الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كره الزوجة يبيح طلاقها

السؤال

هل يجوز لي الطلاق لكرهي زوجتي التي لي منها طفل، حيث أصبحت أنظر الى المحرمات وأتمنى كل فتاة لو كانت زوجة لي حتى شقيقاتها، وحاولت مرة طرق باب الزنا لكن لله أبعده عني، علما أن الزواج الثاني أصبح جريمة وهدما للأسر في هذه الأيام ، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا يخفى عليك أن الزنا من أفحش الذنوب وأكبر الكبائر التي تجلب غضب الله، وإذا كان من محصن فهو أشد إثما وأعظم جرماً، وانظر الفتوى رقم : 156719.
فاتق الله واحذر من اتباع خطوات الشيطان والانزلاق في طريق الفواحش، وإذا كانت زوجتك لا تعفك فتزوج عليها إن كنت مستطيعا، ولا تلتفت لكلام أهل الباطل، فإن الشرع أباح للرجل أن يتزوج ثانية وثالثة ورابعة بشرط أن يعدل بينهن ويوفيهن حقهن، بل ربما يجب عليك الزواج على امرأتك إذا خشيت الوقوع في الحرام إن لم تتزوج، قال الشيخ ابن عثيمين في الشرح الممتع على زاد المستقنع: وعلى هذا فنقول: الاقتصار على الواحدة أسلم، ولكن مع ذلك إذا كان الإنسان يرى من نفسه أن الواحدة لا تكفيه ولا تعفه، فإننا نأمره بأن يتزوج ثانية وثالثة ورابعة، حتى يحصل له الطمأنينة، وغض البصر، وراحة النفس.

وإذا كنت كارها لزوجتك فلا حرج عليك في طلاقها ، قال ابن قدامة -عند كلامه على أقسام الطلاق- : ... والثالث : مباح وهو عند الحاجة إليه لسوء خلق المرأة وسوء عشرتها والتضرر بها من غير حصول الغرض بها .

لكن ننبهك إلى عدة أمور:

1 - أن الطلاق ينبغي ألا يصار إليه إلا بعد تعذر جميع وسائل الإصلاح ، وإذا أمكن للزوجين الاجتماع والمعاشرة بالمعروف ولو مع التغاضي عن بعض الهفوات والتنازل عن بعض الحقوق، كان ذلك أولى من الفراق.

2 -أن وجود المودة والألفة بين الزوجين يحتاج أحياناً إلى الصبر وإلى التغافل عن بعض الأمور والنظر إلى الجوانب الطيبة في أخلاق الطرف الآخر.

3 - أن محافظة الزوج على حدود الله وحرصه على غض بصره عن الحرام من أهم أسباب قناعة الزوج بزوجته، كما أن إطلاق البصر في المحرمات والتهاون في الكلام مع النساء الأجنبيات ونحو ذلك يزهّد الزوج في زوجته ولو كانت أجمل نساء الأرض ، ويفتح الأبوب للشيطان ليزين له الافتتان بغيرها والنفور منها ، فاحرص على غض البصر وسد أبواب الفتنة .

ونوصيك بمراجعة الفتويين : 36423، 23231.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني