في رحلة صيد، خرجت مجموعة من الشبان السعوديين، عرفت برحلة الموت. لقد واجهوا الموت بأعينهم من لحظة إلى أخرى، ولم يجدوا لهم مخلصًا إلا الله تعالى، إذ بدؤوا يصلون لربهم ويدعوون إليه لينقذهم من رعب حقيقي، في التي عاشوها ثلاثة ايام. كأنها قصة خيالية من بين قصص المغامرات التي نرويها لأطفالنا قبل النوم مثل قصص السندباد وغيرها، وعاد كل شيء إلى مكانته بفضل جهود القوات البحرية السعودية التي جلبت هؤلاء. عاد الشباب إلى عائلاتهم سالمين حتى غمرتهم الفرحة وابتلعت أسرهم أيضًا، فما هي قصة هؤلاء الشباب وكيف يصلون إلى منطقة الصراع بين اليمنيين والحوثيين ومن هم هؤلاء الشباب كيف واجهوا الموت خلال رحلتهم هذا ما سنقدمه في المقالة أدناه

من هم الرجال المفقودين مجموعة من الشباب هم بدر العكاسي، محمد العكاسي، علي السحيباني، عبد العزيز المهدي، عبد العزيز السحيباني، محمد السحيباني، عصام العلي. قبطان القارب “. جيزان، جنوب غرب السعودية، في الثامن من سبتمبر. جاءت هذه الرحلة دون أي تخطيط، بحسب رواية عبد العزيز أحد هؤلاء الشباب. أخذوا تصريحًا لدخول السيارة إلى الجزيرة بالعبّارة، ثم أخذوا قارب صيد ليأخذهم إلى الجزيرة بقيادة النقيب عصام أبو الريش، الذي وفر الإمدادات للرحلة من الأكل والشرب، حيث استغرقت رحلة الصيد. وبعد ساعتين تدرب الشباب على السباحة في شواطئ الجزيرة، ولكن حدث ما هو غير متوقع، حيث هبت رياح معتدلة، وحجبت الرؤية وغطت السماء بالرمال، مما جعل القارب يسير في اتجاه آخر غير اتجاهه، وهو اتجاه جنوب اليمن التبديل شمالاً نحو جزيرة فرسان.

رحلة الموت واصل الشاب وقبطان القارب حوالي نصف ساعة في الإبحار بالمركب، بحسب ما يعتقدان، باتجاه جزيرة فرسان، لكنهم استغرقوا الكثير من الوقت في طريق العودة، على عكس الوقت. أخذوا في طريقهم للذهاب، مما جعلهم يشكون في الأمر، خاصة وأنهم لم يجدوا أي أثر للجزيرة في ذلك الوقت، أكد لهم القبطان أنهم على الطريق الصحيح، لكنهم فوجئوا بأن لديهم اصطدمت بشيء واتضح أنها سفينة قديمة غرقت. وصلت الساعة العاشرة مساءً، وبعد ذلك قرر القبطان الإبحار في الاتجاه المعاكس للقارب ليجد نفسه في منطقة مليئة بالشعاب المرجانية، ثم انقطعت الشبكة بهواتفهم. أطفأ الجميع أنوار القارب حتى تكون الليلة ليلة الرعب التي عاشوا فيها مستلقين على الأرض الترابية والخشنة، ومع شروق شمس الصباح اتجهوا شمالًا نحو جزيرة ف. نصف ساعة توقف القارب بسبب نفاد البنزين وأصبح مأساة جديدة خاصة وأن هذه المنطقة لا تبحر فيها المراكب إلا بنية السرقة أو الاختطاف فلا يسعهم إلا الدعاء إلى الله تعالى لإنقاذهم. مما هم فيه.

محاولات الشباب لإنقاذ أوضاعهم، اكتشف الشباب أن كمية المياه التي كانت معهم قد نفدت، الأمر الذي من شأنه أن يعرضهم للموت حتمًا، لكنهم حاولوا عدة محاولات، مثل تقطير مياه البحر وتكثيفها، إلا أنه كانت تجربة فشلت. قاموا برمي المرسى لمدة عشرين متراً حتى يتمكنوا من سحب القارب، لكن عمق المياه وصل إلى 70 متراً، مما منعهم من هذه التجربة أيضاً في ظل عدم استقرار الرياح حتى وصلتهم الليلة الثانية في نفس الوقت. مكانهم وسط أصوات القصف، ففقدوا لمدة 48 ساعة.

ومن الأمور التي تعرض لها هؤلاء الشباب الجفاف الذي ظهر على عيونهم وبشرتهم. وكان الشاب الطبيب عبد العزيز معهم، حيث علم بحالتهم الصحية، مما جعله يسرع في علاجهم، حيث طلب منهم الذهاب إلى البحر للتخلص من الجفاف، وكان الأمر بمثابة تجربة خطيرة للسباحة بين أسماك القرش. ثم يشربون ماء البحر ويأكلون كمية معادلة من السكر في ماء البحر حتى يحدث التوازن في أجسامهم.

عملية إنقاذهم كانت عملية عسكرية. لم يكن اختفاء الشبان المفقودين في جزر الفرسان أمراً عادياً، بل كان بالأحرى مسألة مهمة للمسؤولين، الأمر الذي جعل القوات البحرية تبحث عنهم وتمشيط المكان بالمروحية على صباح الأحد للبحث عنهم حتى تم العثور عليهم، وكان صوت المروحية بالنسبة لهم هو المنقذ الوحيد. ولفتوا أنظار الطائرة بأي شكل من الأشكال، وقدم النقيب عبدالله الواسر قبطان الطائرة زجاجات المياه. رفع الجميع التحية العسكرية دون أي تخطيط، اعتزازًا بجهودهم الكبيرة، خاصة وأنهم فقدوا الأمل وأن حلم إنقاذهم حلم بعيد المنال.

وبعد العثور عليهم، بعد حوالي 10 دقائق، وصل زورق حرس الحدود بسرعة كبيرة، خاصة أن هذه المنطقة منطقة خطرة، وبالتالي فإن عملية إنقاذهم كانت عملية عسكرية جاءت من قوات التحالف والطائرات الحربية والتغطية البحرية، و بمجرد نشر خبر اكتشافهم، تجمعت عائلاتهم لاستقبالهم والترحيب بهم وتم إنقاذهم في المستشفى.