في السادس عشر من ديسمبر 1980 أرسل كريستوفر روبرت برنتيس من السفارة البريطانية في الكويت تقريرًا إلى “عزيزي كيفن” في قسم الشرق الأوسط بوزارة الخارجية البريطانية، وتم حفظه تحت الرمز “NBK 014/2″، وتناول التحضير لانتخابات مجلس الأمة. تسجيل الكويتيين والناخبين.

وأشار البيان إلى أنه لم يطرأ تغير كبير أو جوهري على العملية الديمقراطية في الكويت منذ 15 سبتمبر 1980، وتم تسجيل الناخبين، واستمرت الندوات والمناقشات الانتخابية، على الرغم من اندلاع الحرب العراقية الإيرانية.

وأوضح البيان أن المفاجأة كانت تسجيل 41676 رجلاً كويتياً للتصويت، فيما توقعت الحكومة أن يصل العدد إلى 60 ألفاً، بعد أن كان العدد في حدود 52994 شخصاً في انتخابات عام 1975.

في السنوات الخمس الماضية، نما عدد الكويتيين بنحو 19٪، كما تشير الإحصائيات الحكومية، التي أفادت بأن عدد السكان ارتفع إلى 562065 فردا عام 1980 عما كان عليه عام 1975، مما يدل على عزوف الكويتيين عن الاهتمام بها. انتخابات برلمانية.

وتعني الإحصائيات أن نسبة الناخبين كانت 11.2 في المائة في انتخابات عام 1975، وانخفضت إلى 7.4 في المائة في الانتخابات التي ستجرى في بداية العام.

وقدم الدبلوماسي البريطاني عددًا من الأرقام حول التعداد السكاني، وذكر أنه في عام 1975، كان 26٪ من الرجال الكويتيين (236 ألفًا) فوق الثلاثين عامًا.

قال إنه في عام 1975، صوّت 30853 شخصًا فقط (58 بالمائة من المسجلين)، مما قد يشير إلى أن انتخابات عام 1981 سيحضرها 41 بالمائة فقط من الرجال.

ونقل البيان عن جريدة القبس ما وزعته من احصائيات وجداول مقارنة حول الانتخابات النيابية.

كما اعتمدت على مصادر خاصة غير إعلامية.

وأعطى البيان اتجاهات للرأي وفق ثلاثة قطاعات

1 – أقلية تعتقد أن معدل الالتحاق ليس مخيبا للآمال ولا يعكس تدني نسبة المهتمين بالديمقراطية.

2 – الغالبية لا تعطي أهمية للبرلمان أو لنسبة الناخبين المنخفضة.

يدعو هذا الجزء إلى إعادة فتح باب التسجيل وإطلاق حملة صحفية بهذا الخصوص.

3 – أقلية تنتقد الحكومة أو تصرفات النواب أو العودة إلى الحياة النيابية (وهذه الأقلية تضم عددا من أفراد الأسرة الحاكمة).

وأعطت الأغلبية سبب عزوف الناخبين عن التسجيل أن المرحلة المحددة تزامنت مع موسم الحج، لكن هذا الرأي لا يعكس مصداقية لأنه يمكن تسجيل الناخبين في غيابهم من قبل أقاربهم.

وأوضح أيضا أن التسجيل تم في غياب عدد كبير من الكويتيين في إجازة الصيف وأثناء تواجدهم في الخارج، ولم يسمح بالتسجيل في السفارات الكويتية.

من بين الأسباب، هناك عدد كبير من الوثائق المطلوبة للتسجيل، بما في ذلك فواتير الكهرباء وغيرها.

الارتباط بالبورصة، وتزامنت فترة التسجيل مع إدراج الأسهم في البورصة، الأمر الذي استدعى استخدام وثيقة الجنسية لشراء الأسهم كتعويض عن تلك الممنوحة في المؤسسات الانتخابية.

وقدر عدد وثائق الجنسية المقدمة في هذه المرحلة لصالح النسخ الجديدة بنحو 18 ألف جنسية، غالبيتها للرجال فوق سن الثلاثين.

وأوضح عدد من المفتشين أن الزيادة في عدد المسجلين خلال الحملة الانتخابية الأخيرة (1975) تعود إلى تسجيل الناخبين في أكثر من دائرة انتخابية.

وقال بعضهم إن التطورات والأحداث التي أحاطت بالمنطقة حالت دون تسجيل المواطنين رغم أن الكويت تعيش حياة طبيعية في ظل الحرب العراقية الإيرانية.

يبدو أن الحكومة رفضت مبدأ إعادة فتح باب التسجيل للانتخابات، خاصة وأن وزير الدولة عبد العزيز حسين أعلن في 26 أكتوبر، بعد أسبوع من انتهاء فترة تسجيل الناخبين، أن الحكومة لن تفتح الفصل مرة أخرى الذين لم يسجلوا، وأن الحكومة لم تناقش مبدأ إعادة المعلومات. في الأمر الأميري الداعي إلى استئناف الحياة النيابية.

الإصلاح يخدم الحكومة

وأوضح البيان أن أغلب الآراء هي أن الحكومة تسعى إلى “الإصلاح بما يخدم مصالحها ولا يقلل من صلاحياتها، على أن تبقى الأمور الأساسية في يدها، وأن قانون الانتخابات الجديد سيؤكد مبدأ شراء الوزراء في الحكومة”. الجمعية الوطنية، خاصة أنها تشارك في التصويت، مما يعطي الحكومة القدرة على التأثير بشكل كبير في الانتخابات الرئاسية “. المجلس والدفاع عن أعضائه الذين يواجهون أي استجواب وعلى الرغم من مبدأ فصل السلطات التشريعية عن السلطة التنفيذية.

ولم يفكر الدبلوماسي البريطاني في أي تعديل في صلاحيات الحكومة القادرة على حل المجلس إذا رأى الأمير أن المجلس لا ينسق مع الحكومة للصالح العام.

ونقل عن الشيخ دعيج الصباح قوله “المساواة في السلطات والحكم لن يتم تعديلها لمصلحة أحد، والحكومة ستبقي السيف بيدها، وهذا المبدأ غير قابل للنقاش أو التعديل”.

وقال الدبلوماسي البريطاني “سلاح الحل منع المواطنين من الثقة في أن الديمقراطية الكويتية حقيقية، والبعض يقول إنها إجراء شكلي، وأن صلاحيات الحكومة أكبر من صلاحيات المواطنين، وأن الأمير هو المطلق”. الحاكم حتى الآن “.

أيضا 25 دائرة انتخابية أوردت مرة أخرى البيان من قبل صحيفة القبس، التي كانت وحدها في بث خبر في 4 كانون الأول 1980، أن لجنة حكومية تستعد لإصدار قانون جديد بشأن العملية الانتخابية وحدود الدوائر وعددها. وانها ستكمل مهمتها قبل نهاية الشهر الجاري وان الانتخابات ستجرى قبل شباط المقبل وحتى قبل العيد الوطني.

وذكر البيان أنه “من المنتظر أن تقسم الكويت إلى 25 دائرة انتخابية لكل منها نائبان على أن يكون عدد النواب 50 نائبا”.

ولفت إلى أن ندرة الناخبين المسجلين تعكس، بحسب مراقبين مستقلين، عدم اليقين بشأن توجه الحكومة ورؤيتها للحياة الديمقراطية ودور النواب في المستقبل، خاصة أنها طلبت البدء في تسجيل الناخبين قبل إصدار مذكرة. بيان تقسيم الدوائر وعدد النواب.

تم تفسير إصرار الحكومة على عدم فتح باب التسجيل على أنه نمط من الإصرار على أن تذهب الحكومة بطريقتها الخاصة، بعيدًا عن أي رأي أو مشاورات، وأنها ستستمر في سحب حدود الديمقراطية الكويتية بعيدًا عن آراء هؤلاء. من يعارضها.

الديمقراطية الكويتية

ونسب البيان الى الدكتورة بدرية العوضي التي قالت ان “ديمقراطية الكويت رائدة في منطقة الخليج وعلى دول المنطقة ان تختار طريقا مشابها لنا مع الحفاظ على خصوصيات كل دولة”.

ولفتت إلى أنه رغم كل السلبيات في المجلس وممارسات ومناورات الحكومة، يبقى وجود المجلس أفضل من غيابه، لأن تعليق عمله مرة أخرى سيؤدي إلى رقابة على الصحف وغيرها من أساليب كبح الحريات.

وأشار البيان إلى أن الحكومة تسعى من خلال التوزيع الجديد للأحياء للسيطرة على معظم النواب من خلال تعزيز عدد أنصارها بين النواب خارج العاصمة، والتأثير على أبناء العشائر لاختيار ممثلين ليسوا مثيري الشغب.

وقال “توزيع الدوائر يشير إلى أن عددا من أفراد الأسرة الحاكمة فقدوا أنصارهم والبعض سيفوز مؤيدين جدد، وأن تحديد الدوائر سينتج عنه فائز وخاسر بين كبار المشايخ”.

ونقل البيان جملة من ملامح الخلاف بين أبناء الأسرة، واستياء الشيخ جابر العلي من عودة الديمقراطية، الأمر الذي أثار ردود فعل شديدة لدى عدد من العائلات في الكويت المهتمة للغاية بمواصلة لعب دورها السياسي. حتى لو كان هذا الدور مكملا لدور الأسرة الحاكمة.

وأشار إلى أن الكويتيين مقتنعون بأن مجلس الأمة بكل عللها أفضل من دولة بدونها، وأنه مع اقتناع الحكومة بأنها ستسيطر عليه في المستقبل، يمكن لأعضائه أحياناً تقويم الانحرافات في الحكومة. طريق.