سبب نزول سورة الشورى، سورة الشورى سورة مكية (إلا الآيات 23 حتى 27 فهي مدنية)، عدد آياتها 53، وترتيبها في المصحف 42 (في الجزء الخامس والعشرين) بدأت بحروف مقطعة ” حم “، وهي من مجموعة سور “الحواميم” ، سميت سورة الشورى بهذا الاسم لبيان أهمية الشورى، وفضلها بين المسلمين، وحثاً لهم على اتخاذها سبيلاً ومنهجاً في الحياة العامة؛ لما لها من عظيم الأثر في حياة الفرد والجماعة.

سبب نزول سورة الشورى

سبب نزول سورة الشورى التي تبدأ بقول تعالى: “حم * عسق * كَذَلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ” هو رجل يٌُال له عبد الله أو عبد الإله، وهذا الرجل ينزل على أحد أنهار المشرق التي تُبنى عليه مدينتين، ويشق النهر بينهما فتصبح سوداء مظلمة، وقد احترقت هذه المدينة واندثرت وكأنها لم تكن يومًا مكانها، وتصبح صاحبتها وقد تعجبت كيف أنّها أفلتت، فما هو إلا بياض اليوم حتى يجتمع فيها كل عنيد وجبار من أهل المدينة، ثم يخسف الله تعالى بها وبهم جميعًا، وفي هذا قوله تعالى: “حم * عسق”، أي عزيمة وقضاء وفتنة، “حم” تعني عدلًا من الله، وسين تعني السكون والقاف تعني واقع في هاتين المدينتين، علمًا أن العلماء والمفسرين اختلفوا كثيرًا في تفسير الحروف المتقطعة، وربما من الأصح هو السكوت عنها وتفويض تأويلها لله تعالى، أما سبب نزول الآية 23 من سورة الشورى: “قُلْ لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إَِّلا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى”، هو ما ورد في حديث ابن عباس -رضي الله عنهما-: “أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كان له في كل بطن من قريش قرابة، فنزلت “قُلْ لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إَِّلا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى” أي إلا أن تصلوا قرابة ما بيني وبينكم.