القاهرة تتحرك وتل أبيب تتجاوب بشأن دفن جنود مصريين أحياء عام 1967

السيسي ولابيد يتفقان على إجراء تحقيق شفاف وكامل حول العشرات من الجنود المصريين أفادت تقارير بتعرضهم للحرق والدفن أحياء في مقبرة غير مميزة قرب اللطرون.
الاثنين 2022/07/11
مقتل جنود مصريين في حريق بالأدغال

القاهرة/تل أبيب – أعلنت الرئاسة المصرية التوافق مع إسرائيل على إجراء تحقيق "شفاف وكامل" بشأن ما يتداوله إعلام عبري عن "حرق ودفن جنود مصريين" في حرب العام 1967.

جاء ذلك خلال اتصال هاتفي أجراه رئيس وزراء إسرائيل يائير لابيد مع الرئيس عبدالفتاح السيسي مساء الأحد، وفق بيان للرئاسة المصرية بعد يومين على حديث إعلام عبري عن "دفن جنود مصريين أحرقوا أحياء في حرب 1967، في مقابر جماعية".

وجاء الاتصال عقب وقت قصير على إعلان وزارة الخارجية المصرية تكليف سفارتها لدى تل أبيب بمطالبة إسرائيل بفتح تحقيق لاستيضاح وقائع تاريخية مثارة إعلاميا عن حرب 1967، التي احتلت الأخيرة على إثرها أراضي مصرية.

ونشرت صحيفتا يديعوت أحرونوت وهاآرتس مواد أرشيفية ومقابلات مع سكان قالوا إن العشرات من الجنود المصريين الذين قتلوا في المعركة ربما تعرضوا للحرق والدفن أحياء في مقبرة غير مميزة قرب اللطرون، وهي منطقة بين القدس وتل أبيب حيث دارت معارك بين الجيش الإسرائيلي والجنود المصريين قبل عقود.

ووفق بيان للرئاسة المصرية، "تلقى الرئيس المصري اتصالا هاتفيا من رئيس الوزراء الإسرائيلي، وتم التوافق على قيام السلطات الإسرائيلية بتحقيق كامل وشفاف بشأن ما تردد من أخبار في الصحافة الإسرائيلية عن وقائع تاريخية حدثت في حرب عام 1967، حول الجنود المصريين المدفونين في القدس".

وقال مكتب لابيد إن "الرئيس المصري أثار التقرير عن المقبرة الجماعية للجنود المصريين خلال حرب الأيام الستة (1967)".

وأوعز الزعيم الإسرائيلي، بحسب البيان، إلى سكرتيره العسكري بفحص "هذه القضية بشكل جذري وبإطلاع الجهات المصرية على المستجدات المتعلقة بها".

ووفقا لحديث مراسل موقع "واي نت" العبري يوسي ميلمان، فإن القائد العسكري الإسرائيلي المشارك في تلك العملية زين بلوخ، الذي يبلغ من العمر اليوم 90 عاما، أبلغه بالحادثة، حيث كان قائدا لفرقة "نحشون" التي شاركت في تلك الحرب.

وفي سلسلة تغريدات عبر حسابه على تويتر، قال ميلمان "بعد 55 عاما من الرقابة الشديدة، يمكنني أن أكشف أن ما لا يقل عن 20 جنديا مصريا قد أحرقوا أحياء ودفنهم جيش الدفاع الإسرائيلي في مقبرة جماعية"، خلال حرب 1967 والتي تعرف بحرب الأيام الستة.

وأشار في تغريداته إلى أن "عدم وضع علامات على المقبرة وعدم تحديد هوية الجنود المصريين يعدان مخالفة لقوانين الحرب".

وأضاف ميلمان "قبل أيام على الحرب وقّع الرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر اتفاقية دفاع مع العاهل الأردني الراحل الملك حسين، ونشرت مصر كتيبتين من الكوماندوز في الضفة الغربية بالقرب من منطقة اللطرون... كانت مهمتهم مداهمة إسرائيل والاستيلاء على منطقة اللد والمطارات العسكرية القريبة".

وقال "بعد تبادل إطلاق النار مع جنود الجيش الإسرائيلي وأعضاء كيبوتس نحشون، هربت بعض القوات المصرية، ووقع البعض أسرى، وقاتل البعض بشجاعة"، مضيفا "عند نقطة معينة، أطلق جيش الدفاع الإسرائيلي قذائف هاون وأضرمت النيران في آلاف الدونمات غير المزروعة من الأدغال البرية في الصيف الجاف".

وتابع "قتل ما لا يقل عن 20 جنديا مصريا في حريق الأدغال. انتشر الحريق سريعا في الأدغال الحارة والجافة، ولم يكن لديهم فرصة للهروب".

واستطرد "في اليوم التالي جاء جنود من جيش الدفاع الإسرائيلي مجهزين بجرافة إلى مكان الحادث، وحفروا حفرة ودفعوا الجثث المصرية وغطوها بالتربة".

وأشار إلى أن الوثائق العسكرية الرسمية غير السرية تحذف مأساة اللطرون، مضيفا أن "الطرفين ارتكبا جرائم حرب في الصراع العربي - الإسرائيلي".

وكانت حرب 1967، هي الثانية في تاريخ الصراع العربي - الإسرائيلي، ومنيت خلالها القوات العربية التي كان الجيش المصري جزءا رئيسيا منها بالهزيمة أمام إسرائيل.

وبعد خوضهما حربا أخرى عام 1973، وقّعت إسرائيل ومصر معاهدة سلام عام 1979، وكانت تلك أول مرة توقّع فيها إسرائيل اتفاقية سلام مع دولة عربية وتعتبرها حجر الزاوية لأمنها، وفقا لـ"رويترز".