لا شك أن السندات السعودية جذبت مؤخرًا الكثير من الاهتمام العالمي بقوة كبيرة فاقت كل التوقعات. في الوقت الذي أعلنت فيه المملكة رغبتها في إصدار هذه السندات الدولية لأول مرة في تاريخها، سادت حالة من الترقب الشديد في الأسواق المالية، وظهرت رغبة قوية لدى المستثمرين في الاستثمار في هذه السندات وكذلك الصناديق الدولية.

الأسئلة التي تدور في أذهان الاقتصاديين تم طرح العديد من الأسئلة حول هذه السندات، مثل لماذا جذبت هذه السندات كل هذا الاهتمام هل تدخل الرياض كلاعب رئيسي في السوق العالمية كما نجحت في سوق النفط العالمي هل للمملكة القدرة الفعلية على ذلك ما هي التحديات التي تنتظر هذه السندات هل سيؤثر تراجع أسعار النفط على هذه السندات والعديد من الأسئلة الأخرى، حتى لو كانت تشير إلى المفاجأة الكبرى التي أوجدتها الرياض في السوق العالمية.

اعتبر الاقتصاديون في لندن هذا الحدث بداية تطور نوعي للرياض في الفترة المقبلة، وقالوا أيضًا إن الجمع بين القدرة الاقتصادية والتوقيت سبب رئيسي لنجاح هذه السندات، وهو ما أثبت أن الرياض لديها القدرة على ذلك. وهي أعلى بكثير من كثير من دول الخليج التي سبق لها إصدار مثل هذه السندات، مما كشف عن التقييم الصحيح للمجتمع الدولي لاقتصاد السعودية.

آراء بعض الخبراء الاقتصاديين حول قوة ونجاح هذه السندات وأثرها على اقتصاد المملكة

رأى الخبير بيتر أليند من بورصة لندن أن هناك أكثر من سبب والعديد من العوامل التي كان لها تأثير على جاذبية سندات الرياض في الأسواق المالية العالمية في الوقت الحاضر، وأضاف أن تراجع الاقتصاد الصيني جعلها كبيرة. يبحث المستثمرون عن استثمارات جديدة بعوائد مضمونة، وكان ذلك مدعوماً بسندات الرياض، كما قال إن أسعار السندات التي حددتها الرياض كانت لصالحها بشكل مباشر، وبالتالي توقع إقبالاً هائلاً على هذه السندات خاصة من قبل صناديق الاستثمار والصناديق. مستثمرو شرق آسيا.

أما المستشار الاقتصادي روجر ألتون فقد أشار إلى عدد من الأسباب الأخرى التي دفعت المستثمرين إلى التسابق لشراء هذه السندات، وأضاف أن السبب الرئيسي الذي أدى إلى زيادة الطلب على هذه السندات هو أنها مرتبطة بشكل مباشر. لخطط الإصلاح الاقتصادي للمملكة والتي تعرف بـ (رؤية 2030). ولهذا السبب جذب انتباه المستثمرين وصناديق الاستثمار، حيث زاد الطلب على السندات الدولية، وخاصة السندات قصيرة الأجل. وأضاف أن كبار المسؤولين في صندوق النقد الدولي كانت لديهم توقعات متفائلة بشأن تعرض اقتصاد المملكة لانتعاش اقتصادي أدى إلى تعافيه. وذلك تماشيا مع سياسات الحكومة التي اتبعت للنهوض بالاقتصاد من جديد بعد الصدمة التي تعرض لها.

كان للدكتور إيلين توماس، الأستاذة بجامعة كنت، وجهة نظر مختلفة. وقالت إن الاقتصاد السعودي من آخر الاقتصادات الناشئة الكبرى التي أصدرت مثل هذه السندات المالية، وتعتقد أن هذا التأخير يصب مباشرة في مصلحة الرياض، وأن حرص المستثمرين على الشراء مع زيادة عروض هذه السندات سيؤدي إلى وهذا يؤدي إلى انخفاض في سعر الفائدة، وهذا سيسمح لخزينة الرياض بالاقتراض بسعر فائدة أقل، وكل هذا في مصلحة اقتصاد المملكة. اقتصاد النفط.

أما الخبير / فرانك بروكس فقد أجرى مقارنة بين السعودية وقطر وأبوظبي وسلطنة عمان، حيث أضاف أن سندات قطر لم تتجاوز تسعة مليارات دولار، بينما لم تتجاوز أبوظبي خمسة مليارات دولار، و أخيرًا وليس آخرًا، لم تتجاوز سلطنة عمان أربعة مليارات ونصف المليار دولار، مما يجعل السندات السعودية هي الأقوى من نوعها في المنطقة ومن بين القوى الاقتصادية المحيطة بها من دول الخليج، الأمر الذي أثار ثقة كبار المستثمرين وصناديق الاستثمار الضخمة في تلك السندات، ونصح خبراء بورصة لندن حكومة الرياض بدخول البورصة العالمية من أجل السيطرة بشكل أكبر على عملية التسعير.

في الختام … يتوقع جميع الخبراء النجاح الكبير والمدوي لاقتصاد المملكة، ويشيدون بالتطور الكبير في اقتصاد الرياض، الذي لم يعد يعتمد فقط على النفط والثروة المعدنية المملوكة للمملكة.