كيف كان الناس يكتبون الأحداث التاريخية قديما، الكتابة هي وسيلة للتعبير عما يريد المرء أن يقوله، ومن خلالها يتم الاحتفاظ بالعديد من الأشياء التي تنقل حدثًا أو مجموعة أحداث من تاريخ معين.

في الماضي عرفت شعوب العالم الكتابة كأداة تحدد لغتهم وعاداتهم وثقافاتهم للأجيال اللاحقة، لذلك عملوا على استغلال كل الوسائل المتاحة لهم، من أجل إيصال أفكارهم، لذلك نجد في المواقع الأثرية التي بقيت بشكل كامل العديد من الكتابات والرسومات التي توضح الحقبة التاريخية التي تواجد فيها الأشخاص الذين رجعوا لتلك الآثار، وكيف حرصوا على توثيق الاكتشافات التي ظهرت لهم، كما ساهموا في نقل العديد من الصناعات والاختراعات البسيطة إلى الحضارة التي جاءت بعدهم، بحيث يكون للكتابة التي استخدمت بكافة أشكالها دور مهم في تشكيل تاريخ البشرية.

أساليب الكتابة في الماضي

ظلت أساليب الكتابة متعددة ومتوافقة مع طبيعة الشعوب، وتطلبت بعض هذه الأساليب جهدًا في الكتابة، وظلت الحالة كذلك حتى اختراع الورق الذي كان ولا يزال الدور الأساسي في انتشار الكتابة بسهولة بين الناس وكُتبت عليها العديد من لغات العالم، لتصبح الكتابة الوسيلة الرئيسية للتعبير عن مختلف النصوص والأفكار والمعلومات.

في الماضي وجدت العديد من الأساليب التي كانت تستخدم في الكتابة، وكان كل شعوب العالم يختار الطريقة التي اعتقد أنها مناسبة وسهلة له، وكانت لديه الإمكانيات المتاحة للكتابة من خلالها، ومن هذه الأساليب القديمة:

الكتابة على جلود الحيوانات

قديماً كان الناس يستخدمون جلود الحيوانات للكتابة عليها بعد تجفيفها، وكان من السهل التخطيط عليها، وكتابة كلمات متعددة، وبما أن طبيعة هذه الأسطح شبيهة بالأوراق المستخدمة اليوم، وبالطبع تعتبر أقل كفاءة من الورق، لكنها كانت طريقة جيدة للكتابة في ذلك الوقت، ونقل المخطوطات المتعددة.

النقش على الحجر

من الأساليب التي استخدمها الناس في الكتابة النقش على الحجر، واتسم ببعض الصعوبة. لأن كتابة حروف اللغة التي يستخدمها أهل ذلك البلد تستغرق وقتًا طويلاً، وكانت الكتابة تتم على ألواح حجرية، لأنه كان من السهل النقش عليها وإرسالها إلى وجهتها.

الرسم داخل الكهوف

وجد العديد من علماء الآثار رسومات مختلفة في العديد من الكهوف، ينتمي معظمها إلى شعوب بدائية سكنت الأماكن التي توجد فيها هذه الكهوف، واحتوت هذه الرسومات على تفاصيل عن حياتهم اليومية، مثل: طرق الصيد التي استخدمتها توفير الطعام، وكيفية استخدام الباقي، وأدوات الطبخ والأكل، والطرق التي عرفوها لبناء منازلهم.

الكتابة المسمارية

وهي نوع من الكتابة القديمة التي كانت تكتب على ألواح طينية، وسميت بالكتابة المسمارية لأنها استخدمت المسامير في كتابتها، وكانت مصنوعة من الخشب أو العظام، وكان وجود هذا النوع من الكتابة يعتبر بمثابة مزيد من التطوير الذي دخل في أسلوب النقش على الأحجار، وساهم في سهولة الكتابة، خاصة وأن الطبيعة الناعمة للطين تساعد على كتابة الحروف عليها بسهولة.

الكتابة الفرعونية

كانت الكتابة الفرعونية تعتبر من أنواع الكتابة المتطورة التي كانت تكتب بأحرف لغتها الخاصة والتي تسمى الهيروغليفية، والرسومات المختلفة التي كانت مكتوبة على جدران الأهرامات، وشهد المجتمع الفرعوني تطور كبير مع ظهور الورق، وسمي بورق البردى نسبة إلى نبات البردى الذى أخذ منه، وذلك بتجفيفه لتجهيز الأوراق للكتابة.