اعلمي أيتها الأخت الفاضلة بأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أَيُّمَا امْرَأَةٍ سَأَلَتْ زَوْجَهَا طَلاقًا فِي غَيْرِ مَا بَأْسٍ فَحَرَامٌ عَلَيْهَا رَائِحَةُ الْجَنَّة) صححه الألباني في صحيح أبي داود.
والمقصود هنا  (فحرام عليها رائحة الجنة.) أي  أنها لن تجد رائحة الجنة وهذا من المبالغة في التهديد والوعيد لمن تطلب الطلاق بغير سبب، كما قال القاري: ولا بدع أنها تحرم لذة الرائحة ولو دخلت الجنة.
فلا يجوز ولا يحل لأي امرأة أن تطلب الطلاق من زوجها من غير سبب شرعي.
-وأسأل الله تعالى أن يجعل بينك وبين زوجك مودة ورحمة، وأن يصلح الله ما بينكما، وأن يعيد إلى قلوبكما الألفة والمحبة، فإن الله تعالى قادر على ذلك.

-وإذا كانت مشاعرك تجاه زوجك مشاعر كره بدون سبب ، أو لسبب بدر منه بدون قصد  كإساءة وتفريط في حقوقك، فأقول لك يجب عليك أن تحاولي التغلب على هذه المشاعر، وأن تنزعي هذه الأفكار عنك، وخصوصا إذا كان زوجك حسن العشرة معك. لا سيما أن دوام العشرة الزوجية فيها مصلحة لكما ولأبنائكما.

- وهناك بعض الأمور التي تعينك على التغلب على هذه المشاعر التي تجدينها في نفسك منها :
1- أن تتذكري دائما محاسن زوجك ولا تنظري إلى المساوئ.
2- وأن تتذكري المودة التي كانت بينكما، والفضل السابق كما قال الله تعالى: {ولا تنسوا الفضل بينكم}  التي أخبر الله تعالى بها في كتابه الكريم.
3- وإن كنت تريد الطلاق لأمر قد كرهتيه فيه فالأفضل قبل طلب الطلاق أن تحاولي في إصلاح ذلك الأمر إما أن تجلسي معه وتحاوريه بأن يغير هذا السلوك، وتذكري أمامه حسانته ومودته وبأن هناك أمور لا تستطيعي أن تتقبليها فإن سمع منك فهو خير لكما وإن أعرض وإن لم تستطيعي أن تغيري من ذلك فابحثي عن شخص ذو ثقة يتدخل في تغير تلك الأمور وفي الإصلاح .

4- ويجوز للمرأة أن تطلب الطلاق أو الخلع إن وجد ما يدعو لذلك؛ فقد جاء في صحيح البخاري عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما أَنَّ امْرَأَةَ ثَابِتِ بْنِ قَيْسٍ أَتَتْ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ثَابِتُ بْنُ قَيْسٍ مَا أَعْتِبُ عَلَيْهِ فِي خُلُقٍ وَلا دِينٍ، وَلَكِنِّي أَكْرَهُ الْكُفْرَ فِي الْإِسْلَامِ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (أَتَرُدِّينَ عَلَيْهِ حَدِيقَتَهُ ؟ قَالَتْ : نَعَمْ . قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : اقْبَلْ الْحَدِيقَةَ وَطَلِّقْهَا تَطْلِيقَةً).


 وقد أورد الشيخ ابن جبرين حفظه الله في ما يتعلق بأمور خلع الزوجة لزوجها:
1- فإذا كرهت المرأة أخلاق زوجها كاتصافه بالشدة والحدة وسرعة التأثر وكثرة الغضب والانتقاد لأدنى فعل والعتاب على أدنى نقص فلها الخلع.

2- وإذا كرهت خِلقته كعيب أو دمامة أو نقص في حواسه فلها الخلع.

3- وإذا كان ناقص الدين بترك الصلاة أو التهاون بالجماعة أو الفطر في رمضان بدون عذر أو حضور المحرمات كالزنا والسكر والسماع للأغاني والملاهي ونحوها فلها طلب الخلع.

4- وإذا منعها حقها من النفقة أو الكسوة أو الحاجات الضرورية وهو قادر على ذلك فلها طلب الخلع.

5- وإذا لم يعطها حقها من المعاشرة المعتادة بما يعفها لعُنّة (عيب يمنع القدرة على الوطء) فيه، أو زهد فيها، أو صدود إلى غيرها ، أو لم يعدل في المبيت فلها طلب الخلع

 وأخير نقول للزوجة التي تعاني من زوجها أن تتحلى بالصبر على ذلك لما لها من أجر عظيم عند الله عزوجل وأن تتودد إليه, وأن تكثر من دعاء اللهم اجعل بيني وبين زوجي مودة ورحمة ولتعلم بأن جزاء الزوجة التي تصبر على زوجها الجنة والله أعلم 
المصدر: (الإسلام سؤال وجواب)