ما هو مفهوم الجندر ما معناه،الجندر هو بنية إجتماعية من الأفكار التي تعرف الأدوار و نظم الإعتقاد و المواقف و الصور و القيم و التوقعات للرجل و المرأة. و هي تسهم بشكل كبير بعلاقات القوة ، ليس فقط بين الرجل و المرأة، لكن أيضاً بين المجموعات، و هذا ينتج الكثير من المشاكل الإجتماعية. الثقافات المختلفة لديها أفكار مختلفة حول الجندر، حول ما هو المناسب للرجل و للمرأة القيام به و ما يجب أن يكون عليه. لا يختلف الجندر من ثقافة لثقافة فقط بل أيضاً يمكن أن يتغير مع الوقت أو من الممكن أن يتغير في ثقافة ما خلال وضع أزمة ،يعطي مفهوم الجندر نظرة ثاقبة على العمل من أجل السلام و العدالة. تكمن الأفكار حول الذكورة و الأنوثة في جذور العنف و تستخدم لدعم الصراعات المسلحة. مستوى العنف ضد النساء و الفتيات في وقت السلم هو مؤشر مهم حول مدى عدالة و سلمية المجتمع. ستكون منظمات السلام والعدالة التي تريد أن تنهي عنف الحرب أكثر فعالية إذا إستوعبت كل طيف العنف في مجتمعها و قامت بتحديه. يعرف الناجون من العنف المبني على الجندر خلال الحرب أن المصالحة مستحيلة بدون تحقيق العدالة بما يخص الظلم المبني على الجندر. يجب أن يتم كسر الصمت حول العنف الجنسي ضد الأولاد و الرجال أيضاً. لا تستطيع حركة السلام تجاهل قضايا تتعلق بالجندر خلال الحرب مثل زيادة عسكرة النساء و من ناحية اخرى الإسهامات التي تقدمها النساء و الفتيات من مهارات و قيادة لعملية بناء السلام، و أيضاً الإلمام بحقيقة أن توقعات الجندر تشجع الرجال على القتال.

ما هو الفرق بين الجندر و الجنس؟

الجنس يشير إلى الإختلافات البيولوجية الطبيعية بين الرجل و المرأة. الكثير من هذه الإختلافات واضحة و ثابتة، حتى في وجود بعض الإختلافات البيولوجية عبر الطيف. بينما الجندر هو مبني على أساس المثل الثقافية و النظم الإعتقادية والصور و التوقعات حول الرجولة و الأنوثة في مجتمع معين ،يبدأ تأثرنا بالمفاهيم الإجتماعية حول الجندر من اللحظة التي نولد فيها. فقد حقنت الرجولة في عقلية الأولاد بطرق مختلفة. فهناك ضغوط إجتماعية عليهم لإنكار مشاعرهم و التصرف بقوة جسدية و إثبات جدارتهم عن طريق السيطرة أو المنافسة مع الأخرين. و قد ينظر إلى السيطرة أو السلطة على الأخرين و العنف على أنها علامات من علامات الرجولة. تقوض هذه التنشئة الإجتماعية الكرامة لأي شخص. يعامل الأولاد و الرجال عادة بوحشية لإعدادهم للخدمة العسكرية. فالحرب بحد ذاتها هي عنف مبني على الجندر و هي ضد الرجال، فالرجال و الأولاد يجبروا على القتال و القتل. على الجانب الآخر فإنه من ناحية إجتماعية يكون على الفتيات عادة إنكار ثقافتهن و أن يكن مستمعات جيدات و مهذبات و مطيعات و كما انه عليهن إثبات جدارتهن عن طريق وضع إحتياجات الآخرين أولاً. قد ينظر للسلبية و قبول الظلم على أنهما من علامات الأنوثة. تقوض تنشئة إجتماعية كهذه كرامة الإنسان و تعزز من خلق الضحايا. استعمل مفهوم حماية النساء و الفتيات في الدعاية والتحريض و تبرير الحروب. الحرب بحد ذاتها هي عنف مبني على الجندر ضد النساء حيث إستعمل العنف الجنسي كسلاح حرب.

كيف يرتبط الجندر بالسلطة و العدالة؟

ينظر في الكثير من الثقافات لخبرات الرجال و مفاهيمهم على أنها الأمر الطبيعي. و يؤخذ السلوك الرجولي الغيري جنسياً على أنه السلوك القياسي. ينظر إلى ممارسة القوة، خصوصاً علناً، على أنها سلوك رجولي. يفترض في معظم الثقافات أن الرجل هو قائد الأسرة و المجتمع بينما ينظر للمرأة على أنها التابعة و الداعمة. من الممكن أن يعني هذا الإفتراض أنه ليس للنساء و الفتيات الكثير ليقلنه في قرارات تمس حياتهن. و من الممكن أن يعني هذا أيضاً أن الرجال الذين لا يتبعون الأدوار التقليدية يواجهون انتقادات علنية. لكن و لأن الجندر هو فكرة مبنية إجتماعياً فإنه من الممكن تحديها و تغيير المفاهيم القمعية حول أدوار الذكور و الإناث. و هذا هو ما نسميه عدالة الجندر.