مسافة بعيدة في الأقاليم المنخفضة والمتوسطة الدخل أعلى بأربعة أمثال منه في الأقاليم المرتفعة الدخل (1). وفيما يتعلق بضعف البصر من مسافة قريبة، تشير التقديرات إلى أن معدلات ضعف البصر من مسافة قريبة غير المعالج أعلى بنسبة 80% في غرب أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى وشرقها ووسطها، في حين تفيد التقارير بأن المعدلات المقارنة في الأقاليم المرتفعة الدخل من أمريكا الشمالية وأستراليا وأوروبا الغربية ومنطقة آسيا والمحيط الهادئ أقل من 10% (2).

ومن المتوقع أن يؤدي النمو السكاني والشيخوخة إلى زيادة خطر إصابة المزيد من الأشخاص بضعف البصر.

آثار ضعف البصر

الأثر الشخصي

يمكن أن يعاني صغار الأطفال الذين يصابون في وقت مبكر بضعف بصر وخيم يتعذر تقويمه من تأخر نمو قدراتهم الحركية واللغوية والعاطفية والاجتماعية والمعرفية، وأن يقترن ذلك بعواقب تدوم طوال العمر. ويمكن أيضاً للأطفال في سن الدراسة من المصابين بضعف البصر أن يشهدوا مستويات أدنى من حيث التحصيل التعليمي.

ويؤثر ضعف البصر بشدة على نوعية حياة السكان البالغين. ويمكن أن يعاني البالغون المصابون بضعف البصر من انخفاض معدلات العمالة في أوساطهم وارتفاع معدلات الاكتئاب والقلق لديهم.

وفي حالة كبار السن، يمكن أن يسهم ضعف البصر في العزلة الاجتماعية، وصعوبة المشي، وارتفاع خطر التعرض لحالات السقوط والإصابة بالكسور، وزيادة احتمال الدخول المبكر إلى دور التمريض أو الرعاية.

في حالة كبار السن، يمكن أن يساهم ضعف البصر في العزلة الاجتماعية، وصعوبة المشي، وزيادة خطر السقوط والكسور، وزيادة احتمال الدخول المبكر إلى دور رعاية المسنين أو الرعاية.

الأثر الاقتصادي

يشكّل ضعف البصر عبئاً مالياً هائلاً على الصعيد العالمي، إذ تقدَّر خسائر الإنتاجية العالمية سنوياً بحوالي 411 مليار دولار أمريكي على أساس تعادل القوة الشرائية (3). ويتجاوز هذا الرقم بكثير الفجوة في التكاليف المطلوبة لعلاج ضعف البصر (التي تقدر بنحو 25 مليار دولار أمريكي).

استراتيجيات علاج اعتلالات العين تجنباً لضعف البصر

ثمة تدخلات فعالة تشمل التعزيز والوقاية والعلاج وإعادة التأهيل وتلبي الاحتياجات المرتبطة باعتلالات العين وضعف البصر. ومع أنه يمكن الوقاية من حالات كثيرة من فقدان الرؤية (مثل تلك التي تنجم عن الالتهابات، أو الرضوح، أو الأدوية التقليدية غير المأمونة، أو أمراض الفترة المحيطة بالولادة، أو الأمراض الناجمة عن سوء التغذية، أو استعمال العلاج الموضعي أو أخذه ذاتياً بطريقة غير مأمونة)، فإن ذلك غير متاح في جميع الحالات. وفيما يخص العديد من اعتلالات العيون، مثل اعتلال الشبكية السكري، يعد الكشف المبكر والعلاج في الوقت المناسب أمرين بالغي الأهمية لتجنب فقدان البصر على نحو يتعذّر علاجه. ويندرج تصحيح الخطأ الانكساري بواسطة النظارات وجراحة إعتام عدسة العين ضمن أكثر تدخلات الرعاية الصحية فعالية من حيث التكلفة. ومع ذلك، لم تتح على الصعيد العالمي إمكانية الحصول على زوج مناسب من النظارات سوى لـ36٪ من الأشخاص الذين يعانون من ضعف البصر من مسافة بعيدة بسبب خطأ انكساري وأجرى 17٪ فقط من الأشخاص الذين يعانون من ضعف البصر أو العمى بسبب إعتام عدسة العين جراحة عالية الجودة.

وهناك أيضا علاج متاح للعديد من اعتلالات العين غير المسببة عادةً لضعف البصر، مثل جفاف العين والتهاب الملتحمة والتهاب الجفن، ولكنها تسبب الشعور بعدم الارتياح والألم. ويهدف علاج هذه الاعتلالات إلى تخفيف حدة الأعراض والحيلولة دون تطورها إلى مراحل أشد وخامة.

وإعادة تأهيل البصر فعالة جداً في تحسين أداء المصابين بفقدان البصر المتعذّر علاجه والذي يمكن أن ينجم عن اعتلالات العين، مثل اعتلال الشبكية السكري والزرق والعواقب المترتبة على الرضوح والتنكس البقعي المرتبط بالسن.

استجابة منظمة الصحة العالمية

يسترشد عمل المنظمة بالتوصيات الواردة في تقرير المنظمة العالمي عن الرؤية (2019) والقرار الصادر بشأن "خدمات رعاية صحة العيون المتكاملة والمركزة على الناس، بما في ذلك العمى وضعف البصر الممكن توقّيهما" الذي اعتُمد في جمعية الصحة العالمية الثالثة والسبعين في عام 2020. ويتمثّل الاقتراح الرئيسي المطروح في جعل خدمات رعاية صحة العيون المتكاملة والمركِّزة على الناس نموذج الرعاية المفضل وضمان إتاحتها على نطاق واسع. ومن المتوقع، بفضل صياغة برنامج العمل العالمي بشأن الرؤية ورعاية العينين، أن يساعد التقرير والقرار الدول الأعضاء وشركائها في جهودها الرامية إلى تخفيف عبء اعتلالات العين وضعف البصر.

وتشمل بعض مجالات عمل المنظمة وأنشطتها الرئيسية في مجال الوقاية من العمى ما يلي: 

  1. العمل مع الدول الأعضاء وسائر الشركاء في هذا المجال لرصد التقدم المحرز في الغايات العالمية لعام 2030 بشأن خدمات رعاية صحة العيون المتكاملة والمركِّزة على الناس:
  2. الاحتفال بيوم الرؤية العالمي والترويج له كحدث سنوي للدعوة والتوعية؛
  3. دعم دمج رعاية صحة العيون في النظم الصحية من خلال تطبيق مجموعة من الأدوات على النحو التالي:
  4. استحداث أدوات وتطبيقها دعماً للبلدان في تقييم معدلات تقديم خدمات رعاية صحة العيون، من قبيل:
    • أداة تقييم خدمات رعاية صحة العيون
    • أداة تقييم داء السكري وخدمات علاج اعتلال الشبكية السكري
    • أداة تقييم خدمات علاج الزرق
    • أداة تقييم خدمات علاج الانكسارات
    • أداة تقييم خدمات ونظم إعادة التأهيل
  5. إعداد مواد وموارد لإذكاء الوعي برعاية صحة العيون:

مراجع

1) GBD 2019 Blindness and Vision Impairment Collaborators; Vision Loss Expert Group of the Global Burden of Disease Study. Causes of blindness and vision impairment in 2020 and trends over 30 years, and prevalence of avoidable blindness in relation to VISION 2020: the Right to Sight: an analysis for the Global Burden of Disease Study. Lancet Glob Health. 2021 Feb;9(2):e144-e160. doi: 10.1016/S2214-109X(20)30489-7.

2) Fricke, TR, Tahhan N, Resnikoff S, Papas E, Burnett A, Suit MH, Naduvilath T, Naidoo K, Global Prevalence of Presbyopia and Vision Impairment from Uncorrected Presbyopia: Systematic Review, Meta-analysis, and Modelling, Ophthalmology. 2018 May 9

3) Burton MJ, Ramke J, Marques AP, Bourne RR, Congdon N, Jones I, et al. The Lancet Global Health commission on Global Eye Health: vision beyond 2020. Lancet Glob Health. 2021; 9(4):e489–e551.