من أول من استخدم الغازات السامة في الحروب، حيث تطورت أدوات القتل والفتاك عبر العصور، من الوسائل البدائية والحراب والسيوف إلى أنواع الغازات التي أدت إلى إبادة جماعية في بعضها، وفي بعضها. الاستعانة بقوات الأمن في الدول لتفريق المظاهرات وأعمال الشغب وغيرها، وفي هذا المقال سنتعرف على أول من استخدم الغازات السامة في الحروب.

من كان أول من استخدم الغازات السامة في الحرب

أول من استخدم الغازات السامة في الحروب كان الجيش الألماني، حيث كانت هذه الغازات موجودة قبل الحرب العالمية الأولى بفترة طويلة، لكن القادة العسكريين والضباط كانوا مترددين في استخدام الغازات السامة في النزاعات والحروب، أو اعتبار استخدامها كسلاح غير حضاري. وكان أول من اعتمد. هذه الفكرة هي فكرة الجيش الفرنسي الذي كان يقوم على أساس استخدام الغاز للأعداء باستخدام الغاز المسيل للدموع الذي تم استخدامه ضد الألمان.

في أكتوبر 1914 بدأ الجيش الألماني في استخدام المقذوفات التي أطلقت على الأعداء، وهي عبارة عن كرات مجزأة تمت معالجتها بمواد مزعجة، واستخدم غاز الكلور في أبريل 1915 من قبل الجيش الألماني، وكان على شكل أسطوانات ضد الجيش الفرنسي. حيث يعمل غاز الكلور على تدمير الجهاز التنفسي للخصم مما يؤدي إلى الموت البطيء بالاختناق.

ضحايا الغازات السامة في الحرب العالمية الأولى

يعتبر أدولف هتلر من أبرز الضحايا، حيث تعرض للغازات ونقله إلى مستشفى في ويرفيك، ثم أصيب بعمى مؤقت، ونتيجة لذلك رفض استخدام الغاز في الحرب خوفًا من تعويض الضرر الذي لحق به أثناء الحرب العالمية الثانية. الحرب العالمية، ولكن ما كان يخشى حدوثه، حيث تم استخدام الغازات السامة مثل زيكلون ب في معسكرات الموت.

تعرض المدنيون لهذه الغازات السامة التي كانت تنتقل إليهم عبر الرياح، وكان أغلبهم في البلدات القريبة من خط المواجهة، ليتمكن المدنيون من ارتداء الأقنعة الواقية من الغازات، لعدم وجود أجهزة إنذار لتنبيههم بالخطر. يقترب الغاز السام، وبحسب الإحصاءات الرسمية، يبلغ عدد القتلى المدنيين نحو 5200 قتيل، لكنه أكبر من ذلك.

غاز مسيل للدموع

الغاز المسيل للدموع أو الغاز المسيل للدموع تم تصنيعه من قبل شركة بريطانية في الخمسينيات من القرن العشرين، وهو من الأساليب القديمة المستخدمة في تفريق المسيرات الاحتجاجية والسيطرة على الاحتجاجات المدنية وإنهاء الاضطرابات، ويتكون من ثلاثة منتجات كيماوية يرمز لها بـ اختصار الحروف (CN) و (CR). ويعود استخدام (CS) لرذاذ الفلفل، واستخدام الغاز المسيل للدموع إلى ما يقرب من ألف عام، بحسب مصادر تاريخية، مما يشير إلى أن الصينيين سبقوا في هذا المجال عندما فقدوا رؤية أعدائهم برمي الفلفل المطحون ملفوفًا بأوراق القش. من الأرز، واستخدام الغاز المسيل للدموع كان شائعًا في الدول التي تصف نفسها بالديمقراطية وغيرها بالدكتاتورية، من خلال الشرطة وقوات الأمن، لتفريق المظاهرات السياسية.

غاز الخردل

غاز الخردل أو ما يعرف بكبريتيد الخردل وهو مركب كيميائي من مركبات عضوية تسمى ثيولات، يتحول إلى سائل ينبعث منه بخار خطير، ويسبب حروقًا وتقرحات على الجلد المكشوف، كما يضر بالجهاز التنفسي عند استنشاقه. وعند تناوله يسبب القيء والإسهال ويضر كذلك الجلد والرئتين والأغشية المخاطية والعينين والأعضاء حيث يتولد الدم، كما يتسبب غاز الخردل في حدوث تغيرات وراثية وسرطان، وهذه هي أخطر الآثار على المدى الطويل. ولا يوجد حاليا علاج له.

تأثير الغازات السامة في الحرب العالمية الثانية

اتفقت الدول والأمم الموقعة على عدم استخدام الغازات السامة في الحروب، في بروتوكول جنيف الذي يتحدث عن استخدام الغازات السامة في الحروب، في مؤتمر جنيف الثالث الموقع عام 1925، لكن بعض الأطراف لم تلتزم بهذه الاتفاقية. مثل إيطاليا التي استخدمت الغاز ضد الإمبراطورية الإثيوبية عامي 1935 و 1936، وإمبراطورية اليابان التي استخدمتها ضد الصين، وفي المدارس كان الأطفال يتعلمون ارتداء أقنعة تحميهم من تأثير الغازات السامة وغيرها. وطوّرت ألمانيا النازية الغازات أثناء الدمار، مثل سارين وتابون وسومان، واستخدمتها في معسكرات موت زيكلون النازية. ناقشت شركة بريتيش بتروليوم والولايات المتحدة استخدام الغاز ضد اليابان أثناء التخطيط لاحتلال اليابان.