الجميع يسمع الكثير عن التجسس والمراقبة على الإنترنت، وهنا يجب أن تعلم أنه مع كل التقدم التكنولوجي المحيط بنا، فهي عملية أصبحت متاحة لعدد من الأطراف حيث لديك القدرة أو التكنولوجيا اللازمة عملية التجسس على خصوصيتك وانتهاكها بطرق مختلفة ولأغراض مختلفة، أصبحت اليوم أقل المعلومات هي كنز ثمين لمن يمتلكها، خاصة إذا كانت تخص أصحاب المناصب والنفوذ والمال.

يجب أن يعلم الجميع أن هناك شخصًا يحسب ويراقب ما نقوم به، حيث يستمع إلى المكالمات ويرى الصور ومقاطع الفيديو والكاميرا الخاصة بك، وهناك من يمكنهم الوصول إلى بيانات بطاقة الائتمان الخاصة بك. هناك العديد من برامج التجسس التي تجعل من دخول جهازك عملية بسيطة وفي بعض الأحيان بدون الحاجة إلى الإنترنت حتى، حيث يمكن القيام بذلك من خلال موجات الراديو مع بعض التقنيات المتقدمة المتوفرة لبعض الحكومات، حيث تمتلك الأنظمة الحكومية بصمة صوتية و جميع بياناتك الشخصية وموقعك من خلال تقنية GPS أو من خلال شبكة لاسلكية خاصة بك.

ظهرت بعض المعلومات التي تؤكد وجود تقنيات متقدمة لعمليات تجسس واسعة النطاق تقوم بها بعض الحكومات. كان أبرز هذه المعلومات ما يسمى بفضيحة بريزم، حيث قام أحد وكلاء وكالة الأمن القومي في أمريكا بتسريب وثائق تتعلق ببرنامج بريزم، والذي يسمح بمراقبة الاتصالات الحية والمعلومات المخزنة ويسمح باستهداف أي عميل باستخدام نظام بريزم.، ويسمح بالتجسس على المتواجدين داخل الولايات المتحدة أو خارجها، حيث يمتلك القدرة على اختراق خصوصيتك من خلال قدرته على اختراق كافة شبكات التواصل الاجتماعي ومحركات البحث وخدمات البريد الإلكتروني وبرامج الدردشة، حتى وصل الأمر. الحد من اتهام شركات أنظمة التشغيل، بما في ذلك Microsoft و Apple، بإعطاء بعض الحكومات أبواب خلفية في أنظمة تشغيل أجهزة الكمبيوتر والهواتف، مما يتيح لها القدرة على جمع أكبر قدر من المعلومات التي يمكن استخدامها عند الحاجة لأي غرض.

من يهتم بتتبع بياناتك 1- الحكومات ووكالاتها المختلفة، حيث يتم حفظ جميع المعلومات الخاصة بك، بغض النظر عما إذا كانت مهمة أم لا. قد لا تكون المعلومات مهمة الآن، لكنها قد تكون لا تقدر بثمن في المستقبل. 2- تقوم محركات البحث والشبكات الاجتماعية من خلال هذه العملية بتتبعك للتعرف على سلوكك مما يسهل عليهم التعرف على الإعلانات الموجهة إليك والتي تناسب اهتماماتك. 3- القراصنة وناشرو المحتوى، وهم قراصنة متخصصون في عمليات التجسس على الإنترنت لأي غرض من أغراض الابتزاز والسرقة والفضائح وما إلى ذلك.

كيف تحمي خصوصيتك على الإنترنت من التجسس هناك أكثر من شرح طريقة تسمح لك بحماية خصوصيتك، مما يجعل عملية التجسس عليك ليست عملية سهلة، فهذه الطرق ليست فعالة بنسبة 100٪، خاصة في حالة التعامل مع أجهزة وإمكانيات أمنية عالية التقنية لكنها بالتأكيد ستكون فعالة مع أصحاب التقنيات الأقل ومن بين هذه الطرق – 1- حجب ميزة ملفات تعريف الارتباط. تقوم بعض المواقع بزرع ملفات تسمى ملفات تعريف الارتباط في جهازك، مما يسمح لهذه المواقع بتحديد وتتبع سلوكك، ويمكنك القيام بعملية الحجب من خلال إعدادات المتصفح الخاص بك باستخدام الخاص المتاح لهذا في المتصفح. في Google Chrome، على سبيل المثال، تستخدم (Disconnect) حيث تعمل هذه الميزة تشفير بياناتك وحماية شبكتك من القرصنة. 2- تشفير بياناتك. رعاية استخدام المواقع المحمية بتشفير https، حيث تكون تلك المواقع أكثر أمانًا، ولكن ثبت مع تسرب بعض المعلومات أو ما يعرف بالفضائح في هذا المجال أن بعض المواقع تزيل التشفير لصالح بعض الأطراف. 3- برامج البروكسي أو بروتوكول الإنترنت المزيف. يمكن للبعض استخدام بعض برامج البروكسي أو البرامج التي تعطي IP مزيفًا، وهناك بعض الإضافات على المتصفحات التي تقوم بتشفير بياناتك، كما هو الحال مع Google Chrome، والتي أضافت ميزة (Zenmate) التي تحمي بياناتك وتسمح لك لإظهار الموقع الجغرافي بالشكل الذي تريده، مما يمنحك القدرة على اختيار موقع جغرافي من الدول التي تضع قوانين صارمة فيما يتعلق بحماية الخصوصية كما هو الحال في دول مثل ألمانيا وسويسرا 4- استخدم شبكة Tor. تمنع هذه الشبكة تجسس البيانات ورقم IP وتقوم بتشفير بياناتك، خاصة إذا كنت تستخدم متصفحها، مما يجعل درجة الحماية أعلى. 5- احمِ نفسك من التجسس على كاميرا جهازك. من المعروف أن كاميرا الويب تعتبر من أخطر أنواع التجسس، وهي متوفرة منذ فترة طويلة. البرامج التي تسمح لكاميرا الويب بالعمل حتى بدون تشغيل ضوء المؤشر، لذلك يجب العمل على حمايتها. يتم لصقها عليها، مما يحجب الرؤية تمامًا. ويفضل في حالة عدم استخدام الإنترنت أن يتم فصل الكابل مما يعمل على حماية كل من الكاميرا والميكروفون والكمبيوتر أو الهاتف. 6- استخدم برامج مكافحة الفيروسات. احرص على استخدام برامج مكافحة الفيروسات أو ما يعرف باسم مضاد الفيروسات، حيث يسهل اختراق الأجهزة عن طريق زرع الفيروسات والديدان وأحصنة طروادة. 7- حافظ على الشعور بالأمن ولا تثق كثيرًا في التكنولوجيا. يجب أن تعرف على وجه اليقين أنه لا يوجد برنامج لا يمكن اختراقه. غالبًا ما تحتوي جميع الأساليب المستخدمة على ثغرات أمنية تسمح باختراقها عاجلاً أم آجلاً. لا توجد كلمة مستحيلة في مجال التكنولوجيا الرقمية، لذلك لا تثق كثيرًا في التكنولوجيا ويفضل دائمًا إذا لم تكن هناك حاجة إلى الإنترنت لفصلها تمامًا وفصل مصدر الطاقة عنها.