إذا سألتني عن أي عملات تراها يمكنك منازعة العملات الأجنبية فسأجيب بالطبع على الدينار الليبي، لأن هذا يعود إلى تاريخ العملة الليبية القديمة …

لذلك، سيرافقكم موقع تريند في جولة قصيرة للتعرف معًا على تاريخ العملة الليبية، والمراحل التي مرت بها، بدءًا من غزو الإسكندر الأكبر واحتلال البلاد .. حتى مجيء الرومان و جعل العملة البيزنطية العملة السائدة للدولة، من خلال الفتح الإسلامي لليبيا … والانتقال إلى الحكم العثماني وما فعله عندما جاء.

بعد ذلك سنتطرق إلى الاحتلال الإيطالي والفترة التي انقسمت فيها ليبيا إلى دول .. ونتائج ذلك الانقسام، بالإضافة إلى حكم معمر القذافي وبداية الظهور الأول للعملة الليبية، و ما تم تدبيره بعد وفاته في مصير العملة الليبية، كل هذا وأكثر ستجده في السطور التالية: لنكمل.

تاريخ عملة ليبيا

مرت العملة الليبية بمراحل من الارتباك في البداية، حيث لم يكن هناك عملة للدولة الليبية، نتيجة تعرضها للاستعمار والغزو من الدول الأوروبية … وكانت كل دولة تضع بصماتها الخاصة على عملة الدولة، حتى تمكنت ليبيا من التخلص من الاستعمار ونجحت في سك أول عملة خاصة بها وهي الليرة الليبية.

هذا قبل أن تتابعها وتقوم بسك الدينار الليبي الذي كان يمكن أن يقارن بين عدد من العملات الأجنبية مثل الدولار الأمريكي، كما أنه يقف أمام الجنيه الإسترليني … خلال السطور التالية سوف تتعرف على مراحل تطور العملة الليبية من البداية إلى عصرنا.

مراحل تطور العملة الليبية

مرت العملة الليبية بعدة مراحل مختلفة عبر تاريخها … وتنوعت حتى وصلت إلى الشكل الذي هي عليه الآن، وفي الفقرات التالية سنبين جميع المراحل التي مر بها تاريخ العملة الليبية، يسمى:

المرحلة الأولى

تعود تلك المرحلة إلى الفترة التي احتل فيها الإغريق عددًا من دول البحر الأبيض المتوسط ​​بعد غزو الإسكندر الأكبر … بسبب طموحه في توسيع إمبراطوريته … لتصبح العملة المهيمنة في ذلك الوقت في بلد ليبيا هي العملات اليونانية واليونانية القديمة .. وكانت العملات في تلك الفترة تُضرب من بعض المعادن مثل البرونز والنحاس .. وكانت الدراخما اليونانية أبرز تلك العملات في ذلك الوقت.

المرحلة الثانية

بعد انتهاء المرحلة الأولى وخروج الإغريق من ليبيا، أصبحت الدولة الليبية تحت سيطرة الرومان خلال الفترة من 146 ق.م إلى 670 م … بحيث كانت العملة السائدة في ليبيا في ذلك الوقت هي العملة العملات المعدنية البيزنطية والرومانية المصنوعة من المعدن .. والتي حملت صورا لبعض الأباطرة البيزنطيين، والصليب المسيحي، كانت ليبيا تعرف عند الرومان في ذلك الوقت بالجمهورية الليبية.

المستوى الثالث

بعد زوال الحملات الاستعمارية على الليبيين، اليونانية والرومانية … جاء الفتح الإسلامي إلى دولة ليبيا في عهد الخليفة عمر بن الخطاب .. لتصبح العملة المهيمنة في الدولة ليبيا في ذلك الوقت هي الدرهم الليبي والدينار الليبي، واسمهما جاءا عن طريق الفرس .. وكانت هذه العملات مميزة. وهو ما يميز الدول الإسلامية عن غيرها من الدول حيث أنها صنعت باستخدام معدن النحاس .. واستمر هذا الوضع حتى جاء الحكم العثماني في العصور الوسطى.

المرحلة الرابعة

مع قدوم الحكم العثماني إلى ليبيا في القرن السادس عشر الميلادي، أصبحت العملة السائدة في دولة ليبيا الجنيه التركي والليرة التركية … مثل باقي الطبقات الحاكمة التي مرت عبر الدولة ووضعت بصمتها الخاصة، و يذكر أن قيمة الجنيه التركي عالية. حيث تساوي قيمة 5 مجيدات من الفضة قرابة 20 قرشا .. وقيمة قرش واحد من تلك القروش تعادل قرابة 40 قرشا أي ما يعادل 8 مليلتر.

المستوى الخامس

هذه هي المرحلة التي احتلت فيها القوات الإيطالية الدولة الليبية خلال الفترة من 1911 م إلى 1942 م أي قرابة 31 عامًا ؛ لذلك ستعود الليرة التركية وتصبح العملة المهيمنة خلال فترة الاحتلال.

المرحلة السادسة

تتميز هذه المرحلة ببعض الفروق عن المراحل الأخرى .. فهي المرة الأولى التي يوجد فيها ثلاث عملات لدولة واحدة، وكل عملة مختلفة تمامًا عن غيرها .. تعود إلى حضارة معينة ؛ حيث تم تقسيم الدولة الليبية إلى ثلاث ولايات خلال الحرب العالمية الثانية من عام 1943 م إلى عام 1950 م.

الدولة الأولى هي دولة فزان التي تقع جنوب ليبيا، وكانت العملة المستخدمة فيها هي الفرنك الجزائري … أما دولة برقة بالمنطقة الشرقية فالعملة المستخدمة فيها كانت العملة المصرية الجنيه .. أما ولاية طرابلس في المنطقة الغربية، فالعملة المستخدمة فيها كانت الليرة العسكرية.

القراء الذين شاهدوا هذا الموضوع شاهدوا أيضا.

  • تاريخ عملة قطر وعوامل ازدهارها
  • تاريخ العملة السعودية ومراحل إصدارها

المرحلة السابعة

بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية عام 1952 م … شكلت الجهات المعنية لجنة لتوحيد العملات في محافظات برقة وطرابلس وفزان الثلاث، والتي تم تقسيمها خلال فترة الحرب، وكان لكل منها بعملة مختلفة .. وتلك اللجنة كانت تسمى لجنة النقد الليبي. وستقوم تلك اللجنة بتوحيد عملة الدولة الليبية بعملة واحدة هي الجنيه الليبي.

وبذلك أصبح الجنيه الليبي أول عملة لدولة ليبيا، وصدر ذلك القرار في الرابع والعشرين من مارس عام 1952 م، وكان الجنيه الليبي يعادل 2.8 دولار أمريكي، وكان مساويًا في قيمته مع الجنيه. الجنيه الاسترليني ويحيط به وجها لوجه.

تم تقسيم الليرة الليبية إلى 100 قرش و 1000 مليم، وصدر عدد من الفئات منها 5 قروش، و 10 قروش، وربع ليرة، وربع ليرة، و 5 جنيهات، و 10 جنيهات للفئات الورقية … أما الفئات المعدنية فتقتصر على قرش و 2 قرش و 5 قرش و قرش و قرشان … أما الغطاء الاحتياطي فهو يمثل 75٪ من الجنيه الإسترليني والباقي من الباقي. من العملات الأجنبية الأخرى.

المرحلة الثامنة

طرأت بعض التغييرات في تلك المرحلة، منها تغيير ملكية البنوك وتأميمها لتصبح تابعة للدولة الليبية .. قبل تغيير العملة إلى الدينار الليبي بدلاً من الجنيه الليبي وفق القرار الصادر في 26 أغسطس. 1971 م … وقيمته تعادل 1000 درهم.

كما أصدر البنك المركزي بعض الفئات الورقية منها ربع دينار ونصف دينار ودينار و 5 دنانير و 10 دنانير … أما بالنسبة للفئات المعدنية فقد أصدر البنك فئات دراهم 5 دراهم و 10 دنانير. درهم 20 درهم 50 درهم و 100 درهم.

قبل صدور قانون عام 1993 م تضمن أن الفئات التي يصدرها البنك للفئات الورقية كانت نصف دينار ودينار و 5 دنانير و 10 دنانير … أما الفئات المعدنية فهي تشمل فئات الدراهم، 5 دراهم 10 دراهم 50 درهم 100 درهم ربع دينار ونصف دينار.

قبل اصدار فئة 20 دينارا عام 2000 ميلادي تلاها فئة 50 دينارا عام 2008 م … اما غطاء الاحتياطي فكان يتألف من بعض العملات الاجنبية والسبائك والعملات الذهبية اضافة الى بعض السندات المالية الدولية او الدولية. المؤسسات الإقليمية أو حتى للحكومات الأجنبية. 5 سنوات ولا تزيد عن 50٪ أو بعض الحقوق للسحب بحيث لا تقل القيمة عن 25٪ من القيمة الأصلية للأصول.

المرحلة التاسعة

وتعتبر هذه المرحلة الفترة التي أعقبت حكم معمر القذافي للدولة الليبية، أي منذ عام 2012 … خلال تلك الفترة تغيرت جميع العملات في الدولة لاحتوائها على صورته .. كما عانى الاقتصاد الليبي من بعض المشاكل في تلك الفترة نتيجة الظروف التي مرت بها البلاد .. حتى تضعف قيمة الدينار وتنخفض أمام الدولار. من كان ليصدق أن الدينار الليبي الذي كانت قيمته 2.8 دولار أمريكي في عهد القذافي وفي السبعينيات 1.25 دولار أمريكي … سيصل إلى هذه النقطة.

حاول مصرف ليبيا المركزي حل هذه الأزمة وإنقاذ الدينار الليبي من تدهوره، لكن الأمور لم تسر … بعد اللجوء إلى الغطاء الاحتياطي لم يحدث شيء جديد، نتيجة الأحداث السياسية التي مرت بها البلاد. من خلال والفوضى سواء على الصعيد الاقتصادي أو السياسي … حتى تختفي قيمة الدينار الليبي وتختفي معه تاريخ العملة الليبية، وتستمر في الانحدار حتى الآن رغم أن الوضع أصبح نوعا ما مستقرة في الفترة الحالية.

بهذا نكون قد أوضحنا لكم تاريخ العملة الليبية والمراحل التي مرت بها، بدءاً باحتلال الإغريق … ثم الرومان، مروراً بالفتح الإسلامي حتى الحكم العثماني، ثم الاحتلال الإيطالي وما فعله من تقسيم الدول، والفترات التي تلت ذلك حتى وصلنا إلى بداية إصدار العملة الأولى الليبية .. الانتقال إلى الدينار الليبي والانخفاض اللاحق، ونتمنى أن أعطاك البيان المطلوب.