الاقتصادي – منوعات:
عنان تللو
عندما نتحدّث عن مشروبات الطاقة، فإنّ اسم العلامة التجاريّة الأوّل الذي يتبادر إلى أذهاننا غالباً هو "ريد بول" (Red Bull). إذ أن تأسيس "ريد بول" عام 1987 مثّل ثورةً في عالم صناعة المشروبات، وكان الرجل وراء ذلك هو النمساوي ديتريش ماتيشيتز.
واليوم، تعمل مصانع "ريد بول" في 166 بلداً حول العالم، وتبيع الشركة كلّ عام قرابة 4.5 مليار علبة مشروب طاقة، وفقاً لموقع "ستاتيستيك برين" الالكتروني، وتقدّر قيمة مبيعاتها السنوية بـ3.4 مليار دولار.
وعبر امتلاك ماتيشيتز 49% من الشركة حيث يصَنَع مشروبات الطاقة "ريد بول"، أصبح أغنى رجل في النمسا، وقدّر موقع "بزنس إنسايدر" قيمة ثروته بداية 2016 بـ10.7 مليار دولار. كما يمتلك حصصاً في فريقي كرة قدم، وفريق سباق "فورمولا 1″، ومنتجعاً فاخراً في فيجي. فضلاً عن امتلاكه مجموعة من الطائرات التاريخية وغواصة شخصيّة.
ولد ماتيشيتز من 20 مايو (أيار) 1944، في ستيريا بالنمسا، لعائلة من أصول كرواتيّة، ووالداه مدرّسان في مدارس ابتدائية. انفصل عن والديه في سنٍّ مبكّرة جداً، واستغرق 10 أعوام لإتمام دراسته في مجال التسويق، وبدأ العمل فور تخرّجه مسوّقاً لشركة "يونيليفر" (Unilever). وبعد ذلك، عمل لدى "بلنداكس" لتسويق معجون الأسنان الذي تنتجه الشركة. وعام 1984، أسس شركة "ريد بول المحدودة"، وأطلق مشروب الطاقة "ريد بول" عام 1987. ومع مرور الوقت، أصبح مشروبه رائداً في عالم صناعة مشروبات الطاقة.
لكن ما الذي ألهم ديتريش ليصنع مشروب الطاقة "ريد بول"؟
في أحد الأيام، تذوّق ديتريش شراباً تايلاندياً حلواً، أعطاه دفعة طاقةٍ سريعة. عندها، قرّر تطوير شرابه الخاص، بالشراكة مع شاليو يوفيديا. احتل كل شريك 49% من أسهم الشركة، وأعطيت الـ2% المتبقية لابن يوفيديا. وفي بدايات "ريد بول"، لم يكن هناك سوق لمشروبات الطاقة، لكن علم ديتريش أن منتجه سينشؤه. وبعد الاستقبال الناجح للمشروب الجديد، بدأ كثيرون يقولون أنه مجرّد بدعة أو وهم، لكن سرعان ما رأوا العديد من الشركات تحذوا حذو "ريد بول" في إنتاج مشروباتٍ للطاقة، ما أعطى ديتريش دفعة ثقةٍ قويّة.
هذا، ويُعرَف عن ديتريش ماتيشيتز أسلوبه المتميّز في التسويق، كما استثمر بكثافة لبناء علامته التجاريّة. ورغم أن شعار "ريد بول"، "ريد بول بيعطيك جوانح"، غير واقعيّ، لكنّه جذّاب. ومع الوقت، أصبح "ريد بول" أحد الماركات العالمية الأولى من النمسا، ورغم أن العلامة نشأت في الشرق، إلّا أنّ نموّها الرئيسي يأتي من اليابان والهند.
يعيش ديتريش اليوم حياة الملك، ويمتلك جزيرة لاوكالا في فيجي، والتي تقارب قيمتها 10 ملايين دولار. كما يمتلك غواصة لزوّار منتجعه، قيمتها 1.7 مليون دولار. فضلاً عن أن لديه رخصة قيادة طائرة، وطائرته الخاصة، ومطاره الخاص.